907543
907543
إشراقات

فتاوى لسماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة

20 يونيو 2019
20 يونيو 2019

بعض المفسرين أثبتوا «إسرائيليات» رغم مناقضاتها لدلالة القرآن -

ورد في كتاب «العرائس» أن حواء غرّرت بآدم ونتيجة لذلك تحمّلت خطيئة، وهذه الخطيئة تسبّبت في أن تبتلى المرأة بالحيض؟

هذه من الإسرائيليات ومما يؤسف له أنه أثبتها كثير من المفسرين في تفاسيرهم ونقلوها على أنها مسلّمة مع مناقضاتها لدلالة الكتاب العزيز نفسه، فالله تعالى لم يذكر في كتابه الكريم بأن آدم دُفع من قبل حواء أو غرّر به من قِبلها وإنما قال: (وَعَصَى ءَادَمُ رَبَّهُ فَغَوَى)، وفي كثير من آيات الكتاب ذكر آدم وحده، وفي بعضها ذكر مع زوجه وحمّلا معا تبعة خطئهما، وهذا مما يدل على أن الخطأ كان منهما معا ولم يكن بتأثيرها عليه.

أما كون المرأة تفرز هذا الدم الطبيعي في كل شهر فذلك من مصلحة جسمها لأن حكمة الله تعالى اقتضت أن تكون في الأجسام إفرازات، وجسم المرأة متميّز بهذه الرطوبة الزائدة المتمثلة في هذا الدم الذي يخثر ويؤدي الى الضرر بجسمها فاقتضت حكمته تعالى أن تفرز المرأة هذا الدم في هذه الدورة لتتخلص من ضررها كما أن جسم كل واحد من الرجل والمرأة يفرز إفرازات طبيعية أخرى، فهذه من طبيعة الحياة ولا يقال بأن ذلك بسبب ارتكاب خطيئة، ثم لو كانت هذه خطيئة فما هو وزر بنات جنسها من ذريتها الى أن تقوم الساعة؟! فهذا يجوز التعويل عليه وإنما جاء ذلك في التوراة في سفر التكوين، فقد ذكر فيه أن إبليس غَرّر بحواء بواسطة الحية، ثم إن حواء بدورها غرّرت بآدم وبعدها أكلت من الشجرة وأعطت رجلها ليأكل منها، وفي هذه التوراة من العظائم ما تشِيب منه الولدان، فلا يجوز التعويل على ذلك ولا يجوز اعتقاد مثل هذه المعتقدات ما دامت لم تثبّت بصحة النقل من كلام الله تعالى أو كلام المعصوم عليه الصلاة والسلام، والله أعلم.

يقول تعالى: (وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لاَ يُوقِنُون) فما معنى الدابة وما وصفها؟

هذه الآية نؤمن بها كما جاءت، ولا ندري هل ظهرت هذه الدابة لأن الدابة وصف يصدق على كل ما يدب على الأرض، فالإنسان دابة لأنه يدب على الأرض، والحيوان دابة لأنه يدب على الأرض، حتى هذه الآلات التي تدب دبيبا على الأرض هي دواب لأنها تدب عليها، فلا ندري حقيقة هذه الدابة؟ نعم ورد في بعض الروايات وصفها ولكن هذه الروايات فيها ريبة لأن مما ورد فيها أن هذه الدابة تكون عندها عصا موسى وخاتم سليمان، وما يدرينا أن هذه من الإسرائيليات التي يريد من خلالها بنو إسرائيل أن يروجوا لأفكارهم، لأنهم يزعمون أن النبيين الكريمين من أنبيائهم، وليس الأمر كما يقولون، وهم وإن كانوا من أنبياء بني إسرائيل إلا أن المؤمنين أحق بهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «نحن أولى منهم بموسى بن عمران» وإن كان انتسابهما اليهم من حيث النسب فإننا معاشر المؤمنين أولى بهؤلاء النبيين غير أن لهؤلاء دسائس، فلعل هذه من دسائسهم ، والله تعالى أعلم.

جاء في القرآن الكريم بأن الشــيطان قد خلقه االله تعالى من نار، وتوعده االله بأن يعذبه فيها، فكيف يُعذب بالنار وهو قد خلق منها؟

روي أن أحد الملاحدة الذين يكذبون بالقرآن قال مثل هذا القول: كيف يعذب بالنار من خلق من نار. فأخذ أحد العلماء حفنة من التراب ورماها في عينيه، فقال: كيف ذلك؟ فقال: أنت مخلوق من التراب وتألمت من التراب. فإذن الذي خلق من نار يتألم من النار، واالله أعلم.

هل يجوز للإنسان أن يدعو االله أن يهدي شيطانه؟

لا، فإن الشيطان لا يهتدي، وإن اهتدى فما هو بشيطان، واالله أعلم.