صحافة

مردم سالاري: زيارة آبي والآفاق المنظورة

16 يونيو 2019
16 يونيو 2019

تحت هذا العنوان أوردت صحيفة (مردم سالاري) تحليلاً نقتطف منه ما يلي: حظيت زيارة رئيس الوزراء الياباني «شينزو آبي» إلى طهران الأسبوع الماضي بأهمية خاصة لعدّة اعتبارات بينها أنها أول زيارة لرئيس حكومة يابانية إلى إيران منذ 41 عاماً وكونها جاءت في ظلّ ظروف إقليمية ودولية معقدة وتوتر غير مسبوق بين إيران وأمريكا وصل إلى حدّ التلويح باللجوء إلى القوة ضد الطرف الآخر.

واعتبرت الصحيفة زيارة آبي إلى طهران بأنها تحمل مضامين كثيرة بينها أن اليابان تولي أهمية كبيرة لمنطقة الشرق الأوسط خصوصاً في المجالين الاقتصادي والتجاري، فضلاً عن المكانة الدبلوماسية التي تتمتع بها اليابان باعتبارها ليست طرفاً في الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية الأخرى، كما أنها ليست طرفاً في الصراع بين طهران وواشنطن.

وأضافت الصحيفة: من الطبيعي القول بأن اليابان تدرك جيداً بأن دعوة طهران لقبول الوساطة مع واشنطن يستلزم التحرك باتجاه تحقيق التوازن بين مطالب إيران التي وردت في الاتفاق النووي خصوصاً فيما يتعلق برفع الحظر المفروض عليها كمقدمة لقبول تلك الدعوة والتمهيد لإنجاحها في نهاية المطاف، الأمر الذي لم يتحقق على أرض الواقع، وهو ما جعل مهمة رئيس الوزراء الياباني في طهران تواجه صعوبات فرضتها طبيعة الأزمة القائمة بين إيران وأمريكا.

وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن الأزمة بين إيران وأمريكا أعمق بكثير من الخلاف القائم بين الطرفين بشأن الموضوع النووي، بسبب وجود ملفات كثيرة وشائكة بين الجانبين تتعلق بقضايا مختلفة في عموم المنطقة، وهو ما يتطلب جهوداً كبيرة تفوق قدرة اليابان على تفكيك هذه الملفات والتوصل إلى حلول ناجعة بشأنها.

ورأت الصحيفة بأن عودة أمريكا إلى الاتفاق النووي يمثل خطوة أساسية لتمهيد الطريق بشأن أي مفاوضات تهدف إلى تخفيف الأزمة بين طهران وواشنطن، وهذا الأمر -بحسب الصحيفة- يستلزم تظافر جهود كافّة القوى الموقعة على الاتفاق باعتباره المرجع القانوني الذي ينبغي الاحتكام إليه لتفادي وقوع أي صدامات بين أطرافه في جميع الظروف.

وأكدت الصحيفة على أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه الدول الأوروبية في الحفاظ على الاتفاق النووي وتعزيز المساعي الرامية إلى نزع فتيل الأزمة بين طهران وواشنطن وذلك من خلال تطبيق جميع بنود الاتفاق وعدم الاكتفاء بتقديم مبادرات كالآلية المالية «اينستكس» لأنها لا يمكن أن تقنع طهران خصوصاً وأن بنودها لم تطبق على أرض الواقع بشكل لائق حتى الآن، بحسب الصحيفة.