1242138
1242138
الرياضية

استحق وسام التفوق للمدرب الوطني - الخنبشي : هــذه أســـرار نجاح الرسـتاق والقفزة الكبيرة في مسيرته بالدوري

15 يونيو 2019
15 يونيو 2019

أجرى الحوار: ياســـــــر المنــــا -

بات الاستمرار في تدريب أي فريق من فرق بطولة دوري «عمانتل» لمدة موسم كامل أشبه بالمعجزة ومنذ إطلاق المنافسة الجديدة ارتبطت بعادة إقالة الأندية للمدربين لتحطم كل الأرقام القاسية وأصبحت المواسم تنافس نفسها في قرارات الاستغناء عن المدربين.

وسط هذا الكم الكبير من فرمانات الاستغناء التي اعتادت الإدارات على إصدارها يبرز اسم المدرب الوطني على الخنبشي الذي كسب ثقة إدارة الرستاق لتجدد فيه الثقة لمواصلة المسيرة الناجحة بعد أن نجح في قيادة الفريق لتحقيق نجاحات باهرة في الدور الثاني والتقدم بجدارة في الترتيب الى المركز الخامس بعد أن كان يعاني من التذبذب في الأداء والنتائج خلال الدور الأول ومرشح الى الهبوط.

لفت الخنبشي الأنظار وحصد الكثير من شهادات التقدير والثناء على ما قدمه من جهد كبير وعمل مميز قاده الى التألق في الدور الثاني بالنتائج والمقاييس الفنية وهو ما يضعه ضمن قائمة أفضل المدربين في الموسم الذي طوى صفحاته في الشهر الماضي.

استفاد الخنبشي من خبراته ليمزج تجاربه الفنية وطموحاته الكبيرة معا وينجح في أن يصنع منها (خلطة) تمنحه مواصفات النجاح وتسهل مهمته لشق طريقه في مهنة تحيط بها الصعوبات والعقبات الكبيرة.

نجح الخنبشي في أن يكون مدرب «شاطر» بما حققه من تفوق في مهنة التدريب وقيادته لفريقه الرستاق وسط ظروف صعبة وتعقيدات كبيرة كان الفريق يبحث فيها عن البقاء بالدوري ولم يكن المركز المتقدم بين أهدافه ليتحقق له بفضل خبرة وحنكة مدرب فريقه.

قاد المدرب الوطني على الخنبشي فريقه من منطقة القاع ليقفز به إلى المقدمة ويزاحم الفرق الكبيرة في واحدة من الإشراقات التي لا تحدث كثيرا في الدوري ليقدم دليلا على أن ما تحقق لم يأتِ عبر باب الصدفة بل نتيجة جهود وعمل وتخطيط ورؤية فنية صائبة أدت لتجهيز الفريق بالصورة التي قادته ليخطف الأضواء ويجلس ضمن أفضل 5 فرق في الدوري.

قادنا هذا النجاح الكبير للمدرب الخنبشي لنلتقيه في حوار (الأسرار) لمعرفة أسباب القفزة الفنية الكبيرة لفريق الرستاق والتي أحدثت تغييرا كبيرا في مشهد النادي وانعكست في عودة الجماهير للمدرجات بعد أن كانت غائبة ولا حس لها أو خبر في مباريات الفريق.

خلال الحوار تحدث مدرب فريق نادي الرستاق عن تقييمه لما تحقق في النصف الثاني من الموسم والتحديات التي تنتظره في الموسم المقبل وحكى عن أهم أسباب القفزة الفنية التي قادت الفريق من الصراع على البقاء إلى القفز لمنطقة المقدمة.

• كيف حدث هذا التحول الفني لفريق الرستاق بين ليلة وضحاها من فريق ينافس على البقاء إلى فريق يجلس ضمن المراكز المتقدمة؟

- أجاب الخنبشي أمران فقط اعتمدت عليهما في قيادة الفريق خلال المهمة الصعبة التي كانت بمثابة التحدي الشخصي لي ورغم صعوبة المهمة قبلت وأشرفت على الرستاق وبدأت الرحلة التي لم تخل من الصعوبات والتي تمت مواجهتها عبر العمل الجماعي والتركيز على تحسين النتائج.

لذلك كانت للتجربة خصوصية ومختلفة عن غيرها من التجارب العديدة التي خضتها في الدوري وكان التركيز كبيرا على تحسين وضعية الفريق في الترتيب العام وتفادي نزيف النقاط بقدر الإمكان.

• كل الفرق تعتمد تقريبا على العمل الجماعي ويكون هناك تنسيق فني إداري وتقوم بدعم فرقها باللاعبين المحليين أو الأجانب لابد أن هناك أمور أخرى قادت فريقك لهذا التحول الفني الكبير؟

- المهم دائما في العمل التدريبي أن يوفق المدرب في معرفة قدرات لاعبيه وأن يختار الطريقة التي تناسبهم وتساعدهم ليقدموا أفضل ما عندهم من عطاء ويمكن القول إننا وفقنا في الجهاز الفني في معرفة قدرات عناصرنا واختيار الطريقة التي تناسبهم لنصل إلى مرحلة التوظيف السليم الذي يتطلب الصقل والتجهيز وهو ما حدث بجانب حرص اللاعبين وتركيزهم على تقديم الأفضل وبذل جهد طيب في التدريبات والمباريات وهو ما كان له الأثر الإيجابي في تجاوز العقبات الصعبة وتحقيق النتائج الإيجابية أمام فرق تتفوق علينا في الإمكانات والقدرات والخبرات.

•هل خططتم للوصول مركز متقدم أو المحافظة على بقاء الفريق في الدوري؟

- تمثلت طموحاتنا الفنية في تقديم المستويات الفنية الجيدة ومن ثم السعي لأفضل النتائج وحرصنا على أن تتسم خطتنا بالواقعية في أن يتقدم الفريق في الترتيب ولا يواجه المصير نفسه الذي سبق أن واجهه عندما صعد للدوري ولكنه سرعان ما عاد للدرجة الأولى وسعينا لتحسين وضعية الفريق في الترتيب وأن نتقدم خطوات إلى المقدمة وكانت البدايات مبشرة وهو ما أكسب الفريق الثقة والحوافز لمواصلة العطاء القوي والجاد وكسب النقاط بدعم وتعاون الإدارة وعلى ضوء الجهود التي بذلت وإمكانات النادي يمكن القول إننا نجحنا في إحداث تغيير في شكل الفريق ليصبح مؤهلا إلى التقدم في الترتيب.

• خططتم للبقاء ومع استمرار النجاحات والنتائج الإيجابية حصل الفريق بجدارة على المركز الخامس هل هي الصدفة؟

- هذا صحيح خططنا لأن نضمن للفريق البقاء بالدوري وتفادي مخاطر الهبوط وحساباته المعقدة وقدمنا كل ما لدينا لننجح ونحقق النتائج الإيجابية ومنذ أول مباراة بدأنا نرى إمكانية تحقيق تقدم فني للفريق وأن تتبدل الصورة في الدور الأول ويقدم الرستاق دورا ثانيا مختلفا عن سابقه ويحصد أكبر عدد من النقاط مع كل نجاح كانت المعنويات ترتفع إلى مؤشرات عالية وتساعد في مواجهة التحديات الصعبة ومفاجأة الفرق المنافسة بأنهم يواجهون فريقا قويا يبحث عن الفوز وحصد النقاط كاملة لذلك لم يكن الأمر بالصدفة أبدا.

• ألم تتردد في القبول بمهمة قيادة الرستاق عقب انتهاء علاقتك مع نادي السويق خشية أن لا تنجح في كسب التحدي ويهبط الفريق باعتباره كان ضمن دائرة الترشيح على ضوء نتائج الدور الأول؟

- بطبعي أنا رجل أهوى التحديات الصعبة ولدي تجارب سابقة مع الشباب والسويق عندما قبلت تولي مهمة الإشراف عليهما في ظروف صعبة وتعلمت كثيرا من التجارب بأن الصبر مهم جدا مع العمل لتحقيق الأهداف ولذلك لم أتردد في الموافقة على عرض الرستاق ووضعت يدي في يد الإدارة بكل رغبة في أن نعمل معا شيئا إيجابيا ينعكس في النتائج الإيجابية وتحسين الصورة ونحمد الله كثيرا أن وفقنا وسدد من خطانا ووفقنا لأن نكون عند حسن ثقة إدارة وجماهير الفريق.

• تجديد إدارة النادي للثقة في شخصكم لمواصلة العمل في تدريب الفريق للموسم المقبل كيف تراه؟

- أراه بأنه تحد آخر وثقة يجب أن أقدرها وأسعى جاهدا لتقديم تجربة أفضل من السابقة والمحافظة على الصورة المشرقة للنادي وصحيح تم الاتفاق بيني والإدارة على مواصلة العمل وسنجلس قريبا لوضع النقاط فوق الحروف ووضع خطط للموسم القادم باستغلال الإمكانات المتاحة بالصور التي توفر للفريق الدعم الذي يساعده بأن يتقدم إلى الأمام ولا يتراجع للوراء ولا يحمل هم البقاء بل ينافس من أجل تحسين المركز الذي حصل عليه في الموسم الأخير.

• كيف ستتعامل مع ضغوط النجاح ومطالب الجماهير بضرورة الاستمرار على المنوال ذاته؟

الضغوط موجودة دوما في كرة القدم ولكن لا أتوقع أن يكون لها تأثيرات سلبية على الفريق في الدور الثاني لأننا سنمضي على النهج الحالي نفسه في التعامل مع التحديات التي تنتظرنا في الموسم المقبل والتي نتوقع أن تكون صعبة جدا وإذا استمر الفريق في النتائج الإيجابية فهذا سيساعدنا كثيرا على البداية القوية التي سنسعى لها وبالطبع سيكون علينا أن نوفر المعينات المطلوبة من خلال دعم الفريق بنوعية معينة من اللاعبين الذين يمكنهم تقديم المستويات الطيبة ويصنعون الفارق.

• النجاح يمثل حصانة دائما لمدرب كرة القدم ومن دونه يكون من الصعب عليه أن يستمر في هذه المهنة الصعبة فهل هذه المعادلة صحيحة؟

-لا الأمر لا يتعلق بحصانة ولا يوجد مدرب في العالم لديه حصانة ضد قرار التغيير الذي يعد سنة حياة المدربين وللنجاح دائما ظروف وعوامل محددة إن لم تتوفر لن يستطيع المدرب مهما بلغت خبراته وقدراته أن يحقق النتائج الإيجابية بفكره التدريبي فقط لذلك كرة القدم لعبة جماعية تتكامل فيها الأدوار ويجب أن لا ننسى أن للتوفيق دوره أيضا في أي عمل وبالتالي تصبح مسألة تحميل المدرب المسؤولية دائما وأنه السبب عندما تسوء النتائج أمرا غير صائب في كثير من الأحيان.

أقوال من الحوار

■ سنعمل في الجهاز الفني بتناغم مع الإدارة من أجل التحضير للموسم الكروي الجديد وذلك حسب ما هو متاح وممكن وحسب الإمكانات ولن نرفع سقف الطموحات في الدوري المقبل وعلينا أن نكون واقعين في التعامل مع المهمة الصعبة التي تنتظرنا والأنظار التي ستراقب مسيرة الفريق.

■ التغييرات في الفريق لن تتجاوز نسبة 25 في المائة بأي حال من الأحوال وستكون الخيارات التي نبحث عن التعاقد معها لدعم الفريق جاهزة من خلال التقرير الفني الذي سنقدمه للإدارة بشأن كافة ما هو مطلوب في الاستعداد للموسم الجديد.

■ أحرص دوما في عملي على خلق روح الفريق الواحد وأن يتحول الفريق لأسرة مترابطة ومتعاونة ويسودها الحب والاحترام.

■ الدوري لا يزال يعاني من التذبذب والضعف في المستويات الفنية وبالتالي من الصعب أن نضع له معايير ثابتة في الأداء أو النتائج وهذا يجعل المهمة دائما صعبة بالنسبة للأجهزة الفنية.

■ في الدور الثاني يمكن القول: إننا أفضل فريق من حيث النتائج حيث فزنا في 7 مباريات وتعادلنا في مباريات وخسرنا مباراة واحدة وإذا تمت مقارنة بيننا والبطل ظفار في الدور الثاني لبدا واضحا أن الرستاق هو الأفضل.

■ أشكر اللاعبين والإدارة والجماهير فقد قاموا جميعهم بواجباتهم بالصورة المطلوبة ومساعدتي في أن أتوج هذه الجهود بأن نكون الفريق الأفضل في الدور الثاني.

■ نادي الرستاق صحيح لا يعاني من الديون التي تقصم ظهر العمل الإداري والفني ولكنه في النهاية يصرف على الفريق في حدود الإمكانات المتاحة وسنعمل معا لتوظيف ما هو متاح لتأمين مستقبل أفضل للفريق في مسيرته المستقبلية.