أوركسترا «راينلاند فالتس» تطلق برنامجا جديدا في ذكراها المئوية

لودفيجسهافن (ألمانيا) «د.ب.أ»: هل يبدأ الأمر كله بمجرد فكرة؟ ولكنه ليس بهذه البساطة. فالتخطيط لموسم أوركسترا يمثل مشروعا ضخما ومعقدا على نحو لا يمكن تخيله. وعلى سبيل المثال، تحتفل «دويتشه شتاتفيلهماروني راينلاند فالتس» - وهي أوركسترا إقليمية رائدة في ألمانيا - خلال موسم 2019-2020 بذكرى مرور 100 عام على تأسيسها. ويتضمن برنامج الذكرى المئوية، مزيجا من الأعمال الكلاسيكية والحديثة، ولكن من الذي يقرر أماكن العروض واختيار الفنانين والأعمال التي ستقدمها الأوركسترا؟

لا يفكر أغلب أفراد الجمهور في الأسباب وراء تقديم سيمفونية رائعة ومهمة من أعمال بيتهوفن في إحدى الأمسيات، يليها عمل خفيف لموتسارت.

يقول بيت فيلمان، المخرج الموسيقى في الأوركسترا: «في البداية، يكون هناك الكثير من الأسئلة المفتوحة... ثم تبدأ الأفكار تتجمع معا، شيئا فشيئا».

ولم يبدأ فيلمان إعداد برنامج الاحتفال بالذكرى المئوية، إلا بعد أن تولى مهام منصبه في سبتمبر من عام 2018. ويقول في ذلك الأمر: «إنه أمر غير معتاد ومتأخر للغاية، من المتوقع عادة إصدار إشعار حول برنامج الأوركسترا قبل عامين من انطلاقه». ولا يتطور برنامج الأوركسترا بصورة مطردة، ولكنه يسير في عدة اتجاهات في الوقت نفسه، حيث يقول فيلمان: «عملية التخطيط تشبه شبكة العنكبوت... إذا قمت بسحب أحد خيوطها، يتحرك كل شيء آخر بها» وكان فيلمان «45 عاما» - الذي ينحدر من سويسرا - مكلفا بإدارة أوركسترا أخرى، وهي «زودفيست دويتشه فيلاهارموني كونستانس»، لمدة خمس سنوات، ويقول: «كانت عملية مماثلة هناك... الطريقة التي نقوم من خلالها بإعداد برامج الموسم، نموذجية في هذا القطاع» وعندما وصل فيلمان إلى لودفيجسبورج، كانت المهمة التي أقبل عليها، عسيرة.

ويقول: «بادئ ذي بدء، يضع المرء قائمة بجميع الاختيارات المتاح من الفنانين، وأيضا القاعات المتاحة، وكم سيكلف كل شئ.»

وبالطبع، الميزانية عامل حاسم، حيث يضيف فيلمان: «إنه لغز... على المرء أن يبقي جميع الخيارات مفتوحة طوال الوقت.»

ويقول إن هناك طريقة أخرى للنظر إلى هذا الأمر، وهي مقارنة العملية بلعبة استراتيجية على لوحة الشطرنج ... عليك دائما تقديم تنازلات. هذه المرة أيضا، هناك أشياء لم تفلح». ولكن فيلمان سعيد جدا بالبرنامج: «إنه قريب جدا من أفكاري الأصلية... إنه يمثل، ويثمن مرور 100 عام، ولكنه يفتح آفاقا جديدة أيضا.» كما يوافق كونراد وولف، وزير الثقافة في ولاية راينلاند بالاتينات، على البرنامج. ويقول: «نتطلع جميعا إلى موسم مفعم بالحفلات التي ستعيش في ذاكرتنا لفترة طويلة قادمة».

وتعتزم الأوركسترا في موسم 2019/‏‏2020، مواصلة دورها كسفير ثقافي للولاية. ويقول وولف: «توليت منذ البداية مهمة تقديم تميز فني للجمهور. ظل الأمر كذلك حتى يومنا هذا». وفي أول حفل موسيقي للأوركسترا خلال هذا الموسم، والمقرر في 30 من أكتوبر المقبل، سيقود الموسيقار الجديد مايكل فرانسيس عرض « دون كيشوت» للموسيقار الألماني الراحل، ريتشارد شتراوس.

وتم تأسيس الأوركسترا رسميا في عام 1919، ولكن الحفل الرئيسي لاحتفالات الذكرى المئوية سيقام في لانداو يوم 15 فبراير من عام 2020. ويشتمل البرنامج على تقديم عرض «الموت وتبدل الهيئة»، لريتشارد شتراوس، والسيمفونية الخامسة للموسيقار الألماني الأشهر، لودفيج بيتهوفن.

ويقول فيلمان إنه حتى لو كان إعداد البرنامج في بعض الأحيان، وظيفة يقوم بها شخص بمفرده، إلا أنه يقدر رد الفعل من الأوركسترا. كما أنه يرحب بتعليقات الجمهور. في الواقع ، تسعى الأوركسترا إلى مزيد من الحوار مع الجمهور.

ولكن من الممكن أن يكون من الصعب تلبية الطلبات المحددة. ولماذا يضم البرنامج الكثير من أعمال بيتهوفن، دون أعمال موتسارت؟ السبب هو وجود مناسبة خاصة ببيتهوفن أيضا، وهي احتفال عالم الموسيقى الكلاسيكية في 2020 بمرور 250 عاما على ميلاده.