oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

ثروة معلوماتية وبيانية

10 يونيو 2019
10 يونيو 2019

تشكل البيانات والمعلومات والإحصائيات الأساس الأبجدي لبناء البرامج والخطط والاستراتيجيات في العالم اليوم، ولا يمكن الشروع في عمل مستقبلي حقيقي ما لم يكن ثمة تسلح كافٍ بهذه الجوانب، التي يقوم عليها التكيف الصحيح مع مقتضيات الموضوع المعين بالإحاطة به بشكل علمي ومن ثم التحليل الفاحص ووضع الأفكار الإيجابية التي تساهم في رفد المستقبل السليم.

في هذا الإطار فإن السلطنة ومنذ السنوات الأولى للمسيرة الحديثة من النهضة المباركة فقد اهتمت بالجانب الإحصائي والبيانات وبناء القواعد في هذا الإطار، بما يمكن من قيام حكومة عصرية ودولة حديثة تضع في الاعتبار الأول أن أي تقدم لا يمكن أن يقوم بمعزل عن إدراك الأطر المعلوماتية والمعرفية.

وهنا سوف نتوقف مع تجربة المركز الوطني للإحصاء والمعلومات الذي شكل نقلة فعلية في هذا الإطار الحيوي، وهي تجربة تستحق النظر إليها بعين الاعتبار لما تتضمنه من معانٍ ودلالات متعددة، فالكم الضخم من المعلومات والبيانات والأرقام التي يصدرها المركز عبر تقاريره العديدة تعطي الكثير من الأفكار والمعطيات بما يساعد صانع القرار أينما كان في تلمس الآفاق الأفضل لما ينوي القيام به من مشروعات وبرامج وخطط، سواء على صعيد القطاع الحكومي أو القطاع الخاص أو في أي من المشاريع الخاصة، كذلك على مستوى رواد الأعمال، ففي عالم اليوم لا يمكن لأي عمل أن يتقدم بمعزل عن هذا الأساس المعلوماتي والمعرفي الذي يشكل اللبنة الحقيقية للانتقال إلى حلقات الإضافة والعطاء السليم. نشير هنا إلى التقرير السنوي للمركز الوطني للإحصاء والمعلومات للعام 2018 والذي جاء مستعرضاً حصاد العام الماضي من أحداث وفعاليات ومشاريع ومنجزات، مع رصد لمسيرة المركز خلال عام كامل، ولا بد أن جملة ما احتواه هذا التقرير يضيف إلى رصيد المركز في محصلة التقارير والنشرات التي يصدرها على مدار العام في مواكبة كافة الاحتياجات في قطاع البيانات والإحصائيات والمعلومات.

لقد استطاع المركز وعبر السنوات الماضية منذ تأسيسه في 2012 أن يحقق منجزات ملموسة في إطاره العملي، وكسب سمعة طيبة على المستوى الداخلي والخارجي، ولا بد أن كل ذلك يصب في إطار دفع عملية الاستفادة من البنى المعلوماتية والإحصائية في السلطنة التي يكون الاحتياج لها شديداً ومتجدداً في ظل العالم المعاصر الذي يؤمن بالدقة والبيانات الصحيحة، والاتجاه إلى العوالم الرقمية وغيرها من الجوانب في إطار الثورات المعرفية الجديدة ورسم خرائط المستقبل.

إن جملة المتحصل لا يتعلق فقط باللحظة الراهنة، بل بالمدى الزمني الأبعد من ذلك، حيث أن المعلومات تظل رصيداً مستمراً لكل الأزمنة يمكن الاستفادة منها عبر المقارنة والتحديث والتحليل عبر حقب مختلفة، ويضاف لها كذلك الاستطلاعات التخصصية التي يقوم بها المركز الوطني، التي تخدم موضوعات حيوية في الإطار الوطني وفي خدمة مستقبل عُمان، كل ذلك يجب أن نضعه في دائرة الرؤية وأن نعمل على الاستفادة من هذه الثروة المعلوماتية والبيانية في بناء الأفق الأفضل للتخطيط السليم والسياسة الحكيمة في كافة مناحي الحياة الإنسانية في السلطنة.