العرب والعالم

الاحتلال يقلص مساحة الصيد قبالة غزة ويحولها لأداة عقاب جماعي

06 يونيو 2019
06 يونيو 2019

رام الله (عمان) نظير فالح:-

قالت مصادر فلسطينية: إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي قلّصت مساحة الصيد قبالة شواطئ قطاع غزّة إلى 10 أميال بحريّة بدلا من 15 ميلا بحريًا، صباح أمس، ولم يصدر أي بيان من جيش الاحتلال الإسرائيليّ، ولم تتضّح أسباب القرار بعد. والإثنين الماضي، زاد الاحتلال مساحة الصيد قبالة غزة إلى 15 ميلا بحريا، اعتبارا من صباح الثلاثاء، قبل أن تقلّصها صباح أمس.

وخلال العام الأخير، تحوّلت مساحة الصيد قبالة شواطئ غزّة إلى أداة عقاب جماعي إسرائيليّة، يمارسها رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتانياهو، بوتيرة كبيرة جدًا، وبدون آليّة واضحة.

ويشكّل الصيد وافدًا مهمًّا لاقتصاد قطاع غزّة، ويعيل الصيادون آلاف الأسر في القطاع، وتساهم العقوبات الإسرائيليّة المتعاقبة وتبدّلها بصورة تكاد تكون شبه يوميّة، في ضرب اقتصادهم ومستوى معيشة عائلاتهم، التي تعاني أصلا، كما كل الغزّيين، من 13 عامًا من الحصار الإسرائيلي المستمرّ. وذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، الثلاثاء الماضي: أن الأجهزة الأمنية الإسرائيليّة تعتقد أن الصيد واحد من عوامل الاستقرار في القطاع، في ظلّ الأزمة الإنسانيّة الخانقة فيه، لأنه يوفّر مكان عمل للغزّيين، الذين يعانون من بطالة مرتفعة جدًا، بالإضافة إلى أنّه طعام صحّي غير ملوّث. وخلال الشهر الأخير، أصدر نتانياهو عدّة مرات أوامر بإغلاق مساحة الصيد، ثم بتوسيعها ولاحقًا بتقليصها، ثم توسيعها مرّة أخرى، فتقليصها امس، مرّة أخرى، أيضًا. ويشكّل قرار نتانياهو تقليص مساحة الصيد ضربة شديدة للصيادين، إذ أنه يأتي في «موسم الصيد»، الذي بدأ في أبريل الماضي وينتهي نهاية يونيو الجاري، على أن يبدأ الموسم المقبل في شهري سبتمبر وأكتوبر المقبلين. وتعتبر مهنة الصيد واحدة من أهم المهن التي يعمل بها سكان غزة، ووفق نقابة الصيادين الفلسطينيين، فإن نحو 4 آلاف صياد في القطاع، يعيلون أكثر من 50 ألف فرد، يعملون في صيد الأسماك. وتراجعت مهنة صيد الأسماك بشكل غير مسبوق، خلال السنوات العشرة الماضية، نتيجة تراجع حجم الصيد اليومي لمئات الصيادين، بسبب القيود التي يفرضها الاحتلال على المساحات التي يسمح لهم بالصيد فيها. ولا تقتصر ملاحقة الاحتلال الإسرائيلي على تقليص مساحة الصيد فقط، إذ تطلق قواته رصاصها على الصيادين في عرض البحر وتصادر عددًا من قواربهم، بالإضافة إلى الصعوبات التي تلاحق تصدير الأسماك إلى الضفة الغربية المحتلة من القطاع.