oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

مراجـعـات للـذات على عتبة العـيد

03 يونيو 2019
03 يونيو 2019

بنهاية شهر رمضان الفضيل وابتهاج المسلمين بعيد الفطر السعيد فإن الصائم يكون قد ودّع شهرًا عظيمًا، ودخل في أيام الفطر حيث الفرح والسرور بإكمال الصيام، ولا شك أن الكثير من الناس يفكر في هذه الأيام بطريقة مختلفة من حيث الاستفادة منها في تسلية النفوس والأرواح وإيجاد مساحة فاصلة من الزمن استعدادًا لفصل جديد من الحياة ما بعد إجازة العيد.

وإذا درج معظم الناس على روتين معين في مثل هذه المناسبات، يبقى السؤال لكل إنسان شخصيًا بالدرجة الأولى، ما الذي يمكن فعله من جديد ومختلف في هذه الأيام المباركات؟

تتنوع الإجابات، وإن كان الغالبية يفكرون في طقوس العيد المعتادة وتقاليده وعاداته المتوارثة منذ عصور قديمة، أبا عن جد وهكذا.

لكن ثمة من يبحث عن مساحة من الترفيه بالسياحة والسفر لأماكن أخرى حتى لو أن الوقت كان قصيرًا، فربما كان هذا التغيير له جدوى على المستوى النفسي.

فالنفس الإنسانية يمكن لها أن تتأثر بظروف بسيطة وتغيرات صغيرة، وفي مرات كثيرة يمكن أن يكون وقع ذلك القليل والبسيط أكبر مما يظن الإنسان أنه كبير جدًا وعريض من حيث الفترة الزمنية أو سعة وجمالية الأماكن التي نذهب إليها بحثًا عن الجديد.

في كل الأحوال يبقى التقدير الذاتي هو الأساس، فالمرء هو الذي يعيش التفاصيل ويقدرها، سواء من ناحية إيجابية بالنسبة له أو سلبية، إذ يصبح هو المرجعية والمصبّ لما يمارسه من سلوك وأفعال، وما يقوم به من تصرفات وما يتخذه من قرارات.

هنا سيكون سؤال، أين ستذهب في العيد؟ سؤال روتيني لكنه في الآن نفسه غير ذلك، فهو بمثابة تحريض على أن يمارس الفرد النقد الذاتي، ويقف أمام نفسه بطريقة جديدة، حيث إن اكتشاف وجهات جديدة في الحياة يأتي في صميم رغبة التغيير والتغير والاكتشاف.

كثيرًا ما قيل: إن الإنسان في حقيقته يقع داخل حيز ذاته بما تحمله من رؤى وأفكار تشكل بها رؤيتها للعالم، ومن خلال ذلك يكون للمرء موضع ذاتي في الوجود واختراع الجديد والمثمر، وقد يحدث العكس.

ثمة الكثير والعديد من التنويعات التي يمكن أن نتوقف معها في هذه الأيام، من برامج عديدة قد لا تكون بالمعنى الحرفي للسياحة، كالسفر أو الترحال في الأمكنة، فأحيانا ربما أنت تحتاج إلى سفر أو رحلة إلى داخل نفسك وروحك بهدف استكشاف البعد الكامن فيك، مما لم تره من قبل. وقد كان الصيام مقدمة سليمة لذلك ومحفزة أيضًا، ينبغي أن تنعكس الآن في مراجعة الذات بشكل صحيح بحيث تذهب إلى أفق جديد ومحبب للإنسان.

إن مفهوم السياحة هنا قد يكون له دلالات عديدة وكبيرة، ويبقى الإنسان في حياته بشكل عام يبحث عن المختلف والمثمر الذي يجعل لحياته معنى متجددًا، وفي صميم العبادات والمعاني الروحية والإنسانية عامة، ما يفتح الأفق لرؤية الحياة دائمًا بوجهة جديدة.