1229166
1229166
روضة الصائم

نسّاخ عمانيون: يُضرب به المثل في حسنه - سيف الفرقاني.. عُرف بمهارته في الخط وفاق أكثر أهل زمانه فيه

29 مايو 2019
29 مايو 2019

كتب: سيف بن سالم الفضيلي -

لغزارة الإنتاج الفكري العماني ظهر النسّاخون العمانيون ليتولوا أمر الكتابة، سواء كان ذلك نقلا عن المؤلفين، أو بإملاء العلماء لهم، أو نسخا لكتب قديمة، أو أنهم كعلماء نسخوا لأنفسهم.

وتميز النسّاخ العمانيون بأنهم على قدر من الثقافة وجودة الخط فقد أعملوا جهدهم وتفننوا في الخطوط وفي تمييز بعض الكتابات والكتب بألوان معينة ونقوش وتقسيمات، ومع وجود النسّاخين كان للعلماء المؤلفين باع كبير في نسخ الكتب لأنفسهم دون الحاجة إلى نساخ خاص. حلقاتنا في ملحق (روضة الصائم) لهذا العام اخترناها لقارئنا الكريم أن تكون عن (النسّاخ العمانيين) ليتعرف على الدور الكبير والجهد الحثيث الذي قام به الأجداد لنقل إرثهم وإنتاجهم الفكري عبر القرون الماضية لتستفيد منه الأجيال جيلا بعد جيل.

ولقد كان لـ «المديرية العامة للآداب - دائرة المخطوطات» بوزارة التراث والثقافة تعاون كبير في هذا الجانب، حيث زودتنا بالمخطوطات التي حملت خطوطهم الفريدة كما استعنا بـ (معجم الفقهاء والمتكلمين الإباضية - قسم المشرق) عن سير هؤلاء النسّاخ.. فكانت هذه السلسلة من الحلقات.

سيف بن علي بن عامر الفرقاني (ق 14 هـ).. هو صهر الشيخ نور الدين السالمي بلغ الاحتراف أن يكتب في بعض المخطوطات طبع بالمطبعة الفرقانية من باب الاعتدال وروعة وجمال وإبداع خطه وحقا كان محترفا ومبدعا.

حتى أن الشيخ السالمي كان يختار الفرقاني لكتابة مراسلاته ومصنفاته التي ينوي إرسالها للطباعة خارج عُمان، وكانت منسوخاته تباع بأسعار باهظة، ويقال إن أخته غثنى الفرقانية زوجة الشيخ نور الدين السالمي وهي التي علمته فن النسخ.

وعرف الفرقاني بمهارته في الخط، وفاق أكثر أهل زمانه فيه، حتى صار يضرب به المثل في حسنه؛ فيقال: فلان كالفرقاني في الخط.

ومن منسوخاته الجميلة التي تحتفظ بها دار المخطوطات: رسالة «اللمعة المرضيّة من أشعّة الإباضية» لنور الدين السالمي. نسخها بتاريخ 6 ذي القعدة 1324هـ /‏ 22 ديسمبر 1906م. (رقم 2754). وكتاب «إغاثة الملهوف بالسيف المذكر في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»؛ للشيخ سعيد بن خلفان الخليلي (ت1287هـ)، (رقم1309) مع مجموع قصائد وجوابات ومراسلات للمؤلف نفسه. نسخها الفرقاني في 15 رمضان 1314هـ، بخط نسخ واضح، وختم الكتاب بحرد متن بديع، شَكَّلَهُ على هيئة عقد مرصع بالجواهر. في آخر المخطوط المرفق «هذا آخر ما يسر الله كتابته في هذه الرسالة اليسيرة في يوم ليلة 8 من شهر رمضان سنة 1324 وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما. تمت هذه اللمعة المباركة الشريفة ليلة 2 من شهر القعدة سنة 1324 بقلم العبد الضعيف الراجي رحمت الله التي وسعت كل شيء بمنه وكرمه الشهير بالفرقاني».