1230409
1230409
تقارير

التوترات مع إيران تهدد استراتيجية البنتاجون في «المنافسة كقوة عظمى»

28 مايو 2019
28 مايو 2019

واشنطن - (رويترز): يقول مسؤولون وخبراء إن تصاعد التوترات مع إيران يهدد بتقويض استراتيجية وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) الرامية إلى التركيز على «المنافسة كقوة عظمى» والتصدي لروسيا والصين في الوقت الذي يتوجه فيه باتريك شاناهان القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي إلى آسيا (أمس) لإلقاء خطاب عن السياسات الرئيسية تجاه المنطقة.

ووضعت الولايات المتحدة، في يناير 2018، الصين وروسيا في قلب استراتيجية جديدة للدفاع مغيرة أولوياتها بعد أكثر من 15 عاما من التركيز على مكافحة (التشدد الإسلامي).

وطلب شاناهان في اليوم الأول لتوليه منصب القائم بأعمال وزير الدفاع في يناير الماضي من القادة المدنيين بالجيش الأمريكي التركيز على «الصين ثم الصين ثم الصين».

لكن تصاعد التوترات مع إيران في الشهر الماضي يمكن أن يضعف هذا التركيز. وأشار الجيش الأمريكي إلى ما يعتبره تهديدا بهجوم محتمل من جانب إيران لدى نشره قوات إضافية بالمئات في المنطقة بالإضافة إلى صواريخ باتريوت وقاذفات والتعجيل بتحريك مجموعة قتالية تضم حاملة طائرات.

وأعلنت الولايات المتحدة يوم الجمعة نشر 1500 جندي في الشرق الأوسط ووصفت ذلك بأنه يأتي في إطار جهود لتعزيز الدفاعات في مواجهة إيران في حين اتهمت الحرس الثوري الإيراني بالمسؤولية المباشرة عن هجمات على ناقلات نفط قبالة الإمارات هذا الشهر.

ويعد نشر هذه القوات تحركا ضئيلا بالمقارنة مع نحو 70 ألف جندي أمريكي متمركزين في مختلف أرجاء الشرق الأوسط وأفغانستان ولم يكن نشرهم كافيا لتغيير استراتيجية البنتاجون. لكن استمرار التوترات لفترة طويلة من شأنه التسبب في انتكاسة لهذه الاستراتيجية.

وقالت مارا كارلن المسؤولة السابقة بالبنتاجون والتي تعمل حاليا لدى معهد بروكينجز «الطريقة المثلى لوأد استراتيجية الدفاع القومي وتركيزها على المنافسة على المدى الطويل والاستعداد لاحتمال نشوب صراع مع الصين وروسيا هو بدء حرب أخرى في الشرق الأوسط».

وقالت كارلن: إن الحرب مع إيران ليست وحدها التي ستصرف أنظار وزارة الدفاع عن استراتيجيتها بل أن التخطيط ذاته يمكن أن يستنزف الموارد.

وقال مسؤول أمريكي طلب عدم الكشف عن هويته إن قيادة البنتاجون تستهلك الوقت في مناقشة مسألة ما يمكن أن يعنيه نشوب صراع على نطاق واسع مع إيران بالنسبة للتركيز على الصين وروسيا.

وأضاف المسؤول إن الأمل هو أن تكون إجراءات الردع التي يتخذها البنتاجون -بإرسال طائرات وسفن إلى المنطقة- كافية لتجنب صراع كبير مع إيران.

وقال إبراهام دنمارك النائب السابق لمساعد وزير الدفاع لشؤون شرق آسيا إن حلفاء الولايات المتحدة في آسيا بالإضافة إلى الصين يتعاملون بحساسية شديدة مع درجة تركيز الولايات المتحدة على منطقتهم.

وأضاف دنمارك الذي يعمل حاليا في مركز وودرو ويلسون للدراسات «إنهم يراقبون عن كثب كلامنا واستثماراتنا ونشرنا للقوات في أي منطقة خارج آسيا، يترقبون ويثيرون الشكوك حول استدامة الالتزام الأمريكي تجاه آسيا».

- الصين ثم الصين ثم الصين؟ - من المتوقع أن يعرض شاناهان، خلال منتدى شانجاري-لا الدفاعي السنوي المقام في سنغافورة في وقت لاحق هذا الأسبوع، رؤيته الخاصة بمنطقة آسيا والمحيط الهادي مع التركيز بصفة خاصة على الصين وما يقوم به البنتاجون على وجه الخصوص لتنفيذ استراتيجيته الدفاعية في المنطقة. وسيأتي الخطاب المرتقب في وقت توترت فيه العلاقات بين الصين والولايات المتحدة المنخرطتين في سلسلة من النزاعات من أبرزها حرب تجارية واسعة النطاق وتناحر على النفوذ العسكري في المنطقة.

ونفذت الولايات المتحدة، في الشهر الماضي وحده، عمليتين في بحر الصين الجنوبي وعملية عبور من مضيق تايوان وهي خطوات أثارت غضب الصين.

وقال مسؤول دفاعي أمريكي بارز إن خطاب شاناهان في سنغافورة سيؤكد على استمرارية الالتزام الأمريكي تجاه المنطقة. وأضاف المسؤول «هناك الكثير من الأمور التي يتعين علينا كقوة عالمية التعامل معها. لكن هذه الرحلة تتعلق نوعا ما بإظهار كيف ينفذ التزامنا (تجاه آسيا) والتأكيد عليه».

ومن المقرر أن يزور شاناهان كذلك، في أول زيارة يقوم بها لآسيا كقائم بأعمال وزير الدفاع، إندونيسيا وكوريا الجنوبية واليابان. ومن المتوقع أن يجتمع شاناهان، الرئيس التنفيذي السابق لشركة بوينج والذي يعتزم الرئيس دونالد ترامب ترشيحه رسميا لمنصب وزير الدفاع، مع نظيره الصيني في سنغافورة.

وقال المسؤول إن البنتاجون سيصدر كذلك تقريرا جديدا عن الاستراتيجية العسكرية الأمريكية للمنطقة يلقي الضوء على المجالات التي ستستثمر فيها الولايات المتحدة وتقيم تحالفات في المنطقة.

وقال البريدج كولبي الذي يقود تطوير البنتاجون لاستراتيجية الدفاع القومي «الصين يمكنها تغيير العالم... لا نتحمل الخسارة في آسيا. آسيا هي جوهرة التاج». وتابع كولبي الذي يعمل حاليا لدى مركز الأمن الأمريكي الجديد «لذلك يتعين علينا البقاء في الشرق الأوسط، لكن يتعين خفض الحرارة وتقليص الطلبات».