روضة الصائم

قصة الرجل الذي اقترض ألف دينار

24 مايو 2019
24 مايو 2019

تعلمنا أهمية التوكل على الله -

إعــــــداد: مــــــروه حســن -

محمد جمال -

يروي لنا إمام جامع البخاري محمد جمال قصة رويت عن نبينا محمد - عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- يعلمنا فيها معاني كثيرة نحتاج إلى مثلها هذه الأيام ، ونحتاج إلى أن نعلمها لأبنائنا، ولأن تدرس في مدارسنا، حتى يعلم أولادنا قيمة الاعتماد والتوكل على الله سبحانه وتعالى، وأنه هو خير معين لنا في أزمات الحياة حيث يقول الإمام محمد جمال: (كان في بني إسرائيل رجل يعمل بالتجارة وذات يوم حدث لهذا التاجر ضائقة مالية وظل يبحث عن رجل يمتلك مالا ليقرضه مبلغا ليستعيد به تجارته من جديد. وذات يوم ذهب إلى رجل صاحب مال عرف عنه أنه يقرض الناس فطلب منه أن يقرضه ألف دينار وهو مبلغ كبير جدا في ذلك الوقت، فطلب منه صاحب المال أن يأتي بشهود يشهدون أنه أخذ منه هذا المال، فقال له: (كفى بالله شهيدا)، فطلب منه صاحب المال أن يأتيه بكفيل يضمنه إن عجز عن السداد فقال له الرجل الذي يريد المال: (كفى بالله وكيلا).

وكان صاحب المال رجلا صالحا فرضي بالله شهيدا ووكيلا، وأعطى التاجر الألف دينار وحدد له شهرا بعده يسدد الألف دينار، وبعد أن أخذ التاجر المبلغ توجه إلى البحر وركب السفينة وسافر، وأثناء سفره تاجر بالمال وربح أموالا كثيرة.

ومرت الأيام واقترب الشهر على الانتهاء، وبالفعل جهز المال وقرر العودة ليعطي المال لصاحبه، وعندما وصل التاجر لشاطئ البحر وجد الرياح شديدة والأمواج عالية للغاية ولم يجد سفينة ليعود بها إلى بلده، فوقف التاجر على شاطئ البحر يفكر ماذا يفعل وبينما هو يمشي على الشاطئ وجد قطعة من الخشب تطفوا فوق سطح الماء فنظر إليها وظل يفكر، ثم أخذها وثقب بها فتحة ووضع بداخلها المال، ووضع معه خطابا لصاحب المال يخبره أنه لم يستطع العودة في الوقت الذي حدده، ثم بعد ذلك أغلق الغطاء على المال والخطاب جديا وألقى بهما في الماء ودعا الله عز وجل أن يصل المال إلى صاحبه.

وحملت الأمواج قطعة الخشب والتاجر واقف على الشاطئ ينظر إليها حتى اختفت من أمامه ووكل أمره إلى الله وكان عنده ثقة بالله بأن الله تعالى سيتولى حفظ المال حتى يصل إلى صاحبه.

وكان يقف على الشاطئ الآخر صاحب المال ينتظر قدوم التاجر الذي أخذ منه المال، وبعد انتظار طويل علم صاحب المال أن التاجر لن يأتي في موعده الذي حدده فقرر العودة إلى المنزل وفي أثناء طريقه رأى قطعة خشب فوق سطح الماء فنزل وأخذها ليشعل بها النار ليتدفأ بها هو وأولاده.

وكان من الممكن أن تذهب الأمواج بقطعة الخشب إلى مكان بعيد، ولكن قدر الله أن تصل إلى صاحب المال، أما التاجر فخشي أن تكون قطعة الخشب لم تصل إلى صاحب المال فأخذ ألف دينار أخرى وركب أول سفينة في اليوم التالي وذهب إلى صاحب المال، وشكره على ما فعله معه وأخرج له الألف دينار، فقال له صاحب المال: ( أمسك عليك مالك، فقد وصلتني قطعة الخشب وفيها المال والخطاب الذي بعثته).

وبقدرة الله وحده وعنايته حفظت قطعة الخشب ووصل المال إلى صاحبه، وقد ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- هذه القصة ليعلمنا أهمية حسن الظن بالله والتوكل عليه، والتشجيع على قضاء الحوائج بين العباد وبعضها لأننا إخوة في الله، وأن الله يبارك في المال الحلال ويطرح فيه بركته فيزداد.