1224811
1224811
عمان اليوم

«حقوق الإنسان» تطلع على خدمات دار الرعاية الاجتماعية بالرستاق وأوضاع النزلاء

21 مايو 2019
21 مايو 2019

45 نزيلا ونزيلة يحظون بالخدمات الأساسية والترفيهية -

كتب :عامر بن عبدالله الانصاري -

قام وفد من اللجنة العمانية لحقوق الإنسان برئاسة المكرم الشيخ عبدالله بن شوين الحوسني رئيس اللجنة بزيارة إلى دار الرعاية الاجتماعية بالرستاق التابعة لوزارة التنمية الاجتماعية، اطلع خلالها على أقسام الدار المتعددة، ومنها قسما الرعاية الصحية والعلاج الطبيعي، والوحدات السكنية، وغرف الإدارة وغيرها من الأقسام. واستمع الوفد الذي كان في استقباله هلال بن محمد العبري مدير عام التنمية الاجتماعية بمحافظتي شمال وجنوب الباطنة، وخليفة بن سليمان المياحي رئيس دار الرعاية الاجتماعية بالرستاق وعدد من المسؤولين بوزارة التنمية الاجتماعية الى حديث عدد من النزلاء الذين شرحوا أوضاعهم في الدار ومدى الرعاية الاجتماعية والصحية والترفيهية التي يحصلون عليها.

وأثناء الزيارة التي جرت مساء أمس الأول تحدث المكرم الشيخ عبدالله الحوسني رئيس اللجنة بقوله: «الشكر موصول لجميع العاملين في دار الرعاية، للمتعاملين مباشرة مع النزلاء، وللإداريين كذلك ولكل من يخدم إنسانًا عزيزًا جزءًا من هذا الوطن، كما أنه واجب المسؤولية علينا جميعا». وأضاف أن هذه الزيارة تأتي كجزء من واجبات اللجنة، وهي فرصة للمتابعة والمساعدة وبذل الجهد والتعاون لما فيه المصلحة العامة، مؤكدا «أن الأساس يرجع إلى رعاية الحكومة والمؤسسات الخيرية الأخرى التي تقوم بواجبها، واللجنة العمانية لحقوق الإنسان مسؤوليتها الأساسية أن تراقب حقوق الإنسان بشكل عام، وفي إطار هذه المراقبة فإنها تساعد وتتلمس تقديم العون للجميع، فأينما وجد هناك شيء يخص حقوق الإنسان فنحن المعنيون به». وقال «إننا في هذا المجتمع وفي هذا البلد فإن الإنسان ينعم بالحقوق كاملة، ولكن دائما المجتمعات، ومجتمعنا من ضمنها، لا بد أن تسعى إلى الأفضل، واستكمال ما يمكن استكماله، ولن نتوقف عن الزيارات في حدود ما نملكه من مسؤولية وعلينا من واجبات» مشيرا إلى ان وزارة التنمية الاجتماعية تشجع اللجنة دائما على زيارة الفئات الأخرى التي ترعاها الوزارة. توجه عالمي

ومن جانبه تحدث هلال بن محمد العبري مدير عام التنمية الاجتماعية بمحافظتي شمال وجنوب الباطنة في لقاء معه عن جهود الوزارة في رعاية أفراد المجتمع، قائلا: «هناك برنامج اسمه (الرعاية المنزلية للمسنين) أطلقته وزارة التنمية الاجتماعية بالتعاون مع وزارة الصحة، ويعمل على تقديم الخدمات للمسنين في منازلهم، وتلمس احتياجاتهم، وبالتالي فإن الوزارة تعمل جاهدة على أن لا يكون في دار الرعاية الاجتماعية إلا معدومو الأقارب فقط، فكلما وجدنا مسنًا أو فردًا بحاجة إلى رعاية فنلتمس أن تحتضنه أسرته، أو أسرة بديلة، وهناك برنامج آخر تسعى الوزارة إلى تحقيقه وهو برنامج (الأسرة البديلة) وإن وجدت الأسرة البديلة التي تتكفل بأحد معدومي الأقارب فهذا مما تحبذه الوزارة، ليعيش الفرد في أجواء عائلية قريبة إلى المنزل ولذلك سيكون هناك أثر نفسي إيجابي كبير، وتكون دار الرعاية هي الملاذ الأخير»، مشيرا إلى أن هناك عدة أسر بديلة احتضنت بعض معدومي الأقارب، ولكن الأعداد قليلة جدا، لذلك نعمل جاهدين لنشر هذا الأمر قدر الاستطاعة، والعالم اليوم يتجه إلى عدم تحبيذ إقامة الأشخاص في دور الرعاية». وأوضح ان «الدار افتتحت عام 2015، وكانت حينها قد استقبلت 11 نزيلا، وتزايد العدد إلى 45 شخصا».

واختتم العبري حديثه بقوله: «نتمنى أن نجد الأسر البديلة والتي تفتح أذرعها للخير، فكلما وجدت الأسر البديلة كان ذلك أفضل، والوزارة تقدم الدعم كما أشرت بحسب إمكانيات الأسر البديلة، ومن ذلك الدعم على سبيل المثال تهيئة مكان لهذا المسن من أجهزة طبية وكرسي متحرك وغيرها من المستلزمات، وكذلك بالدعم المالي لتلك الأسر».

جميع المحافظات

كما تحدث لـ «عمان» خليفة بن سليمان المياحي رئيس دار الرعاية الاجتماعية بالرستاق، قائلا: «إن الدار تستقبل النزلاء من جميع محافظات السلطنة وحاليا هناك 45 نزيلا في الدار من جميع المحافظات عدا من محافظتي ظفار ومسندم ويبلغ عددهم 33 من الرجال و 12 من النساء، ، وبفضل الرعاية الحكومية وفرت كافة وسائل الراحة لهم بداية من الإقامة والتغذية والنظافة والجوانب الصحية والجوانب الترفيهية، كما أن الإشراف على النزلاء متواصل على مدار الساعة، وهناك ممرضون ومضمدون يقومون بهذا الدور، ولو طرأ شيء فإن سيارات الإسعاف موجودة في الدار وهناك تنسيق مباشر مع المستشفى». وأكد أن الدار ضمن دورها الأساسي لا تغفل عن الجانب الترفيهي للنزلاء، فبين فترة وأخرى يتم تنظيم زيارات جماعية إلى الحدائق والمعالم السياحية، وزيارات أخرى فردية للنزلاء لزيارة أهاليهم في ولاياتهم، كما أن الدار تستقبل الزوار من أهالي النزلاء».

وحول شروط استقبال النزلاء قال: «الدار لا تستقبل أي نزيل، وهناك شروط عديدة منها أن لا يكون للنزيل أقارب من الدرجة الأولى، ومما يؤخذ في الاعتبار كذلك أن يكون معدوم الأقارب، لأن سياسة الوزارة قائمة على الترابط الاجتماعي والمودة بين الناس هي الأصل، ونتمنى أن لا يكون هناك أي نزيل، أو بمعنى آخر أن لا يكون هناك شخص تنقطع به السبل ولا يجد من يرعاه، فكلما زاد عدد النزلاء كلما كان هناك خلل في التركيبة الاجتماعية، وهناك رسالة أنادي بها دائما أن المجتمع يجب أن يتحمل مسؤوليته ولا يتخلى عن أي فئة، سابقا الجار لا يتخلى عن جاره، واليوم في كل ولاية ما لا يقل عن جهة خيرية وفريق رياضي ولجنة اجتماعية، وربما لا يكون من تلك الولاية سوى نزيل واحد في الدار، فهل يتعذر على كل تلك الجهات في ولايته التكفل برعايته، بحيث يكون قريبا من بيته ومن أهله ولذلك جانب نفسي إيجابي مهم».

وتابع المياحي حديثه قائلا: «الطاقة الاستيعابية لدار الرعاية 77 نزيلا، وهي عبارة عن 11 وحدة، وكل وحدة سكنية مخصصة لسبعة أفراد، وهذا العدد ليس بقليل وفقا لجهود الوزارة التي تسعى لتطبيق برنامج الرعاية المنزلية للمسنين، وبرنامج الأسر البديلة، ولكن في حالة احتاجت الدار إلى عدد أكبر من الوحدات السكنية مستقبلا فهناك مساحة في الدار يمكن أن تبنى عليها وحدات سكنية مستقبلا». وأوضح : «إن الدار حملت اسم (دار الرعاية الاجتماعية)، وليس كما هو مشاع أو متعارف بين الناس بـ (دار رعاية المسنين)، لأن بعض النزلاء أعمارهم أقل من 60 عاما، أي أقل من سن الشيخوخة، وذلك لظروفهم الاجتماعية وحالتهم الذهنية».

واختتم المياحي حديثه قائلا: «زيارة اللجنة العمانية لحقوق الإنسان حقيقة تعكس مدى اهتمامها بالإنسان العماني وضمان تمتعه بكافة حقوقه، ونحن نفرح بمثل هذه الزيارات التي تؤكد لنا هذا الحرص، ونستفيد منها». جدير بالذكر بأن اللجنة العمانية لحقوق الإنسان أقامت بمناسبة الزيارة تجمعا للإفطار في دار الرعاية الاجتماعية بالرستاق، وقدمت مجموعة من الهدايا لنزلاء الدار.