5545645
5545645
المنوعات

أطفال عُمان احتفلوا بالقرنقشوه وتجاوزوا الجدل حولها

21 مايو 2019
21 مايو 2019

اتفقوا مع أهاليهم أنها تبعث البهجة والسرور -

كتبت ـ سارة الجراح -

«قرنقشوه يو ناس عطونا شويه حلوى.. دوس دوس في المندوس حاره حاره بالسحارة»، بهذه الكلمات المحفورة في ذاكرة الطفولة العمانية طاف أمس أطفال عمان القرى والحارات ليحصلوا على الهدايا الموعودة والحلوى في ليلة النصف من رمضان في عادة قديمة في معظم محافظات السلطنة ودول الخليج العربي وإن اختلفت التسميات.

وكانت المحلات التجارية قد بدأت استعداداتها مبكرا بعرض نماذج من الهدايا والحلويات ونوعيات حديثة من الملابس يرتديها الأطفال وهم يطوفون الحارات والقرى محملين بالفرح والسرور.

ورغم اختلاف الآراء حول عادة «القرنقشوه» إلا أن الأطفال بقوا بعيدين عن تلك الجدالات التي ملأت وسائل التواصل الاجتماعي ووصلت إلى المنابر العامة.. ومضت ليلة القرنقشوه كما حلم بها الأطفال، وعادوا محملين بالهدايا غير عابئين بمستوى النقاش وحدته. «عمان» كانت حاضرة بالقرب من المشهد، وحملت مجموعة من الأسئلة لرصد الفرحة ومعالمها.

فرحتهم تساوي الدنيا

في البداية تحدثت خلود بنت عبدالله العبرية التي قالت بكثير من الفرحة: في كل عام نحتفل «بالقرنقشوه»، لكن طريقة احتفالنا تكون بتجمعنا في بيت من بيوت العائلة يتم الاتفاق عليه مسبقا، ويحضر الجميع بهداياهم وحلوياتهم وبعد الإفطار مباشرة يمر الأطفال وهم يغنوا أغاني «القرنقشوه» ويملأهم الفرح والسرور ويأخذوا هداياهم المتنوعة. لكن خلود لا تقف كثيرا مع الجدل الحاصل حول عادة القرنقشوه معتبرة أن جميع الكبار والصغار في العائلة ينتظرون هذه المناسبة التي تساوي «الدنيا» عند الأطفال. وتقول خلود إن الأمر بالنسبة للأطفال لم يبق عند الهدايا التي يحصلون عليها ولكن صار هناك تنافس في الملابس الخاصة بالمناسبة مع طرح المحلات لنوعيات خاصة مكتوب عليها عبارات متعلقة «بالقرنقشوه»، بل إن خلود العبرية تذهب إلى أبعد من ذلك حين تقول: حتى الأم صار لها لبس خاص ترتديه في هذه المناسبة!

فرحتها كفرحة العيد

من جانبها تقول فائزة بنت حمود العامرية: نعم نتجمع سنويا ببيت الوالد أنا وجميع أفراد عائلتي، ثم يخرج جميع الأطفال معاً ويحتفلوا في «الحارة» وسط أجواء جميلة ومبهجة من الجميع، أما حول الجدل المثار، فالعامرية لا تقف معه كثيرا لأنها تنظر إلى فرحة الأطفال وتشوقهم السنوي لهذه العادة المنتظرة ليلة النصف من رمضان. وفائزة التي كانت إلى جوار زوجها تركت له المجال للحديث فقال حمود العامري: القرنقشوه عادة قديمة متوارثة وأرى أنها عادة حسنة، وإذا كان مرد الجدل حولها ينطلق من أنها تعود الأطفال على ثقافة «الطلب» أو التسول فهذا ليس دقيقا لأن توزيع العيدية يوم العيد فكرته قريبة من توزيع هدايا القرنقشوه، مشيرا أن هذه العادة لم يقتصر وجودها وتنظيمها على الحارات وبشكل مرتجل بل صارت تنظمها المدارس والجمعيات والمجمعات التجارية وحتى بلدية مسقط وغيرها من المؤسسات الرسيمة.

التجمع مع العائلة والجيران

أما عبدالله بن هاشم الهديفي فيتحدث عن القرنقشوه بكثير من الفرح معتبرا أن الاحتفال يتواكب وفرح الناس في شهر رمضان، مشيرا أن الأطفال يحتفلون به في طقس يشارك فيه الجيران وأبناء الحارة. لكن الهديفي لا يعتبر الجدل حول العادة أمرا غير صحي معتبرا أنه يصب في الصالح العام لكن الأطفال رغم ذلك يواصلون احتفالهم وفرحتهم وفي النهاية يعودون بهدايا ليلة النصف من رمضان.

وإلى جوار عبدالله الهديفي كان ابنه اليقظان الذي كان ممتلئا بالفرحة وقال وهو يغالب ابتسامة كبيرة: في هذه الليلة أفرح جدا، جدا، جدا. يصمت قليلا ولكن تبقى الفرحة تملأه: في هذه المناسبة أحصل على كمية كبيرة من الحلويات والهدايا المنوعة. وعندما سألته ماذا لو منعك والدك من الذهاب في حفل «القرنقشوه» صمت قليلا وهو ينظر لي بعين مفتوحة على آخرها: بالتأكيد سوف أحزن وأزعل أيضا!

من بيت لبيت

هدى بنت راشد الحبسية تحضر حفل القرنقشوه في بيت والدها التي تقول إن أطفالها يخرجون منه إلى الحارة التي تعج بالفرح والسرور والترقب لنوعية الهدايا. وتضيف الحبسية: نكون قد أعددنا جميعا لهدايا هذه الليلة السعيدة لأطفالنا ولأطفال الحارة الذين ينتقلون من بيت لبيت. وهدى ترى أن هذا اليوم يوم للفرح والبسمة للأطفال بعيدا عن أي جدل آخر ومن الصعب قطع هذه العادة لأن أطفالنا ينتظروها بفارغ الصبر حتى يعيشوا تفاصيلها الجميلة.

فرحة وانتظار

أما فاطمة بنت مسلم بن سعيد الرواحية فتقول: نحتفل بهذه المناسبة سنويا لكن آلية التجمع تختلف من عام لآخر فتجمعنا إما في منزل أختي الكبيرة أو منزل عمي، أو يكون في البلد «وادي محرم»، وهذه مناسبة يتجمع فيها الأهل في مكان واحد مع أطفالهم ويلتئموا مع أطفال الجيران وسط أجواء جميلة.