1221825
1221825
تقارير

«حركة الشباب» الصومالية توسع نطاق تجنيد الكوادر في كينيا

17 مايو 2019
17 مايو 2019

إيسيولو (كينيا) - (رويترز) - شاب تردد على مقاه لمشاهدة مباريات لكرة القدم وخريج مدرسة كاثوليكية وفتيات في حاجة ماسة إلى المال والوظائف، كل هؤلاء جندتهم حركة الشباب الصومالية المتشددة.

هكذا تستخدم حركة الشباب الصومالية المرتبطة بالقاعدة بعض الشركاء غير التقليديين في تكثيف هجماتها وراء حدود الصومال.

وكان الهجوم الذي وقع على مجمع مكاتب وفنادق في العاصمة الكينية نيروبي الأول الذي يقوده شخص من أصول غير صومالية منذ بدأت حركة الشباب تنفيذ عمليات كبيرة عبر الحدود في 2010. وقتل في الهجوم 21 شخصا.

قائد الهجوم هو على سالم جيشونجي، ويعرف بالاسم المستعار فاروق، وهو مواطن كيني عمره 26 عاما ودرس في مدرسة كاثوليكية وليس للجماعة العرقية ميرو التي ينتمي إليها والتي يغلب عليها المسيحيون أي صلة بالصومال.

وقال مسؤولون أمنيون كينيون إن جيشونجي قاد أربعة مهاجمين آخرين أحدهم على الأقل غير صومالي وهو الذي كلف بدور المهاجم الانتحاري. وقتل الخمسة في الهجوم.

ويقول أقارب ومسؤولون أمنيون ومحللون إن المهاجمين من بين عدد متزايد من الكينيين الذين لا صلات أسرية لهم بالصومال وجندهم المتشددون في السنوات القليلة الماضية.

وقال باحثون أجروا مقابلات مع منشقين إن انتشار الفقر والبطالة على نطاق واسع في البلاد يعني أن بإمكان حركة الشباب إغراء من تجندهم بالمال والوعود بتوفير عمل. وقالت أسر إن حتى الهدايا الصغيرة أغوت بعض الشبان.

وساعد المجندون الجدد في زيادة قدرات المتشددين وتسببوا في تعقيد جهود قوات الأمن الكينية الرامية للقضاء عليهم.

وقال موريثي موتيجا وهو مدير مشروع بمجموعة الأزمات الدولية «في الماضي ركزت قوات الأمن جهودها في أجزاء من البلاد الأغلبية فيها مسلمة ويهيمن عليها المسلمون». وأضاف «الآن الأمر أصعب بكثير لأن حركة الشباب أظهرت قدرتها على التكيف من خلال تجنيد كوادر من خارج المناطق التقليدية.

وفي نفس الوقت وسعت حركة الشباب عملياتها من الصومال إلى شرق أفريقيا حيث أظهرت القدرة على ضرب أهداف مهمة مثل مكاتب الشركات الغربية المتعددة الجنسيات.

وجيشونجي، وهو ابن ضابط في الجيش، اعتنق الفكر التطرف - كما قالت شقيقته أمينة شريف لرويترز - خلال عمله في مقهى إنترنت بفندق في بلدة إيسيولو.

وقالت «البداية كانت هناك. كان بإمكانه الوصول إلى معلومات جديدة عبر الإنترنت وأن يزور موقع فيسبوك. بدأ دراسة اللغة العربية وكل ما يخطر على بالك».

كانت أسرته المسلمة قد أرسلته إلى مدرسة مسيحية في إيسيولو، وهي بلدة في شمال البلاد وبوابة لثلاث دول كبيرة قاحلة مجاورة للصومال. وأحجم كثير من سكان إيسيولو عن الحديث عنه خشية لفت انتباه الشرطة إليهم. لكن البعض قالوا إن من يجندون عناصر لحساب حركة الشباب يستهدفون منذ سنوات الشبان العاطلين عن العمل من غير الصوماليين. وقال عبدي بيدو (53 عاما) إن مسؤولين عن التجنيد صادقوا ابنه بورو قبل ثلاث سنوات وكان عمره 20 عاما خلال مشاهدته مباريات كرة القدم الأوروبية في مقاه تعرضها. وأضاف أنهم قدموا لابنه السجائر وجولات بالدراجات النارية ونبات القات المخدر. وقال بيدو إن الشرطة ألقت القبض على بورو خلال محاولته الانضمام إلى حركة الشباب قرب حدود الصومال في 2017. وأحيل الشاب للمحاكمة لكن السلطات أسقطت التهم الموجهة إليه دون تفسير.

ولا يسمح بيدو لابنه الآن بمغادرة البيت كما لا يسمح له باستعمال الهاتف ورفض السماح للابن بالتحدث إلى رويترز خشية أن يأتي ذلك برد فعل سلبي.

أهداف جديدة قصدت واحدة من القائمين على تجنيد عناصر للحركة في مدينة مومباسا خياطة كانت تكافح لتوفير قوت أسرتها وعرضت عليها 30 ألف شلن (300 دولار) لتصنع لها أثوابا وفقا لما جاء في دراسة أعدتها فاطمة بدر الدين الباحثة بالجامعة التقنية في مومباسا.

وحين ذهبت الخياطة لتوصيل الأثواب قرب الحدود الصومالية اختطفت وتم نقلها إلى معسكر لحركة الشباب في الصومال. ولم تذكر الدراسة ماذا حدث فيما بعد أو كيف هربت. وقالت بدر الدين في دراستها إن أخريات ذهبت إلى الصومال مقابل مبلغ زهيد لا يتعدى ثلاثة آلاف شلن (30 دولارا).

ووقع أول هجوم تقوده امرأة في كينيا في سبتمبر 2016 عندما دخلت ثلاث نساء مركزا للشرطة في مدينة مومباسا وقمن بطعن ضابط وإلقاء قنبلة حارقة قبل أن تقتلهن قوات الأمن. وتعد فيوليت كيمونتو، زوجة جيشونجي، مجندة أخرى غير تقليدية. فهي مولودة لجماعة عرقية يغلب عليها المسيحيون في نيروبي وكانت قد وصفت نفسها على مواقع التواصل الاجتماعي بأنها عروس الشباب. وتعتقد الشرطة أنها فرت إلى الصومال.