545454
545454
المنوعات

أعمال التشكيلية صباح ولد طالب.. استعادة مكابدات الطفولة

10 مايو 2019
10 مايو 2019

الجزائر- «العمانية»: تتنوّعُ المواضيع والهواجس في معرض التشكيلية الجزائرية صباح ولد طالب الذي تحتضنه قاعة مصطفى كاتب بالجزائر العاصمة، حيث امتزجت الألوان والأشكال والوجوه في أكثر من 46 لوحة فنيّة، تمّ إنجاز أغلبها في عام 2018.

وتقول الفنانة في تصريح لوكالة الأنباء العمانية: إنّ المواضيع التي تناولتها في معظم أعمالها، هي انعكاسٌ لبعض مكابداتها في سنوات طفولتها، في حين اشتغلت في لوحات أخرى، على مواضيع من وحي الخيال، أو استوحتها من العوالم المحيطة بها.

ويبدو بوضوح الحضور الطاغي لعناصر الطبيعة من أشجار وأزهار وحيوان، وهي العناصر التي اشتقّت منها هذه الفنانة عناوين لأعمالها، فجاء بعضها كالتالي «طريق الخريف»، و«ظلام ونور»، و«الذئاب الوردية»، و«من رحم الظلام يولد الفجر»، و«زهور وفراشات»، و«البيت السعيد».

وترى الفنانة ولد طالب أنّ بعض أعمالها يُمثّل «ترجمة لإحباطات وحالات نفسية مرّت بها». وقد استعملت لتجسيدها تقنيات من أبرزها الأقلام الملوّنة، والحبر الصيني، والباستيل، والأكواريل، والورق المقوّى، فضلاً عن أوراق البريستول.

ولم تُخف هذه الفنانة أنّ استخدامها لأدوات بسيطة، يعود إلى ندرة وسائل العمل وارتفاع أسعارها، وهي المعضلة التي يُواجهها الفنانون التشكيليون في الجزائر عموماً، لكنّها تؤكد، من جهة أخرى، أنّ تلك المعوقات لم تُثنها عن مواصلة العمل والمشاركة في عدد من المعارض.

وتشترك الكثير من لوحات المعرض في استخدام الألوان الداكنة التي تُعبّر عن الظلام وقتامة الواقع، لكنّ الفنانة لا تتردّد في كسر تلك العتمة من خلال أشعة الضوء التي تُعبّر بها عن الأمل الذي يظلُّ قائماً مادام قطار الحياة لم يصل إلى محطته الأخيرة.

كما تحضُرُ الفراشات بشكل لافت في بعض اللّوحات، وذلك للتعبير عن صفاء الروح والبراءة، بينما تُجسّد أعمالٌ أخرى أشخاصاً يتطلّعون إلى الأفق البعيد، حيث يُمكن تأويل ذلك وقراءته بأشكال متعدّدة، أدناها ما يعيشه الإنسان وهو يدقُّ أبواب الألفية الثالثة، وكلُّه تطلُّعات إلى غدٍ أكثر إشراقاً وطمأنينة.

وكأيّ مشتغل بالفن التشكيلي، تقرُّ صاحبة المعرض بتأثّرها الشديد بأعمال التشكيليين الجزائريين الرواد أمثال إيتيان دينيه، الذي تعشق ألوانه الزاهية المعبّرة، وأسلوبه المتقن، إضافة إلى أعمال إيسياخم، وباية، ومحمد راسم. أمّا بالنسبة للفنانين العالميين، فهي مولعةٌ بأعمال فان غوغ، وبيكاسو، ومونيه، وكادنسكي، وغويا.