عمان اليوم

دراسة وتحقيق لمخطوط «تلقين الأحباب معاني ملحة الإعراب» للحصــــول على الماجــستير بجامعــة نـــزوى

07 مايو 2019
07 مايو 2019

إعداد - عامر بن عبدالله الأنصاري -

قدم الباحث إسحاق بن سيف الجابري دراسة وتحقيقا لمخطوط «تلقين الأحباب معاني ملحة الإعراب» للشيخ القاضي سليمان بن راشد بن مسلم بن رشيد الجهضمي السمدي (ت 1398 هـ)»، والدراسة تأتي استكمالا لمتطلبات الحصول على درجة الماجستير في اللغة العربية وآدابها من جامعة نزوى. وتهدف الدراسة إلى إبراز جهود العمانيين في إثراء المكتبة العمانية، وإبراز مجهود أدبي كان حبيس الرفوف. وأوضح الباحث إسحاق الجابري في ملخص الدراسة، أنها تسعى إلى إبراز التراث العماني وتجلية جهود العلماء ونتاجهم الفكري والمعرفي بما تحويه من إنجاز حضاري في مختلف علوم اللغة ليكون حافزا للأجيال القادمة لمواصلة الجهد، والاقتداء بالسلف.وأشار كذلك في سياق الملخص الى أن مجال التحقيق في عمان يعتريه الفتور، وينقصه الكثير لذا جاء هذا الجهد المتواضع ليحرك ساكنا، ويبث روح التحقيق، فهذا المخطوط لم يحقق سابقا، بما يكتنفه من معلومات نحوية وصرفية، ولغوية نافعة.

وأضاف: «إن الدراسة جاءت على قسمين، قسم الدراسة، وقسم التحقيق، وقد مهدت للدراسة بنبذة عن ناظم الملحة، وتناولت في التمهيد أيضا سيرة الشيخ المؤلف، اسمه، ونسبه، ومولده، وحياته العلمية، ومهامه الوظيفية، وشيوخه وتلامذته، وآثاره، ووفاته، وأما الفصل الأول فجعلته للدراسة، وتضمَّن: المؤلفين العمانيين الذين شرحوا الملحة، ومنهج المؤلف في الكتاب، وموقفه من الاستشهاد، واختياراته، وموقفه من بعض العلماء، ومصادره ونقوله، والمآخذ التي وقع فيها المؤلف، ثمَّ وضعت خاتمة بنتائج الدراسة». وخصص الباحث القسم للتحقيق، وتناول فيه وصف النسخ الخطية، ومنهج التحقيق، وتحقيق الكتاب، ثم ألحق بالدراسة الفهارس الفنية، ثمَ المصادر والمراجع.

وخرج الباحث إسحاق الجابري من خلال دراسته إلى نتائج عديدة، وهي أن أسلوب الشيخ اتسم بالسهولة، والبعد عن التعقيد تحقيقا لغاية الكتاب التعليمية، وتسهيلا لطلبة العلم، كما أكثر الشيخ من الشواهد القرآنية، إذ بلغت أربعة وثمانين شاهدا، كما أورد خمس قراءات قرآنية، كلها سبعية باستثناء قراءة واحدة شاذة، واستشهد بحديثين شريفين، ولم يتطرق إلى حكَم العرب وأمثالهم، كما خلص الباحث إلى أن الشواهد الشعرية التي أوردها الشيخ بلغت خمسة عشر بيتا شعريا، جميعها جاءت مكتملة الصدر والعجز، وتباينت بين المنسوبة وغير المنسوبة، والمختلف في نسبتها، كما اعتمد الشيخ على من سبقه في طرح المسائل وتداول الآراء حولها، وقد جاءت ترجيحاته موافقة لمن سبقه من العلماء الذين نقل عنهم وأخذ عنهم.

أما مآخذ الشيخ الجهضمي -رحمه الله- حسب وجهة نظر الباحث فقد كانت قليلة تمثلت في عدم الدقة في النقل من كتاب ملحة الإعراب، وبعض الأخطاء اللغوية المكررة.

وتناول الباحث في دراسته سيرة الشيخ الجهضمي، ومما جاء في هذا الموضوع: «البحث عن سيرة الشيخ فرضت علينا البحث عمن عاصر الشيخ ودرس على يديه من طلاب، لم يكن الأمر سهلا، ونظرا لعدم استقرار الشيخ في مسيرة حياته الحافلة في ولاية واحدة بسبب عمله في مجال القضاء، رجعنا إلى أسرته في سمد الشأن، فدلنا أحد أقارب الشيخ وجيرانه على وجود أحد طلابه في نيابة بركة الموز، وهو الشيخ عبدالله بن سلام الصقري.. البالغ من العمر 64 عاما.. أما اللقاء الثاني فكان مع أبناء الشيخ حيث توجهنا إلى محافظة شمال الشرقية.. ودفعت الاحداث السياسية والاقتصادية التي مرت به عمان الشيخ الجهضمي إلى السفر والهجرة إلى الدول المجاورة وشرق إفريقيا.. فبقي في زنجبار.. وبعد تحسن الأحوال وعودة الخصب وكثرة الفيء.. توجه إلى نزوى قلعة العلم وقبلة العلماء قاصدا مدرسة الإمام محمد بن عبدالله الخليلي، يحمله إلى ذلك شغفه الشديد بالعلم.. فنبغ في علوم الفقه ولمع نجمه وسطع مما دفع شيخه لتعيينه مدرسا للنحو والفقه، فقد رُوِيَ عن الإمام الخليلي أنه لا يعين في تلكم المناصب إلا من يثق فيهم». جدير بالذكر أن الدراسة ضمت في كتاب من 234 صفحة من القطع الكبير، واستعان الباحث بأكثر من 200 مصدر ومرجع في دراسته.