صحافة

تنديد بزيارة ترامب المتوقعة في يونيو

06 مايو 2019
06 مايو 2019

أشارت التقارير الإعلامية ووكالات الأنباء إلى إعلان قصر باكنجهام أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سيجري زيارة دولة رسمية لبريطانيا في يونيو المقبل قبيل الاحتفال بمرور 75 عاما على انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية. وسيحل ترامب وزوجته ميلانيا ضيفان على الملكة إليزابيث الثانية خلال تلك الزيارة الرسمية التي ستجرى خلال الفترة من 3 إلى 5 يونيو المقبل. وتأتي هذه الزيارة بعد مرور اكثر من عامين على توجيه رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي دعوة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإجراء زيارة دولة رسمية، تم تأجيلها وقتها بسبب المخاوف من استقبال الرئيس ترامب وأزمة بريطانيا بشأن البريكست. علما بأن ترامب قام بزيارة غير رسمية لبريطانيا الصيف الماضي التقى خلالها بالملكة إليزابيث الثانية، وحضر معها مأدبة طعام.

وفي بيان صدر عن رئيسة الوزراء تيريزا ماي جاء فيه ان «زيارة الدولة لترامب (الزيارة الرسمية) هي فرصة لتعزيز علاقاتنا الوثيقة بالفعل في مجالات مثل التجارة والاستثمار والأمن والدفاع ومناقشة كيف يمكننا البناء على هذه العلاقات في السنوات المقبلة».

وزيارة الدولة، هي الأعلى مستوى بين أنواع الزيارات، ولها مراسمها الخاصة وبرامجها المميزة. ولا تكون إلا بدعوة رسمية من رئيس الدولة المضيفة لنظيره رئيس الدولة الزائر، فيكون فيها ضيفه شخصيا ويسكن في أحد مقرات إقامته الرسمية حتى نهاية الزيارة. وتقول صحيفة «ايفننج ستاندارد» أن زيارة ترامب المرتقبة تواجه موجة من ردود الفعل الرافضة من جانب النائب العمالي ديفيد لامي الذي انتقد ما وصفه بـ«التعصب المريع للبيض الذي يبدو ترامب ممثلا له» وتساءل عن سبب منح من وصفه بـ«الكاره للنساء» هذه الدعوة لزيارة المملكة المتحدة، وهو ما لم يحظ به رؤساء عديدون آخرون. كذلك انتقدت النائبة العمالية ثورنبري الزيارة معربة عن أن الرئيس ترامب لا يستحق هذا الشرف.

وفي الوقت نفسه أعلن كل من زعيم حزب العمال جيريمى كوربين، ورئيس مجلس العموم جون بيركو، وزعيم حزب الديمقراطيين الأحرار فينس كيبل، وزعيم الحزب القومي الاسكتلندي في مجلس العموم إيان بلاكفورد، أنهم لن يحضروا مأدبة ستقام لترامب في قصر باكنجهام. وقال كوربين إنه «لا ينبغي لتيريزا ماي أن تبسط السجادة الحمراء في زيارة دولة تشريفية لرئيس يمزّق معاهدات دولية ويدعم إنكار التغير المناخي ويُكرّس لخطاب عنصري كاره للنساء. كما أعلن الآلاف من البريطانيين اعتزامهم التظاهر في لندن ضد ترامب. وخاطب النائب لامي المروجين للتظاهر بقوله: «اذا كنتم تعيرون اهتماما للتغير المناخي، أو لمستقبل هذا العالم، فيتعين عليكم الوقوف في وجه دونالد ترامب».

وفي السياق ذاته ذكرت صحيفة «الصن» إن ترامب سيتجنب أعضاء البرلمان البريطاني الغاضبين، وسيتحدث بدلا من ذلك إلى نحو خمسة آلاف جندي أمريكي متمركزين في قاعدة لاكنهيث. ورصدت الصحيفة مشادات كلامية وقعت بين أعضاء الحكومة ورئيس مجلس العموم جون بيركو حول دعوة ترامب للحديث إلى أعضاء المجلس واللوردات.

وذكرت صحيفة «التايمز» ان ترامب سيقيم مأدبة عشاء خاصة ليلة في مقر إقامة السفير الأمريكي في لندن. وسيدعو لها بوريس جونسون ونايجل فراج زعيم حزب «بريكست». وان مسؤولين حكوميين بريطانيين يعكفون على دراسة جدول زيارة ترامب، خوفا من ان يستخدمها ترامب فرصة لإحراج رئيسة الوزراء تيريزا ماي عبر الالتقاء بجونسون الذي سبق ان أعلن ترامب انه مؤهل لأن يكون «رئيس وزراء عظيما».

وثمة مخاوف أخرى من أن يستغل ترامب هذه الزيارة للتدخل في الجدل الدائر حول البريكست، لا سيما وأنه التقى نايجل فراج في مؤتمر العمل السياسي المحافظ الذي عُقد في واشنطن الشهر الماضي.