1205730
1205730
الرئيسية

عالمان من جامعة السلطان قابوس يحصلان على براءة اختراع لعلاج الإيدز نهائيا

29 أبريل 2019
29 أبريل 2019

اكتشاف تركيبة علاجية جديدة أثبتت الاستئصال التام للفيروس المسبب للإيدز من أجسام المرضى -

حصلت جامعة السلطان قابوس على براءة اختراع أخرى هي عبارة عن تركيبة علاجية لاستئصال الفيروس المسبب لمرض الإيدز من جسم المصاب، والمخترعان هما الدكتور صدقي حسن، بريطاني الجنسية والأستاذ الدكتور علي بن عبدالله بن حسن الجابري من قسم الأحياء الدقيقة والمناعة، بكلية الطب والعلوم الصحية.

وقد تم تسجيل براءة الاختراع بتاريخ 25/‏‏08/‏‏2017 لدى مكتب براءات الاختراع الأمريكي وتم الحصول على براءة الاختراع خلال شهر أبريل الجاري، وبعد أبحاث مضنية، دامت لأكثر من 16 سنة، من قبل الدكتور صدقي حسن والأستاذ الدكتور علي الجابري، تم التوصل إلى هذه التركيبة الفعالة التي تعد سبقا علميا كبيرا تم فيها استخدام حيوانات التجارب المختلفة في المختبر وبعد أخذ الإذن من لجان الأخلاقيات ذات الاختصاص.

وقد تمت تجربة هذه التركيبة على مرضى الإيدز وأثبتت فاعليتها في التخلص من الفيروس نهائيا بشهادة طاقم طبي من أطباء وممرضين، كما أخذ طلب الحصول على براءة الاختراع هذه حوالي 3 سنوات ومر الطلب بمراحل عدة بما فيها لجان علمية طبية متخصصة داخل الجامعة وخارجها ومن خلال ممتحنين متخصصين في الولايات المتحدة الأمريكية ومن مكتب براءات الاختراع الأمريكي.

وتتكون هذه التركيبة من ثلاثة عناصر أساسية هي خليط من مكونات أعشاب استوائية طبية من نباتات الساسوريا ومن حليب الإبل الملقح مسبقا الذي يحتوي على أجسام الإبل المناعية المضادة لمكونات الفيروس.

هذا المركب يتكون من ثلاثة أنواع من النباتات الطبية وبنسب معينة بالإضافة إلى وجود الأجسام المناعية من حليب الإبل المضادة لمكونات الفيروس وهي صغيرة جدا في الحجم مقارنة بالأجسام المناعية البشرية. ويتم تكوين هذه الأجسام المناعية المضادة بواسطة جهاز المناعة في جسم النوق ثم إفراز هذه الأجسام المضادة المناعية في الحليب.

ومن خلال هذه المكونات وعن طريق شرب حليب الإبل (المحصنة) والمحتوية على هذه المكونات الفعالة فإن هذا المركب باستطاعته استئصال فيروس الإيدز نهائيا من جسم المصاب ولقد تم إثبات ذلك عمليا. ليس ذلك فقط بل بإمكان هذا المكون أيضا منع الإصابة بالفيروس كنوع من أنواع الوقاية عند أخذ المكون بالطريقة الصحيحة والمطلوبة. وقد تم التوصل إلى هذا الاكتشاف من خلال الكثير من التجارب العلمية المعملية وعلى الخلايا المخبرية وعلى الحيوانات المختبرية ثم على مرضى الإيدز وذلك بعد أخذ الإذن من اللجان الطبية ذات الاختصاص.

جميع مرضى الإيدز بلا استثناء الذين تمت تجربة هذا المكون عليهم تم تسجيل الاستئصال التام للفيروس من أجسامهم. ليس ذلك فحسب بل إن جميعهم تخلصوا من كافة الأعراض المصاحبة للإصابة بالفيروس وازداد وزن كل المرضى الذين كانوا يعانون من نقص الوزن بحوالي 10 كيلوجرامات، وفي مدة قصيرة لا تتجاوز الثلاثة أشهر، هذا بالإضافة إلى تحسن كبير في أداء الجهاز المناعي لدى جميع هؤلاء المرضى.

إن فكرة استخدام النوق كمصنع دوائي حي ومتحرك لتصنيع مركب دوائي ضد فيروس الإيدز هي فكرة جديدة وتحمل آمالا كبيرة في إمكانية استخدامها ليس فقط لاستئصال فيروس الإيدز من جسم المصاب، بل أيضا لاستئصال الفيروسات الأخرى والتي تصيب الإنسان والحيوان، حيث إن الجهاز المناعي للإبل يعتبر أفضل بأضعاف كثيرة من الجهاز المناعي البشري.

وأشار الأستاذان المخترعان إلى أن هذا الإنجاز هو نتاج أبحاث علمية مضنية شملت الكثير من التحديات والإخفاقات ولكن بتوفيق من الله سبحانه وتعالى تم التوصل إلى النتيجة المُرضية بهذا الاكتشاف العلمي المثير.

الدكتور صدقي حسن والأستاذ الدكتور علي الجابري لهما باع طويل في البحوث العلمية والعملية المتعلقة بمرض الإيدز والمناعة حيث إن الدكتور صدقي يمتلك خبرة لأكثر من 16 سنة في هذا المجال بينما الأستاذ الدكتور الجابري لديه خبرة تمتد لأكثر من 30 سنة في مجال بحوث الإيدز، ولهما إصدارات علمية كثيرة في هذا المجال، هذا بالإضافة إلى كونهما من العلماء الأوائل الذين اكتشفوا فروقات بين الخلايا المناعية في مدى وطرق الاستجابة المناعية عند التعرض لفيروس الإيدز لدى الأشخاص المصابين. وهذا كان له أهمية كبرى في الفحوصات المعملية للتعرف على الإصابة بالفيروس واستخدام تقنيات الـDNA في التحصين المناعي على حد سواء، ولديهما إصدارات علمية محكمة كثيرة في مجال بحوث الإيدز ويعتبران من العلماء الأوائل في هذا المجال.

الدكتور صدقي حسن هو أكاديمي بريطاني حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة ليفربول البريطانية للأمراض الاستوائية الوبائية ولديه خبرة واسعة في المناعة الجزيئية واستخدام تقنيات الـDNA في التحصين المناعي، بينما الأستاذ الدكتور الجابري حاصل على درجة الدكتوراه من الكلية الطبية الملكية البريطانية بجامعة لندن. وأيضا حاصل على الزمالة البريطانية في المناعة من الكلية الملكية لعلماء الأمراض بالمملكة المتحدة.

من المعروف أن الإصابة بفيروس الـHIV يؤدي إلى الإصابة بمرض الإيدز وهو من الأمراض الوبائية الخطيرة والتي تهدد حياة المصابين على مستوى العالم. ويعد مرض الإيدز سادس الأمراض المسببة للوفيات على مستوى العالم وثالث الأمراض المسببة للوفيات على مستوى دول العالم الثالث والدول الفقيرة. وعلى الرغم من وجود بعض الأدوية في الوقت الحاضر لعلاج مرض الإيدز إلا أن هذه الأدوية لا تستأصل الفيروس تماما من جسم المصاب ولهذه الأدوية أعراض جانبية خطيرة بالإضافة إلى ارتفاع سعر هذه الأدوية وعدم قدرة جميع المرضى الحصول عليها، لذلك هنالك حاجة ماسة لوجود علاج شاف وناجع تماما من هذا المرض الخبيث. أيضا في الوقت الحالي لا يوجد لقاح للوقاية من الإصابة بالفيروس المسبب للمرض ولا يوجد علاج بإمكانه استئصال الفيروس المسبب للمرض نهائيا من جسم المصاب، وفي الواقع يعتبر حلما لكل عالم من العلماء على مستوى العالم إن يكتشف مركب لديه القدرة على استئصال الفيروس نهائيا من جسم المصاب.