salem
salem
أعمدة

نوافذ: محاصرة القاتل

29 أبريل 2019
29 أبريل 2019

سالم بن حمد الجهوري -

[email protected] -

يمثل الإنجاز الذي حققته جامعة السلطان قابوس في التوصل الى تركيبة علاجية لمرض الإيدز الذي أقلق العالم طيلة ال 50 عاما الماضية ، اختراقا طبيا كبيرا ومهما ومساهمة علمية للسلطنة في الحضارة الكونية ، بعد جهد وعناء للباحثين المخترعين الأستاذ الدكتور علي بن عبداللة الجابري والدكتور البريطاني صدقي حسن ، طيلة ال 16 عاما الماضية والتي توجت جهودهما ومن خلفهما الجامعة في الحصول على براءة الاختراع الأمريكي التي اعترفت بهذا الإنجاز .

هذه الخطوة الرائعة والتي ستنال صدى واسعا وشاسعا في أركان المعمورة لما يمثله من فتح جديد في عالم الطب والسبق الذي تشرفا به دون العالم ، سيفتح آفاقا اخرى بعد اقتراب علماء العالم من اليأس والحيرة في ابتكار دواء يمكن من تقديم وصفة طبية تستطيع أن تعالج هذا المرض.

هذه الخطوة الطبية الهائلة والتي سيستفيد منها العالم ستتمكن من معالجة 35,3 مليون إنسان يعيشون حاليا مع نقص المناعة على مستوى العالم ، منهم 17,2مليون من الرجال ، و16,8 مليون من النساء ، و4, 3 مليون إنسان أقل من 15 عاما، منهم 21,7 مليون إنسان يحصلون على العالج منهم 1,8 أطفال دون سن ال 15 عاما.

ومنذ بداية الثمانينات من القرن الماضي لقي أكثر من 30 مليون إنسان حتفهم ووصل الى 940 ألف إنسان بنهاية عام 2017 ، ونظرا لهذه الحالة الصعبة التي شكلت تحديا كبيرا للعالم منذ انتشار هذا المرض، فقد خصصت الأمم المتحدة منذ 30 عاما، الأول من سبتمبر من كل عام يوما عالميا لمرض الأيدز لتذكير العالم بخطورته.

قصة اكتشاف العلماء لهذا المرض الذي يقوم بتدمير الخلايا المناعية، وإضعاف قدرة الجسم على محاربة العدوى والأمراض المختلفة، بدأت بعد عام من بدء الإصابة بهذا المرض في نهاية الخمسينات من القرن الماضي في العالم لدى الإنسان حيث نشأ المرض لدى قرد الشمبانزي في وسط غرب إفريقيا ، حيث أسرت أنثى للشمبانزي في عام 1959ضمن مجموعة من القرود وأخذت عينة منها وعينة من دم رجل إفريقي متوفى بمرض غامض ليجدوا تطابقا في عينة المرض، وكان الهدف لإجراء تجارب على مجموعة من القرود لصالح المعهد القومي الأمريكي للسرطان بهدف اختبار مجموعة من اللقاحات على العشرات من القرود والتي أظهرت بعد ذلك أصابة أنثى الشمبانزي تلك بالفيروس .

وقد استمرت الجهود المضنية والأبحاث تتواصل منذ مطلع الثمانينات عندما اجتاح هذا المرض قارات العالم عبر وسيلة الاتصال الجنسي مما ارعب سكان الكوكب في الثمانينات والتسعينات إلا أنه مع الجهود التي بذلت للتوعية الهادفة الى التقليل منه عبر خطوات يمكن أن تساهم بشكل اكبر في انتشاره، واستطاعت جهود الحكومات والأمم المتحدة فعلا مع بداية الألفية في الحد منه وتراجع الأرقام المرعبة بشكل سنوي، إلا أنه بقي خطرا يهدد الإنسان نظرا لعدم التوصل الى علاج فعال يمكن من القضاء علية والتشافي منه نهائيا.

وقد يساعد هذا الإنجاز العماني في التخفيف من وطأة المرض حول العالم وإنقاذ ما يمكن انقاذه لعشرات الملايين من البشر المصابين والذي نأمل أن نرى اليوم الذي يعلن فيه اختفاء هذا المرض المهلك نهائيا من على وجه الكوكب.