1196681
1196681
صحافة

الصحافة الأوروبية في أسبوع

20 أبريل 2019
20 أبريل 2019

بروكسل – عمان -  شربل سلامة :

تناولت الصحف الأوروبية الصادرة خلال الأسبوع الثالث من أبريل الجاري عدة تحليلات وتغطيات كان من أبرزها:

- النية الرسمية الفرنسية بإلغاء المدرسة الوطنية للإدارة المسؤولة عن اختيار كبار موظفي الدولة الفرنسية.

- حريق كاتدرائية «سيدة باريس» والتبرعات من أجل إعادة إعمارها وترميمها.

- الانتخابات الرئاسية الأوكرانية وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي على مسارها ونتائجها.

- موضوع الحرية الصحفية في السويد واسم رائدة الفضاء السويدية الأصل جيسيكا مايير.

- الانتخابات الأوروبية البرلمانية التي ستجرى في الأسبوع الأخير من شهر يناير 2019.

الفرنسية:  مساوئ استسهال الحلول

بعد يوم واحد على حريق كاتدرائية «سيدة باريس»، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن إرادة بإنهاء عمل وإقفال المدرسة الوطنية الفرنسية للإدارة، وهي مدرسة عريقة حكومية فرنسية تمَّ تأسيسها في نهاية الحرب العالمية الثانية بهدف جعل المراكز المدنية الخدماتية الكبرى في الدولة الفرنسية، متأصلة في الديمقراطية من حيث اختيار كبار المسؤولين في إدارات الدولة وتدريبهم وتأهيلهم طوال مسيرتهم المهنية. من هذه المدرسة تخرَّج حتى الآن على سبيل المثال لا الحصر، أربعة رؤساء جمهورية وثمانية رؤساء وزراء وعدد كبير من الوزراء والمديرين العامّين والإداريين في الجمهورية الفرنسية.

قرار الرئيس الفرنسي نابع من إرادة بجعل اختيار كبار المسؤولين أكثر شمولية من الناحيتين العلمية والاجتماعية، ومرتبطا أكثر بالكفاءة. الجريدة الفرنسية لو فيجارو اعتبرت أن هذا التدبير هو بمثابة خطوة ناقصة مستعجلة، قد تكون في غير محلّها. إنَّ المدرسة الوطنية الفرنسية للإدارة، كما الكثير من المدارس العليا، فشلت بالواقع بإتمام إحدى المهام الأساسية التي تأسست من أجلها، وهي انتقاء الداخلين إليها نسبة لمهاراتهم وجدارتهم وأهليتهم على أن يكونوا من كافة الطبقات الاجتماعية الفرنسية. فهل المسألة تتعلَّق بالأمور المادية أو الحسابات الضيقة؟ أم أنَّ مشروع إقفال المدرسة العليا الوطنية الفرنسية للإدارة مرتبط بنوع من الفشل في سياسة التعليم العالي والعام؟ تشير الوقائع إلى أن هذه المدرسة هي «رافعة اجتماعية» أو «مصعد اجتماعي»، لكن مع الأسف كان الدخول إليها حلما لدى الكثيرين، ينتهي منذ الصفوف الابتدائية. إن تقرير مصير المدرسة الوطنية الفرنسية للإدارة بناء على نتائجها لا يلغي الأسباب التي دعت إلى اتخاذ مشروع إقفالها.

في الآونة الأخيرة انتقد الفرنسيون طريقة «إدارة النخبة» وتذمَّروا من بعض الممارسات المتعالية. الآن على الرئيس الفرنسي وحكومته أن يُعلنوا للفرنسيين بماذا ستُستبدل المدرسة الوطنية الفرنسية للإدارة.

ولكن بالواقع إنَّ إقفال المدرسة الوطنية الفرنسية للإدارة لن يُسهّل المصالحة بين قسم كبير من الفرنسيين والقيمين على فرنسا اليوم.