1196501
1196501
الاقتصادية

المكتومي: الشباب العماني مكافح ولا يتأفف من أي عمل شريف والأعمال الحرة مجزية

20 أبريل 2019
20 أبريل 2019

الأزمات الاقتصـــادية تزيــد الإنســـان قـــوة وإصـــرارا عـــلى المواصـــلة وتصحيح المســــار  -

الأعمـــال الحــــرة تســــاهم بشــــكل كبيـــر في التقليل مــن عـــدد الباحثين عن عمـــل -

أجرى الحوار: خميس الخوالدي

مارست البشرية منذ القدم العمل الحر وما زالت مسيرة الأعمال الحرة مستمرة.. وفي السلطنة تبذل الحكومة جهودا متواصلة وداعمة لتحفيز الشباب بشكل دائم على ذلك من خلال ما تقدمه الصناديق المعنية والداعمة للشباب الراغب والجاد في التحرر من قيود الوظيفة، وتزايد نتيجة لتلك التسهيلات قيام الشباب بتأسيس مؤسسات خاصة بهم بشكل كبير وساهم هذا التوجه في التقليل من عدد الباحثين عن عمل وارتفاع أعداد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتزايد نسبة العمانيين في تلك المؤسسات ودعم الاقتصاد الوطني .

ومن المعلوم بأن العمل الحر يمنحك تغييرا كليا في حياتك ويجعلك تتحكم في وقتك وفي المكان والطريقة التي ستقوم بتأدية عملك بها بدون أي قيود ولذلك فإن العمل الحر هو الأفضل وهو المستقبل.....

حول الأعمال الحرة والنماذج الناجحة من الشباب العماني في هذا المجال أجرت «عمان» حوارا مع خليفة بن سعيد بن راشد المكتومي أحد الشباب الذي امتهن العمل الحر منذ الصغر ليضيء لنا جوانب من تجربته الناجحة واختياره هذا الطريق العمل وتحرره من قيود الوظيفة بمرتب وفكرة المشروع الذي اختاره والتحديات التي واجهته وطموحاته وثقافة العمل الحر والنجاح الذي حققه نتيجة الإرادة والعزيمة والمثابرة والحرص على تحقيق الأهداف التي رسمها من خلال المثابرة والإصرار والتغلب على كل التحديات...واليكم نص الحوار....

النشأة والبداية

كيف كانت بداياتك مع العمل الحر؟ نشأت في أسرة متوسطة الدخل وبدأت مع والدي رحمه الله في العمل الحر عام 1983م فكنت مرافقا له فقط وكانت بداياته في بيع المفروشات وفي عام 1987م تغير نشاط عمله إلى بيع الحديد لورش الحدادة وكان لديه شريك وهو أحد أصدقائه رحمة الله عليهم أجمعين وفي هذه الفترة كان عمري 9 سنوات تقريبا وكنت أذهب إلى المدرسة الفترة الصباحية وفي المساء أتواجد في (الدكان) وهنا بدأت أتعلم البيع والحساب والوارد والصادر من البضائع وفي نهاية عام 1989م انفصل والدي عن شريكه وشرع رحمه الله بتأسيس مؤسسة خاصة فردية في عام 1990 وكان عمري آنذاك 12 عاما ورغم صغر سني إلا أن والدي أعطاني الثقة لكي أكون أنا من يدير المؤسسة في الفترة المسائية وأثناء عدم تواجده في الولاية ومن هنا زاد حبي للعمل الحر وأحببت العمليات الحسابية.

بداية التأسيس الفردي

متى كانت بداية تأسيسك لمؤسسة خاصة بك؟ استخرجت في شهر ديسمبر من عام 1999م سجلا تجاريا شخصيا وقمت بشراء محل لبيع الإطارات وتغيير الزيوت ليكون رافدا مع مؤسسة والدي وخلال هذه الفترة استعنت بأخي أحمد صاحب الثلاثة عشر ربيعا والذي يصغرني بثماني سنوات والذي سار على نهجي حتى أكمل الثانوية سنة 2004م فأصبح ساعدي الأيمن وحينها قرر والدي رحمه الله أخذ قسط من الراحة وترك أمور المؤسسة لي أنا وأخي حيث جاء أخي برؤية مختلفة فقد أرتأى أن نتوسع في أعمالنا إلى جانب بيع الحديد للورش وكانت فكرته بأن نقوم ببيع الأدوات الكهربائية والصحية وبالفعل قمنا بإدخال هذه الأصناف فأصبحت المؤسسة من أكبر المؤسسات في ولاية صحم .

ما هي العوامل التي جعلتك تفكر بإنشاء مصنع لألواح الصاج؟ خلال تجولي اليومي بين ورش الحدادة في الولاية رأيت الاستهلاك الكبير لألواح الصاج والذي أصبح البديل لألواح الاسبستوس والتي تم منعها لأسباب صحية وعند سؤالي لأصحاب الورش علمت إنه لا يوجد في السلطنة إلا مصنع واحد ومن هنا راودتني فكرة إنشاء مصنع لتشكيل ألواح الصاج وبالفعل عقدت العزم في عام 2007م حيث قررت السفر إلى الصين للبحث عن المعدات الخاصة لإنشاء المصنع وسافرت برفقة أحد الإخوة الأعزاء من أصحاب الخبرة في الصين وقمت بالتعاقد مع مصنع للمعدات لتصنيع المعدات حسب الطلب، وخلال تواجدي في الصين وتجولي في الأسواق راودتني فكرة الاستيراد المباشر بدل الاعتماد على الأسواق المجاورة وبالفعل أصبحت استورد البضائع وأقوم بتوزيعها على المحلات بالجملة وهنا واجهت الكثير من التحديات لترويج البضاعة وتسويقها لأن أغلب المحلات ملك للوافدين للأسف (تجارة مستترة).

هل فكرت بتوسعة أعمالك خارج الولاية؟

خلال سنة 2010م افتتحنا فرعنا الثاني في صناعية صحم وكان متخصصا في بيع الحديد لورش الحدادة وبعدها بسنتين تقريباً افتتحنا فرعنا الثالث في مدينة صحار وهو الفرع المتخصص في الإنارة وكانت البداية مشجعة وفترة انتعاش في السوق.

هل تأثرت بالأزمة الاقتصادية التي يمر بها العالم الآن؟ وجود الأزمات الاقتصادية في عالم التجارة شي مفروغ منه وهذه الأزمات إذا لم تقض عليك سوف تزيدك قوة وإصرارا على المواصلة كما سوف تغير نهجك وتصحيح مسارك ، لقد عاصرت خلال مسيرتي العملية ثلاث أزمات في الأعوام 1998 ، 2008 ، 2014م والأخيرة كانت وما زالت متعبة حتى الآن فقد جاءت لتقصم ظهر الكثير من الشركات كونها جاءت بعد انتعاش كبير وسيولة كبيرة في الأسواق فخلفت الكثير من الديون وتضخما في مخزون البضائع مما جعلنا نستغني عن الفرع الثاني في صناعية صحم كما أغلقت المصنع وذلك للحد من تضخم الديون، كما حاولت تصريف المخزون الذي كان كبيرا جداً وفي الربع الثالث من عام 2016م قمت ببيع الفرع الثالث الموجود في صحار واستمر العمل في الفرع الرئيسي مع تقليص الكثير من المواد وجعله متخصصا في الثريات والإنارة والمواد الصحية فقط.

ما هي الفوائد التي جنيتها من الأزمات التي واجهتك في التجارة؟ الأزمات والشدائد تعلم الإنسان التغلب على المحن وتزيده إصرار في تحمل أعباء الحياة وذلك من خلال الثقة بالله ودعاء الوالدين وهو السبيل للنجاح، كما انه لا يوجد مستحيل فأنت من يصنع الفرص ومليونير اليوم ربما يصبح مديون الغد والعائلة هي ملاذك الآمن وكما قيل في الأثر لا تعتمد على من حولك كثيراً فمع السقوط ربما لا تجد من يمد يده لك وصديق واحد يضحي لأجلك خير من ألف صديق.

من وجهة نظرك ما هي احتياجات الشباب المتفرغين للعمل الحر؟ صاحب العمل المتفرغ ضحى بالوظيفة لأجل العمل الحر أفلا يستحق القليل من التسهيلات والدعم المعنوي قبل الدعم المادي لذا نطالب المسؤولين والجهات المعنية بتنفيذ قرارات سيح الشامخات وتسهيل الإجراءات الحكومية المعقدة وتفعيل بطاقة رائد العمل المتفرغ وإعطائه مميزات إضافة الى وقف فرض المزيد من الضرائب وإعادة النظر في المفروض منها وهناك معاناة يعاني منها الشباب وهي عدم وجود تمويل أو قروض تجارية من البنوك وشركات التمويل مع وجود الرهن.

يقال على لسان الكثير ان الشاب العماني لا يرغب إلا بالعمل المكتبي... ما تعليقك على ذلك؟ الشباب العماني مكافح ولا يتأفف من أي عمل شريف فنتمنى من المسؤولين أن يؤمنوا بقدرات شباب الوطن كما آمن صاحب الجلالة ـ حفظه الله ورعاه ـ بهم وأعطاهم الاهتمام وأمر بتسخير كل الأمور لهم لأنهم عماد الوطن.