أفكار وآراء

ضعف الاتصال والتواصل في المؤسسات « 7»

20 أبريل 2019
20 أبريل 2019

د. حفصة السبتية -

يقول كل من هربت جب هكس وسيري جيلت « ربما كان صحيحا أن قلب مشكلات العالم هو عدم القدرة على الاتصال والتواصل، رغم اعتقاد الإنسان بأنه يجيد الاتصال بالآخرين بفعالية»، لا ريب في أن الاتصال الفعّال يعد من أكثر الوسائل لتحقيق الأهداف التنظيمية للمؤسسة، إذ يجب أن تتوفر لدى القيادات القدرة على استخدام وسائل الاتصال التي تضمن وصول البيانات والتوجيهات بسهولة ووضوح وبالسرعة المناسبة، في المقابل إذا وُجِد ضعف اتصال داخل المؤسسة؛ فمن الصعب نقل المعلومات للأشخاص ذوي العلاقة بخدمتها وتحقيق أهدافها بشكل فاعل، وسيكون هناك انفصال يعيق مصالح العمل ويحبط الأفراد، ومن ثمَّ صعوبة الوصول إلى الأهداف.

ويمكن النظر إلى فجوة الاتصال والتواصل داخل المؤسسة بأنها: كل المعوقات التي تمنع من تبادل ونقل المعلومات، أو تعطلها أو تؤخر إرسالها أو استلامها، أو تشوه معانيها أو تؤثر في كمياتها؛ ما تؤدي إلى تشتت المعلومات وتشوهها، وتحول دون انسيابها بالشكل المطلوب، ومن ثمَّ تحول دون تحقيق اتصال فعال، فأي شيء يمنع فهم الرسالة يعد حاجزا وعائقا للاتصال.

فعملية الاتصال تبدأ بوجود فكرة أو رسالة يقوم المرسل بترتيبها لتتناسب مع ظروف وقناة الاتصال المستخدمة، ونوعية وعدد مستقبلي هذه الرسالة، بحيث يتم نقلها بشكل واضح عبر الوسيلة التي يتم اختيارها، بشكل يضمن عدم تأثر موضوع الاتصال بأي معوقات قد تؤدي إلى تحريف مضمون الاتصال، أو عرقلة وصول الرسالة، لتنتهي بتلقي المستقبل للرسالة كما هي في ذهن مرسلها، والقيام بتحليلها والاستجابة لموضوعها وفقا لما يريده المرسل.

وكما يكون الموظفون في بعض الأحيان ممتعضين من أسلوب الاتصال والتواصل لدى مديرهم، كذلك المديرون أيضا يمتعضون عندما لا يفهمون المعلومة المراد توصيلها، فالمدير بشخصيته وقدرته على الاتصال يستطيع أن يواجه المشكلات ويضع الحلول المناسبة لها، ولن يتسنى له تحقيق النجاح والفعالية في قيادته، إلا إذا كانت لديه الكفاية في المهارات الاتصالية والإنسانية في نمط متداخل؛ لكونها ضرورة على جميع المستويات الإدارية.

يتضح هنا أن الغرض الأساسي للاتصالات الإدارية، هو تحقيق التواصل، والاستجابة المطلوبة، والوصول لنمط معين من السلوك بين المرسل والمستقبل؛ باختيار الوسيلة المناسبة والصحيحة لإرسال المعلومات، والتحقق من فهم الرسالة بشكل واضح وسليم، ويتوقف ذلك على تلافي المشكلات والمعيقات التي تعيق أو توقف انسيابها أو تحد من تحقيق هدف الاتصال بالطريقة السليمة.

[email protected]