1193668
1193668
عمان اليوم

حلقة عمل وطنية تستعرض مواءمة برنامج اللغة الإنجليزية مع احتياجات السوق العماني

18 أبريل 2019
18 أبريل 2019

لإبراز جهود جامعة السلطان قابوس في توافق برامجها الأكاديمية مع المتطلبات -

د. راوية البوسعيدية: التطور المتسارع للعلوم وأدوات التقنية الحديثة جعل من الإنجليزية لغة عالمية للتواصل المعرفي -

د. محمد البلوشي: صناعة البرامج الأكاديمية لم تعد في أيدي الأكاديميين فقط -

نظمت جامعة السلطان قابوس ممثلة بقسم اللغة الإنجليزية وآدابها بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية أمس حلقة العمل الوطنية لمواءمة برنامج اللغة الإنجليزية وآدابها مع احتياجات السوق العماني ومتطلباته في فندق كراون بلازا بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض برعاية معالي الدكتورة راوية بنت سعود البوسعيدية وزيرة التعليم العالي.

ناقشت حلقة العمل الوطنية مستقبل أحد أهم الأقسام الأكاديمية في الجامعة وأقدمها وهو قسم اللغة الإنجليزية وآدابها، بارزة الجهود التي تمت من أجل مواءمة البرنامج الأكاديمي للقسم مع متطلبات سوق العمل.

وقد استوحت أعمال هذه الحلقة من المنهجية التشاركية التي دعت إليها رؤية عمان 2040، حيث شارك فيها أكثر من 130 مشاركًا تم اختيارهم بعناية ليمثلوا قطاعات مختلفة مثل رؤية عمان 2040، والمجلس الأعلى للتخطيط، وديوان البلاط السلطاني، وقطاع التعليم، وقطاع الإعلام والاتصال، وقطاع البنوك، والنفط والغاز، والمجال الدبلوماسي، والسياحة والتجارة والصناعة، وشارك الحاضرون في حوار بناء سعى للمساهمة في عملية صناعة القرار الخاص بتطوير برنامج اللغة الإنجليزية وآدابها بالجامعة. كما شارك في الحلقة كمتحدثٍ رئيسي البروفيسور روبرت مايرز أستاذ الأدب الإنجليزي ومدير مركز الوليد للدراسات الأمريكية في الجامعة الأمريكية في بيروت متحدثًا حول مساعي أقسام اللغة الإنجليزية حول العالم لتلبية توقعات سوق العمل واحتياجاته.

وتعد هذه الحلقة حدثا فريدا لأنها تنطوي على نقاش حقيقي للمعلومات التي تم جمعها من قطاع واسع من المعنيين وأصحاب المصلحة من القطاعين العام والخاص على مدى عامين (2017 – 2018) استجابة لتوصيات فريق من الخبراء الدوليين المختصين في مجال الأدب الإنجليزي الذين زاروا القسم في نوفمبر 2016 وقاموا بمراجعة هذا البرنامج وتقييمه ورفع التوصيات بشأنه إلى إدارة الجامعة.

وسعت الحلقة الوطنية إلى إبراز جهود الجامعة الحثيثة في مواءمة برامجها الأكاديمية مع احتياجات سوق العمل العماني، كذلك مساعدة قسم اللغة الإنجليزية وآدابها في اتخاذ القرارات المهمة المتعلقة بتطوير البرنامج في ضوء معطيات سوق العمل العماني وآفاقه. بالإضافة إلى توفير فرصة مهمة للالتقاء بين كافة فئات المعنيين لمناقشة مستقبل هذا البرنامج الأكاديمي المهم، وتجسيد منهجية المشاركة التي رسختها رؤية عمان 2040 من خلال إشراك المعنيين في هذا النقاش.

كما سعت إلى تعزيز مفهوم الشفافية في مناقشة مستقبل البرامج الأكاديمية وذلك بالتأكيد على أن تطوير البرامج الأكاديمية لم يعد مسؤولية الجامعات ومؤسسات التعليم العالي وحدها وإنما بات مسؤولية مجتمعية مشتركة تهم كل من له علاقة بهذه البرامج وتهم المجتمع عموما، إضافة إلى تقديم مثال يمكن أن يحتذى به في تطوير البرامج الأكاديمية ومواءمتها في التعليم العالي في السلطنة، والتأكيد على أهمية دور العلوم الإنسانية في التنمية المستدامة واهتمام برامج العلوم الإنسانية بإعداد خريجين قادرين على المساهمة الفاعلة في مسيرة التنمية الشاملة.

وفي هذا الصدد أكدت معالي الدكتورة راوية بنت سعود البوسعيدية وزيرة التعليم العالي أن هذه الحلقة الوطنية تكتسب أهميتها من اعتمادها على منهج المشاركة المجتمعية التي ركزت عليها رؤية عمان 2040.

مضيفة أن التطور المتسارع للعلوم وأدوات التقنية الحديثة جعل من اللغة الإنجليزية لغة عالمية للتواصل المعرفي والتكنولوجي والأعمال؛ لذا حرصت الجامعة على تقييم برنامج اللغة الإنجليزية وآدابها باستمرار؛ فجاءت الحلقة لتناقش توصيات فريق الخبراء الدوليين المختصين في الأدب الإنجليزي الذين راجعوا البرنامج وقيموه. ومعربة عن أملها في أن تحقق الحلقة الغايات المرجوة منها وتسهم في إعداد كادر وطني متمكن في اختصاصه وفق المعايير الدولية المعتمدة في أقسام اللغة الإنجليزية وآدابها بالجامعات العالمية المرموقة.

من جهته قال الدكتور محمد بن علي البلوشي عميد كلية الآداب والعلوم الاجتماعية: «هناك حاجة ماسة اليوم لمواءمة البرامج الأكاديمية التي تقدمها مؤسسات التعليم العالي مع سوق العمل»، مشيرًا إلى أن كلية الآداب والعلوم الاجتماعية تقدم العديد من البرامج من بينها برامج قسم اللغة الإنجليزية وآدابها وبالتحديد برنامج الأدب، وهذا البرنامج يعد من البرامج الرائدة في السلطنة ومن البرامج الكبيرة والقديمة التي تستدعي اليوم الحاجة لمراجعته ومواءمته مع سوق العمل في السلطنة.

وأضاف الدكتور البلوشي «صناعة البرامج الأكاديمية لم تعد في أيدي الأكاديميين فقط، يجب على مؤسسات التعليم العالي أن تنظر لأصحاب المصالح ولسوق العمل وأن تبحث عن المشتركات والأوجه التي يمكن من خلالها تطوير البرامج الأكاديمية في تلك الكليات».

من جانبه قال الدكتور عبدالجبار الشرفي رئيس قسم اللغة الإنجليزية وآدابها: «لقد آن الوقت لمواءمة ليس فقط برامج اللغة الإنجليزية والأدب وإنما كافة البرامج الأكاديمية مع احتياجات سوق العمل، إذ أن خبرات أعضاء الهيئة التدريسية ما زالت محصورة في الأنماط والأساليب التقليدية، والانفتاح على السوق وعلى المجتمع عمومًا ما زال يشكل عائقا على هذه الجهود».

وأشارت الدكتورة فاطمة الربيعية مدرس مساعد بقسم اللغة الإنجليزية وآدابها ونائب رئيس القسم إلى أن مواءمة برنامج اللغة الإنجليزية وآدابها يعد تحديا كبيرا، وأضافت «إن أفضل طريقة ارتأيناها في ذلك بالمشاورة مع المسؤولين والخبراء بالجامعة هي أن نفتح حوارا وطنيا في هذه المرحلة، وبما أن اللغة الإنجليزية موجودة في جميع التخصصات وفي جميع المؤسسات، لزم وجود تمثيل من جميع المؤسسات لمعرفة احتياجات سوق العمل والتوجهات العامة لكل مؤسسة، لنستطيع أن نرفد السوق بخريجي لغة إنجليزية يستطيعون التأقلم مع مختلف البيئات».