1194601
1194601
العرب والعالم

ترامب يستخدم حق النقض ضد قرار وقف الدعم للتحالف باليمن

17 أبريل 2019
17 أبريل 2019

هادي يبحث مع غريفيث ولوليسغارد تنفيذ اتفاق «ستوكهولم» -

صنعاء - «عمان» - جمال مجاهد - (أ ف ب):-

لجأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الأوّل للمرة الثانية لاستخدام حق النقض «الفيتو» ضد قرار للكونجرس، يطالبه بوقف الدعم الأمريكي للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن.

وقالت وكالة «فرانس برس» إن قرار الكونجرس كان بمثابة «تقريع لترامب من قبل الديمقراطيين والجمهوريين وخطوة تاريخية، تنتقص من صلاحيات الرئيس في اتخاذ قرارات الحرب»، وهو ما رفضه الرئيس الأمريكي في البيان الذي أعلن فيه عن استخدام «الفيتو».

واعتبر رئيس لجنة الإنقاذ الدولية ديفيد ميليباند أن «هذا الفيتو من قبل الرئيس ترامب خاطئ على الصعيد الأخلاقي والاستراتيجي. أنه يحبط آمال الشعب اليمني في فترة هدوء، ويترك الولايات المتحدة متمسّكة باستراتيجية فاشلة».

ولفت إلى أن «اليمن عند نقطة الانهيار حيث يوجد 10 ملايين شخص على حافة المجاعة. هناك ما يصل إلى 100 ضحية مدنية في الأسبوع، ومن المرجّح أن يقتل اليمنيون في منازلهم أكثر من أي مكان آخر». وفي تبريره لاستخدامه حق «الفيتو»، قال ترامب في بيان إن «هذا القرار يشكّل محاولة غير ضرورية وخطيرة لإضعاف سلطاتي الدستورية، ويعرّض حياة المواطنين الأمريكيين والجنود الشجعان للخطر سواء اليوم أم في المستقبل». وشدّد ترامب على أن الدعم الأمريكي للتحالف في اليمن ضروري لأسباب عدّة، أوّلها وأهمها، كما قال، «حماية أمن أكثر من 80 ألف أمريكي يعيشون في بعض دول التحالف التي كانت عرضة لهجمات أنصار الله من اليمن».

واعتبر ترامب، أن قرار الكونجرس وقف الدعم للتحالف العربي في اليمن، «يؤذي السياسة الخارجية للولايات المتحدة» و»علاقاتنا الثنائية».

ويعتبر هذا «الفيتو» هو الثاني لترامب، إذ سبق أن نقض قراراً للكونجرس يهدف إلى إلغاء حالة الطوارئ الوطنية، التي أعلنها من أجل تأمين المزيد من التمويل للجدار الذي يريد أن يبنيه بين الولايات المتحدة والمكسيك.كما أضاف أن قرار الكونغرس «يؤثّر سلباً على جهودنا المستمرة لمنع الإصابات بين المدنيين، ومنع انتشار التنظيمات الإرهابية مثل القاعدة في شبه جزيرة العرب وتنظيم داعش، ويشجّع نشاطات خارجية خبيثة في اليمن».

والقرار الذي أقرّه مجلس النوّاب في وقت سابق هذا الشهر ومجلس الشيوخ في مارس يعد تاريخياً، إذ أنها هذه هي المرة الأولى التي يصل فيها إلى مكتب الرئيس، قرار يستند إلى قانون «قوى الحرب» لعام 1973 الذي يمنح الكونجرس حق سحب القوات العسكرية إذا لم يكن نشرها قد تم بتفويض منه.

وأكد انصار الله امس أن تعطيل الرئيس الأمريكي قرار الكونجرس بوقف الدعم الأمريكي للحرب في اليمن، يثبت أن واشنطن هي «صاحبة قرار الحرب» في اليمن.وكتب المتحدث باسم انصار الله محمد عبد السلام في تغريدة على تويتر أن قرار ترامب «يدين أمريكا بكل ما لحق اليمن من مجازر وجرائم وحصار ظالم».

وقتل في النزاع اليمني نحو 10 آلاف شخص على مدار السنوات الأربع الماضية، وفق منظّمة الصحة العالمية، على الرغم من أن منظّمات حقوق الإنسان تقول إن عدد القتلى قد يكون أعلى بخمس مرات.

ودفع النزاع ملايين اليمنيين إلى حافة المجاعة، في ما وصفته الأمم المتحدة بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

من جهة ثانية، التقى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وبحضور رئيس مجلس النوّاب (البرلمان) سلطان البركاني ورئيس وأعضاء الفريق الحكومي بلجنة الحديدة أمس، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث ومعه رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار الجنرال مايكل لوليسغارد والوفد المرافق لهما.

وقال الرئيس اليمني في اللقاء «إن تمسّك الشرعية بمسار السلام باعتباره هدفاً وخياراً نعمل دوماً من أجله وفي مختلف المواقف والظروف، لأن الصراعات والحروب تفضي في النهاية إلى الجلوس على طاولة الحوار من أجل السلام»، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ).

وأضاف «في سبيل ذلك قدّمنا التنازلات تباعاً رغم تعنّت جماعة أنصار الله ومماطلتها في تنفيذ الاتفاقات والعهود وآخرها اتفاق ستوكهولم بعد مضي أكثر من أربعة أشهر، من استحقاقات السلام وممارسة المزيد من التعنّت والمماطلة، لاستثمار معاناة الشعب اليمني، للحصول على مكاسب ذاتية».

وأكد هادي على ضرورة «ممارسة مزيد من الضغط على أنصار الله لتنفيذ اتفاق ستوكهولم الذي يعد محور الاهتمام وحجر الزاوية في عملية السلام، وتحديد الطرف المعرقل لهذا الاتفاق لأن خيار الفشل سيؤدّي إلى قتل آمال اليمنيين في تحقيق السلام المستدام وإنهاء الانقلاب وتداعياته».