1193768
1193768
المنوعات

القصـة القصـيرة لحظة عابرة تصنع عالما زاخرا بالحياة

17 أبريل 2019
17 أبريل 2019

طالب الرفاعي خلال جلسة بالنادي الثقافي:-

كتبت : بشاير السليمية -

«أذهب للقصة القصيرة كرجل يذهب لعشيقته، وأذهب للرواية كرجل يذهب لزوجته»، هذا ما قاله الكاتب والروائي طالب الرفاعي مبينا مكانة القصة القصيرة عنده، بعد طوفان الرواية نشرا وكتابة وجمهورا، وقال: «القصة القصيرة صديقة الكاتب»، كان ذلك في محاضرة أقامها النادي الثقافي بمقره في القرم بعنوان: «آفاق القصة القصيرة ومكانتها»، التي أدارتها الكاتبة هدى حمد.

يوضح الرفاعي بأن هذا هو مأزق وعظمة فن القصة القصيرة في آن معا، طارحا تساؤله: «كيف يمكن التوفيق بين جنس أدبي مترام وحي ومتحرك يتسع ويكون ضروريا لجميع الأغراض، ومن المفترض، في الآن نفسه، أن يكون دقيقا ومحكما لدرجة أن حذف كلمة واحدة منه قد تؤدي إلى انهيار كامل مبنى القصة؟»

وفي الحديث حول القصة ومواكبتها للتسارع التكنولوجي المتطور ومجاراتها له يرى الرفاعي صلاحها كفن أدبي لهذه المرحلة وذلك حسب قوله «انطلاقا من كون القصة تلتقط لحظة عابرة لتكون عالما زاخرا بالحياة، وبسبب اعتمادها كإبداع نثري على لغة مكثفة وموحية وإنسانية، وكونها تتخذ من المشهد الإنساني البسيط حدثا لها».

وجرّ ذلك الحديث حول واحدة من أهم ممكنات القصة القصيرة، التي دعّمها الرفاعي بقول الكاتب الفرنسي دي جي موباسان: « إن هذه اللحظات العابرة في الحياة التي يلتقطها الكاتب لا يمكن التعبير عنها إلا من خلال القصة القصيرة التي تصور حدثا معينا لا يهتم الكاتب بما قبله أو بعده. وهي لحظات قد تبدو في نظر الرجل العادي لا قيمة لها، ولكنها تحوي من المعاني قدرا كبيرا» وعلاوة على ذلك يرى الرفاعي في المقابل أن أهم ممكنات القصة القصيرة «هو ما لحق بها من حيف جراء كلمة القصيرة التي ارتبطت بها وهيأت للبعض اعتقاداً بسهولة الدخول إلى عالم الكتابة عبر القصة». والذي كان له وجهه الحسن في أنها «أصبحت وستبقى صديقة للكثير الكثير من الكتّاب الشباب حول العالم، منها يلجون لبستان الكتابة، وهذه الصحبة تقدم لفن القصة ممكنات هائلة بانكشافه على الحماسة والتجريب والتجديد».

وحول القصة وتداخلها واشتباكها بباقي الفنون الأدبية من شعر ومسرح وسينما، وخاصة القول الذي يدعي بأن القصة امتداد للرواية وجزء منها فإن الرفاعي يؤكد على أن «فن القصة القصيرة هو فن مختلف تماما عن الرواية، وأن عناصره بلغته المكثفة وزمانه وسرده وحواره وشخوصه وحبكته، وبقدر ما تتلاقى مع عناصر الرواية، فإنها تتخذ لنفسها سياقا آخر».

وانتقالا إلى (آفاق القصة القصيرة)، أشار الرفاعي إلى مسيرة القصة القصيرة التي صاحبت البشر منذ اكتشاف اللغة، إضافة إلى ارتباطها بالحكي والإخبار واقترانها بالجريدة، وأنها فن حاضر على الدوام رغم ما يحيط به من رواج الرواية التي استدعى الرفاعي في ضوء ذلك قول الكاتب الأمريكي فيلب روث: «جنس الرواية يحتضر، ولا أظنه يعمّر لخمسة وعشرين عاماً.»

وتساءل الحضور عقب المحاضرة حول ما إذا كانت شروط كتابة القصة القصيرة هي التي وضعت القصة موضع الصعوبة، وحول الانتقال الذي يسيره الكاتب من القصة إلى الرواية الذي رأى الرفاعي أنه لا يعتبر ضعفا، وحول العدد الضئيل لحاملي نوبل من القصاصين حيث إن الأغلبية من الروائيين مؤكدا على أن الكاتب والناشر والجوائز والجمهور القارئ في صف الرواية، وحول جائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية أشار الرفاعي إلى أنها جائزة حرضت دور النشر والكتاب على تبني القصة القصيرة.

الجدير بالذكر أن طالب الرفاعي كاتب وروائي كويتي من مواليد 1958، له مجاميع قصصية منها: «أبو عجاج طال عمرك»، و«أغمض روحي عليك»، و«مرآة الغبش» و«حكايا رملية». أما الروايات فمنها: ظل الشمس، ورائحة البحر، وسمر كلمات، والثوب، كما أن له عددا من الدراسات.