صحافة

تأجيل بريكست حتّى 31 اكتوبر وهبوط شعبية المحافظين

17 أبريل 2019
17 أبريل 2019

ما زالت بريطانيا تمر بمأزق سياسي بسبب أزمة الخروج من الاتحاد الأوروبي، ففي القمة الطارئة التي عقدها الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي كان على رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي أن توضح لقادة دول الاتّحاد الأوروبي الـ27 نتيجة مباحثاتها مع زعيم حزب العمال جيرمي كوربين حول البريكست، وما إذا كانت بريطانيا ستشارك في الانتخابات الأوروبية، حيث لا يُمكن أن تبقى في الاتحاد الأوروبي ما لم تُشارك في الانتخابات الأوروبية.

وفي الوقت نفسه أعلن الاتحاد الأوروبي عن موافقة رئيسة الوزراء تريزا ماي على تأجيل خروج بلادها من الاتحاد الأوروبي لمدة ستة شهور، أي حتى 31 أكتوبر القادم. غير أن ماي صرحت خلال مؤتمر صحفي في بروكسل، بأنه اذا تم التوصل إلى اتفاق الآن فلا يزال بإمكان بريطانيا مغادرة الاتحاد الأوروبي في 22 مايو.

وتقول صحيفة «ديلي تلغراف» ان تريزا ماي لا تزال من دون أكثريّة برلمانية داعمة لاتفاق الانسحاب، وهي تُجري منذ فترة وجيزة محادثات مع المعارضة العمّالية للخروج من المأزق. وتأمل ماي ان يتيح لها تمديد المهلة الوصول الى اتفاق يتيح تنفيذ البريكست في 22 مايو قبل الانتخابات الأوروبية.

وتحت عنوان «وزراء يعتقدون أن بريكست مات» أشارت صحيفة «صانداي اكسبريس» إلى اتجاه النية إلى استمرار المحادثات بين كبار السياسيين من حزب العمال ووزراء من المحافظين في محاولة للتوصل إلى اتفاق يمكن أن يحظى بدعم أغلبية النواب بشأن البريكست. غير ان بعض كبار الشخصيات في الحكومة يعتقدون أن الفرصة منعدمة للنجاح وأن «خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد مات».

وقالت صحيفة «ديلي تلغراف» أن ماي تدرس طرح مسألة إجراء استفتاء ثان للخروج من الاتحاد على التصويت في البرلمان لإصدار قانون يجيز استفتاء ثان لتجاوز الأزمة الحالية. وأفادت الصحيفة أن حزب العمال منقسم بشأن إجراء الاستفتاء الثاني. فبالرغم من دعوة عدد من الأعضاء البارزين في الحزب لإجراء استفتاء ثان، قال زعيم الحزب جيرمي كوربين إن الاستفتاء الثاني يجب أن يجري فقط لتفادي الخروج من دون اتفاق أو الخروج الكارثي وفقا لخطة حكومة تريزا ماي.

وتحت عنوان «ابلاغ كوربين أما دعمه استفتاء ثان او خسارة مؤيدي البقاء» أشارت صحيفة «الاوبزيرفر» إلى تحذير زعيم العماليين في البرلمان الأوروبي بأن الحزب «سيهجره ملايين الناخبين المناهضين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي» إذا فشل كوربين في تقديم دعم واضح لاستفتاء آخر حول الاتحاد الأوروبي.

ونشرت صحيفة «صانداي تلغراف» تقريرا كتبه ادوارد مالنيك وكريستوفر هوب، أشارا فيه الى ان جيريمي كوربين في طريقه لاكتساح رقم 10 بعد أن فشلت تيريزا ماي في الوفاء بوعدها بإخراج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي بحلول 29 مارس ، وفقًا لتحليل استطلاعات الرأي.

وقالت الصحيفة إن حزب المحافظين سيخسر 59 مقعدًا في حالة إجراء انتخابات عامة، مما يجعل حزب العمال أكبر حزب في مجلس العموم، وفقًا لاستطلاع رأي حصري أجرته الصحيفة. وارجع الخبراء سبب هذه الخسارة إلى غضب الناخبين المحافظين «لفشل الحكومة في تنفيذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي». وقال البروفيسور السير جون كورتيس، رئيس مجلس الاقتراع البريطاني، إن مؤيدي الخروج الذين انسحبوا من حزب المحافظين أما أنهم سيتوجهون إلى حزب استقلال المملكة المتحدة «يوكيب» او حزب «البريكست» الذي أطلقه مؤخرا نايجل فراج».

وبشكل منفصل، ووسط دعوات متزايدة لاستقالة ماي، أوضحت الصحيفة انه من المحتمل أن يكون محامو حزب المحافظين قد فتحوا الباب أمام النواب للإطاحة رسمياً برئيسة الوزراء في غضون أشهر، حيث نصح المسؤولون لجنة 1922 المؤثرة بأن اللجنة يمكنها أن تعيد كتابة القواعد التي تمنع النواب من تعزيز أكثر من محاولة واحدة للإطاحة بزعيمة الحزب في السنة.

وفي تحليل سياسي كتبه بيل كاش لصحيفة «صانداي تلغراف» أوضح فيه أن التمديد الذي قدمته تيريزا ماي للمادة 50 غير قانوني، وسيتم الطعن عليه في المحاكم، بحسب رأي قانوني لقضاة ومحامين بريطانيين كبار.

وكتب جون كورتيس في صفحة الرأي بالصحيفة يقول إن مؤيدي الخروج من الاتحاد الأوروبي فقدوا ثقتهم في قدرة حزب المحافظين على تنفيذ البريكست في موعده في ٢٩ مارس.

وفي صفحة الرأي أيضا كتب نورمان تبيت يقول إن التخلص من ماي والمحافظين سيؤدي إلى تدمير المملكة المتحدة بمجيء الماركسيين الجدد، في إشارة إلى جيرمي كوربين زعيم حزب العمال. وأوضح انه «مع حلول عطلة عيد الفصح تباينت الحالة المزاجية لنواب المحافظين بوجود حالة من الغضب والإحباط واليأس والاحتقار لرئيسة الوزراء، حيث تم إبلاغها وجها لوجه بأنها يجب أن تستقيل. وأن الأمور مع مجموعة الأبحاث الأوروبية ولجنة 1922 وصلت إلى أسوأ حد.