معمرة في المائة من عمرها تترشح لمنصب عمدة بمدينة ألمانية

بسبب إغلاق حمام السباحة الذي تعشقه -

ولدت الألمانية ليزل هيز بعد فترة قليلة من الحرب العالمية الأولى، أنجبت أربعة أبناء، وصار عمرها الآن مائة عام، أكملتهم منذ فترة وجيزة، وتقدمت للترشح حاليا لرئاسة مجلس بلدية كيرشهايمبولاندن التابعة لولاية راينلند بالاتينات الفيدرالية الألمانية. وتؤكد أكبر مرشحة في تاريخ الانتخابات البلدية بالولاية الواقعة غرب ألمانيا “إذا أردت تغيير شيء فعليك أن تفعله بيدك”.

وبحسب تقرير وكالة الأنباء الألمانية لإإن قرار إغلاق حمام السباحة المفتوح في الهواء الطلق الخاص بها والذي تحبه لدرجة العشق، كان القشة التي قصمت ظهر البعير، لتتخذ في النهاية قرارها بالتقدم بأوراق ترشيحها للانتخابات البلدية.

تقول هيز غاضبة “إنها حماقة! قلبي يقطر دما. لقد كان اكسير الحياة بالنسبة لي”، مضيفة أنه “كان مساحة للترويح عن نفسي وعن كثير من العائلات في القرية”. وأطلقت ليزل هيز حملتها تحت شعار “نحن مع كيبو”، والتي ستتقدم بأوراق ترشيحها في الانتخابات في الـ26 من مايو المقبل. وتعني “كيبو”: كيرشهايمبولاندن بالألمانية وهي البلدة ذات الثمانية آلاف نسمة، وتقع جنوب غرب ماينتس عاصمة الولاية الفيدرالية الألمانية والتي اشتهرت بكونها مسقط رأس يوحنا جوتنبرج مخترع الطباعة الشهير.

أما رئيس البلدية الحالي توماس بوك، فذكر بعد لقائه مع المعمرة الألمانية أنها اشتكت مما أطلقت عليه “وجود متحزلقين في البلدية” و”رائحة تزكم الأنوف” في الإدارة. ويضيف بوك “أعلنت ليزل في هذا اللقاء نيتها للترشح بشكل رسمي”، موضحا أن الكثيرين اليوم ممن تجاوزت أعمارهم العقد الرابع، كانوا جميعا تلاميذ ليزل هيز في المدرسة الابتدائية.

في الوقت نفسه، أدهش قرار هيز بالترشح، أيضا الكثير من رجال السياسة المحترفين والمخضرمين. وفي تصريحات لـ (د. ب .أ) قال نائب رئيس البرلمان الألماني البوندستاج، الليبرالي فولفاجانج كوبيكي “إنه مؤشر عظيم. وليس إنجازا يشرف ديمقراطيتنا فحسب، حينما يقرر مواطن معمر قد تجاوز المئة عام التقدم للترشح من أجل المشاركة في العمل العام من خلال الانضمام للبرلمان المحلي، بل وعنصر تشجيع لكبار السن أيضا على الاستمرار في العمل مهما بلغت أعمارهم من أجل الصالح العام”.

عاشت ليزل هيز منذ ولادتها منذ ولادتها في 12 مارس 1919 ، وهي من سكان والتجنباخ، حياة مليئة بالأحداث. كانت معلمة في Künzelsau ، في ولاية بادن- فورتمبيرج، قبل نقلها خلال الحرب العالمية الثانية إلى جدانسك ، على ضفاف بحر البلطيق.

ولا يعترض المجمع الانتخابي على هذا الترشيح. يقول المتحدث هانز أولريش فايدنفيلر إنه لا يوجد حد أقصى للسن والصحة ليست عقبة ، على الرغم من أنه يعترف بأن عمر مائة عام للمرشح هو شيء خارج عن النطاق المألوف. ويضيف “لم ينم إلى علمي حتى الآن أنه ترشح أحد من قبل في هذه الفئة العمرية”.

وتبدي هيز تشككها في جدوى الأحزاب التقليدية، ولكن تعترف بأن أحد الساسة كان يبهرها وهو المستشار الألماني السابق هيلموت شميت من الحزب الاشتراكي الديمقراطي. وتؤكد المعمرة الألمانية “لا أسعى من أجل الفوز، بل من أجل فعل ما هو صواب. كل ما أريده أن أظل اتمتع بالحق في التعبير عن رأيي طيلة حياتي”.