1190905
1190905
العرب والعالم

ويدودو حديث العهد بالسياسة يسعى لفترة رئاسة ثانية في إندونيسيا

14 أبريل 2019
14 أبريل 2019

جاكرتا - (رويترز) - عندما فاز بائع الأثاث السابق جوكو ويدودو برئاسة إندونيسيا في الانتخابات قبل خمس سنوات بدا أنه يمثل بداية جديدة بعيدا عن النخب العسكرية والسياسية التي تشبثت بالسلطة منذ سقوط حاكم البلاد القوي سوهارتو عام 1998.

والآن يخوض ويدودو (57 عاما) الانتخابات يوم الأربعاء المقبل متسلحا بسجل إنجازاته سعيا للفوز بفترة ثانية متقدما في أغلب استطلاعات الرأي بفارق مريح على منافسه الجنرال السابق برابوو سوبيانتو.

كان ويدودو الذي اشتهر بابتسامته البسيطة وجولاته المفاجئة في الأحياء قد وصل إلى السلطة بفضل شعبيته الجارفة التي ولدتها صورة المسؤول طاهر اليد وصاحب الانجازات التي رسمها لنفسه وهو رئيس بلدية مدينة صغيرة ثم حاكما للعاصمة جاكرتا.

ومع ذلك اضطر ويدودو المسلم القادم من سولو في وسط جاوة لصد حملات تشويه كانت تتهمه أثناء صعوده على الساحة السياسية بأنه مناهض للإسلام أو شيوعي أو مدين للصين وكلها اتهامات مسيئة في إندونيسيا ذات الغالبية المسلمة.

وأمس وقبل أيام من الانتخابات توجه ويدودو إلى مكة لأداء العمرة في خطوة يرى كثيرون من الإندونيسيين أنها ترمي إلى التأكيد على هويته الإسلامية.

وأثناء فترة رئاسته كان ويدودو مكبلا بتوقعات طامحة أن يتمكن من حل مجموعة من المشاكل القديمة من انتهاكات لحقوق الإنسان في الماضي إلى اقتلاع الفساد المستشري.

كما ورث جوكوي كما يسميه أفراد الشعب اقتصادا خارجا من فترة ازدهار السلع الأولية وواجه برلمانا معرقلا ومراكز قوى تعارض الإصلاح والشفافية.

لكنه عمل بانتظام على تكوين أغلبية في البرلمان ورغم أنه لم يستطع تحقيق هدف رفع معدل النمو إلى سبعة في المائة فقد قاد حملة لم يسبق لها مثيل من بناء الموانئ والمطارات وشق الطرق.

وقالت نيكن ساتياواتي صديقة الأسرة التي ألفت كتابا عن الرئيس إن ويدودو سعى لتطبيق الحكم النظيف الذي اتبعه وهو رئيس بلدية سولو على مستوى البلاد.

ووصفت نقطة ضعفه بأنها رغبة في تحقيق أماني عدد كبير جدا من الناس وأضافت «كان إنسانا عاديا. ولا يزال إنسانا عاديا». وينتمي ويدودو لعائلة متواضعة. فوالده كان يدير تجارة أخشاب صغيرة وكان بيته في طفولته كوخا في مدينة سولو. وكان أول من يلتحق بالجامعة في أسرته وبعد تخرجه بشهادة في علوم الغابات أسس نشاطا ناجحا في مجال تجارة الأثاث.

أصبح ويدودو أول رئيس بلدية ينتخب في انتخابات مباشرة في سولو عام 2005 وكانت له شعبية هائلة بعد أن طهر شوارع المدينة والأماكن العامة بالحوافز وبالإقناع لنقل ألوف الباعة الجائلين إلى منشآت جديدة.

وكان نزوعه لاستشارة الآخرين عنصرا أساسيا في حملة الدعاية عندما رشح نفسه حاكما لجاكرتا عام 2012.

وما إن تولى الرئاسة وهو الوافد الجديد على ساحة العمل السياسي حتى واجه اتهامات أنه أسير داعميه الحزبيين وخاصة من تربطهم صلات بحزب النضال الديمقراطي الإندونيسي بزعامة الرئيسة السابقة ميجاواتي سوكارنوبوتري.

ورغم ذلك ركز على إنعاش الاقتصاد بتقليص البيروقراطية وتخفيف قواعد الاستثمار. وفي بعض الأحيان كان يواجه خلافات داخل مجلس الوزراء وأثارت تقلبات في السياسات شكوكا في قدرته على توجيه فريق العاملين معه في بلد يبلغ عدد سكانه 260 مليون نسمة.

وعلى الصعيد الخارجي بدا أكثر تأكيدا للذات ورفض الدعوات لتخفيف أحكام الإعدام على مهربي المخدرات الأجانب في 2015 الأمر الذي تسبب في الأساس في توتر العلاقات مع استراليا. كما عقد اجتماعا لمجلس الوزراء على متن سفينة حربية قبالة جزر ناتونا بعد أن أعلنت الصين وجود مصالح متداخلة لها في منطقة بحرية قريبة منها.

وكانت أصعب فترات رئاسته من 2016 عندما عقدت لقاءات شعبية ضخمة استهدافا للمواطنين من أصول صينية في جاكرتا وحاكم المدينة المسيحي الذي اتهم بازدراء الأديان مما رفع حدة التوترات الدينية في إندونيسيا لأعلى مستوى منذ سنوات. واضطر ويدودو أن ينأى بنفسه عن باسوكي بورناما الذي كان في السابق من حلفائه ودخل السجن بتهمة الإساءة للإسلام.

وشعر بعض أنصاره من التقدميين بخيبة أمل لاختياره رجل الدين الإسلامي معروف أمين ليخوض الانتخابات نائبا له وذلك في إطار سعيه لكسب أصوات المسلمين.

وإذا أعيد انتخابه يتوقع المحللون بصفة عامة أن يواصل التركيز على الاقتصاد لكنهم يختلفون فيما إذا كانت الوتيرة ستزداد سرعة.