1190913
1190913
العرب والعالم

تراجع شعبية خليفة ميركل يجعل مستقبلها السياسي ضبابيا

14 أبريل 2019
14 أبريل 2019

برلين - (د ب أ) - بعد أربعة أشهر من فوز أنجريت كرامب - كارنباور برئاسة الحزب المسيحي الديمقراطي خلفا للمستشارة أنجيلا ميركل ، يبدو أن أنجريت التي توصف أحيانا بأنها المستشارة المنتظرة، تكافح من أجل الفوز بأصوات الناخبين.

وأظهرت استطلاعات الرأي التي أجريت في شهر يناير الماضي أن كرامب-كارنباور ، تحظى بدعم قاعدة صلبة من الناخبين بعدما تغلبت على اثنين من المنافسين من الجناح الأكثر تحفظا للاتحاد المسيحي الديمقراطي ، المنتمي لتيار يمين الوسط، من أجل الفوز بقيادة الحزب في ديسمبر الماضي.

واعتبر هذا الفوز بمثابة خطوة كبيرة نحو خلافة محتملة من جانبها لميركل في منصب المستشارية، لكن منذ ذلك الحين، تقف كرامب-كارنباور- 56 عاما- في موقف دفاعي، فتُظهر استطلاعات الرأي الجديدة تراجع التأييد لها بعد عدة محاولات لدفع الاتحاد المسيحي الديمقراطي نحو اليمين.

وأظهرت نتائج استطلاع لآراء الناخبين صدرت قبل أسبوعين من جانب مركز استطلاعات الرأي «فورسا» في برلين، تراجع الدعم لكرامب-كارنباور، رئيسة وزراء ولاية سارلاند السابقة بمقدار 12 نقطة مئوية إلى 36% فقط منذ انتخابها رئيسة للحزب المسيحي الديمقراطي منذ أربعة أشهر.

وعلقت قطاعات كبيرة من حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي آمالها على ظهور كرامب-كارنباور كمرشحة جيدة للفوز بمنصب المستشارية وضخ دماء جديدة إلى الحزب ، خاصة في الفترة التي تسبق الانتخابات العامة والانتخابات الأوروبية لهذا العام.

لكن مزحة مؤسفة حول مراحيض الأشخاص ثنائيي الجنس من جانب كرامب-كارنباور في مهرجان ألماني في وقت سابق من هذا العام لا يبدو أنها ساعدت قضيتها.

ودعا النقاد كرامب-كارنباور إلى الاعتذار بعد أن قدمت مزحة عن الرجال الذين لا يعرفون ما إذا كان ينبغي عليهم الجلوس أو الوقوف في الحمامات الخاصة بالجنس الثالث. وقالت زعيمة حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي إنها ألقت هذه المزحة خلال احتفالات المهرجان بروح من عدم أخذ الأمور على محمل الجد بصورة تفوق الحد .

ويجادل مسؤولو الحزب بأن تراجع كرامب-كارنباور في استطلاعات الرأي يعكس تركيزها على تحقيق الاستقرار في الحزب بعد معركة صعبة في ديسمبر الماضي فازت خلالها بالمنصب الأعلى في الحزب. وحصلت على 75ر51% فقط من الأصوات في الاقتراع على القيادة.

لكن استطلاعات الرأي تظهر أن معدل دعم الناخبين للحزب المسيحي الديمقراطي لا يزال يراوح نسبة الـ 30%، بتراجع عن الـ 33% التي حصل عليها في الانتخابات الوطنية لعام 2017 وأقل من 5ر41% التي حصل عليها الحزب في 2013 . وسعت كرامب-كارنباور التي كان ينظر إليها على نطاق واسع على أنها سياسية من الوسط في قالب ميركل، إلى تمييز نفسها عن المستشارة من خلال اتخاذ موقف صارم بشأن الهجرة والقانون والنظام وإصلاحات الاتحاد الأوروبي .

ويتمثل هدف كرامب - كارنباور فى محاولة الفوز بدعم أنصار ومسؤولي الحزب المسيحي الديمقراطي الأكثر محافظة واستعادة دعم الناخبين الذين هجروا الحزب المسيحي الديمقراطي لصالح حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف ، وذلك في أعقاب موقف ميركل التحرري تجاه اللاجئين.

وكانت ميركل قد أشارت في العام الماضي إلى أنها تخطط للتنحي قبل الانتخابات المقبلة المقررة في 2021 ، للسماح للحزب بالدفع بمرشح جديد ليقود حملته الانتخابية، وذلك بعد أن احتفظت بمنصب المستشارية لمدة 14 عاما تقريبا. ومنصب زعيمة الحزب المسيحي الديمقراطي لمدة ثمانية عشر عاما .

ومؤخرا، بدأت ميركل في التراجع عن الحياة السياسية لتتقاسم المزيد من الأضواء مع كرامب-كارنباور. لكن هذا النهج أثبت صعوبته ، حيث لا تزال كرامب-كارنباور مجرد شخصية حزبية وليست مسؤولة حكومية. وفي الشهر الماضي ، كان على كرامب-كارنباور أن تضع حدا للجدل السياسي عندما ردت هي - وليست المستشارة الألمانية - على رؤية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجديدة لأوروبا.

وفي واقع الأمر، فإن إحدى المشكلات التى تواجه كرامب-كارنباور في بلورة صورة عامة جديدة لها ، يمكن أن تتمثل في أن ميركل لا تزال هي المستشارة وفي بقائها كواحدة من أكثر السياسيين شعبية في البلاد. وأشار مركز (فورسا) لاستطلاعات الرأي أيضا إلى عامل آخر ربما يؤثر على تصنيفات كرامب-كارنباور وحزبها في استطلاعات الرأي، وهو النقاش المحتدم حول إصلاحات حقوق التأليف والنشر للاتحاد الأوروبي والتي تهدف إلى تحسين حماية الأعمال الأصلية في العصر الرقمي.

وأشعلت هذه الإصلاحات احتجاجات بشكل أساسي من جانب الشباب في جميع أنحاء أوروبا.

وقال مانفريد جولنر رئيس مركز فورسا: « كرامب-كارنباور تحاول حاليا استرضاء الأطراف الفاعلة من مسؤولي الجناح المحافظ لحزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي».