1189992
1189992
عمان اليوم

ندوة دور مؤسسات المعلومات توصي بأهمية استحضار الهوية العمانية

14 أبريل 2019
14 أبريل 2019

نخبة من المختصين في التربية والتقنية يعززون المفهوم -

نزوى - أحمد الكندي -

أوصت ندوة دور مؤسسات المعلومات في تعزيز الهوية الوطنية لدى الطلبة بأهمية استحضار الهوية العمانية وتأثيرها في الحضارة الإنسانية على مرّ الأزمان لكونها هوية منتجة للمعرفة ومتقبلة للرأي الآخر ومحافظة على المبادئ، وأهمية قيام النظام التعليمي بدور آخر في تعزيز الهوية، وضرورة الحذر من خصوصية العالم الافتراضي لكون الهوية في هذا العالم أصبحت هوية عالمية، واقتراح بقيام وزارة التربية والتعليم بدور في تعزيز الهوية الوطنية من خلال بعض المقررات الهادفة، وتضافر جهود المؤسسات لاستثمار العالم الافتراضي لتعزيز هذه الهوية من خلال الوسائط المتعددة.

هذه الندوة التي نظمها قطاع أخصائيات مراكز مصادر التعلم بمدارس ولاية إزكي (إناث) بالتعاون مع قسم تقنيات التعليم بالمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة الداخلية، أقيمت فعالياتها تحت رعاية سعادة يونس بن علي المنذري عضو مجلس الشورى ممثل ولاية إزكي بقاعة الشهباء بجامعة نزوى، بحضور إسحاق بن حمود البوسعيدي المدير المساعد لشؤون التدريب بدائرة تنمية الموارد البشرية بالمديرية، وأخصائيي مراكز مصادر التعلم.

بدأت الندوة بكلمة اللجنة التنظيمية للندوة ألقتها نورة بنت سيف المعولية قالت فيها: إن لمؤسسات المعلومات في عصر المعرفة دورا مهما في تنمية قيم الانتماء وتحقيق الهوية الوطنية حيث تعمل على إيجاد بيئة فاعلة من خلال نسج علاقات تواصل إنسانية وتربوية مع القائمين عليها والمتعاملين معها على حد سواء، حيث تحرص المجتمعات على تعزيز دور الهوية الوطنية لدى النشء، والسلطنة أحد هذه المجتمعات التي تستعين كغيرها من الدول بالنظام التربوي في مؤسسات المعلومات باعتبارها من أهم المؤسسات التي تعمل على تكوين وتطوير فكر المجتمع وثقافته.

مضيفة: لقد جاء تنظيم ندوتنا هذه والتي تحمل اسم (دور مؤسسات المعلومات في تعزيز الهوية الوطنية لدى الطلبة) إيمانا منا كأخصائيي معلومات بأن الهوية الوطنية تعد من الوظائف الأساسية لمؤسسات المعلوماتية، فلا يكفي أن يتلقى الطلبة تربية ثقافية تنمي مداركهم وتهذب نفوسهم، ولا أن يتلقوا تربية مهنية تعينهم على اكتساب أرزاقهم ، بل لابد إضافة لما سبق من تربية وطنية سليمة.

عقب ذلك بدأت فعاليات الندوة والتي أدار جلساتها الدكتور جمال بن مطر السالمي رئيس قسم دراسات المعلومات بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس، حيث تم خلالها عرض ثلاث أوراق عمل هي: الهوية الوطنية والمنهج الدراسي - التفكير في المعني المتحول والهوية المتطورة قدمها الدكتور سيف بن ناصر المعمري، الأستاذ المشارك بكلية التربية بجامعة السلطان قابوس، تناول فيها ماهية الهوية الوطنية التي يجب أن تسعى المؤسسات التربوية إلى تعزيزها، ومن هو الإنسان الذي يسعى النظام التعليمي إلى إعداده، وهل ما زالت المؤسسات التربوية قادرة على تعزيز الهوية الوطنية في ظل تزايد خطاب ربط التعليم بسوق العمل، كما استعرض مكونات الهوية الوطنية وهي: الثقافة المدنية، والدين، والمواطنة، والمعاصرة، موضحا أقسام كل مكون من هذه المكونات، ومضامين كتب التربية الوطنية في دول مجلس التعاون الخليجي، وفي ختام ورقته أوضح معالم الهوية الوطنية التي ينبغي أن يكون عليها التربية في المستقبل.

فيما قدم الدكتور سالم بن سعيد الكندي، الأستاذ المساعد بقسم دراسات المعلومات بجامعة السلطان قابوس، ورقة عمل عن (الهوية والخصوصية في الفضاء السيبرالي)، تناول فيها تعريف الهوية الرقمية موضحا أنها: جميع الأنشطة التي نقوم بها في الشبكات الاجتماعية والتي تترك بصمة رقمية، ويمكن تتبعها بواسطة محركات البحث ويستخدمها أصحاب العمل، كما استعرض مفهوم الهوية الإلكترونية، والهوية الشخصية، والهوية الافتراضية، كما تناول ما يحدث في عالم الفضاء الإلكتروني والعالم الافتراضي من تغيير لهويات الأشخاص حيث إن الكثير من الشخصيات الرقمية التي تظهر لا تكون هويتها الحقيقية.

وأوضح الدكتور سالم في ورقته أيضا مفهوم الخصوصية المعلوماتية الرقمية، وهي جميع الأنشطة التي نقوم بها في الشبكات الاجتماعية وتترك بصمة رقمية، ويمكن تتبعها بواسطة محركات البحث ويستخدمها أصحاب العمل. وختمت أوراق عمل الندوة أحمد بن سيف المحروقي، من قسم تقنيات التعليم بالمديرية العامة للتربية والتعليم لمحافظة الداخلية، بموضوع دور مراكز مصادر التعلم في تعزيز الهوية الوطنية لدى الطلبة، تناول فيها الدور الذي تقوم به مراكز مصادر التعلم بالمدارس في غرس قيم المواطنة وتعزيز الهوية الوطنية من خلال الكتب والمصادر والوسائط التي تتيح للطالب التعرف على تاريخ بلده وموروثاتها الوطنية والأمجاد التي سطرها الآباء.

كما تناول الدور الذي يقوم به أخصائيو مركز مصادر التعلم في توجيه الطلبة نحو المعارف التي تسهم في تعزيز الهوية الوطنية، ضاربا بعض الأمثلة للمصادر والكتب التي يطالعها الطلاب في قاعات مراكز مصادر التعلم والتي تسهم بدورها في تعريف الطالب بهويته الوطنية والثقافية ومن بينها الموسوعة العمانية التي تضم مجموعة من المعارف التي تفيد الطالب في ربطه بهويته، كما استعرض بعض الأنشطة التربوية التي يمارسها أخصائيو مراكز مصادر التعلم في تعزيز الهوية الوطنية كالمسابقات والفعاليات الأخرى.

وفي الختام قام سعادة يونس بن علي المنذري عضو مجلس الشورى ممثل ولاية إزكي بتكريم مقدمي أوراق العمل واللجنة التنظيمية للندوة.