1189376
1189376
الاقتصادية

«فلج السديرييـن» .. قــرية جـذب سيــاحي

13 أبريل 2019
13 أبريل 2019

ينقل - العمانية: تشتهر ولاية ينقل بمحافظة الظاهرة بالعديد من القرى والبلدات والمناطق المترامية الأطراف حيث يوجد بها أكثر من سبعين قرية وبلدة متوزعة على مساحتها الشاسعة وأوديتها الممتدة وجبالها الشاهقة ومن هذه القرى والبلدات قرية «فلج السديريين».

وتبعد قرية «فلج السديريين» حوالي 14 كيلومترًا عن مركز الولاية، وهي من القرى التي تشتهر بالزراعة والاهتمام بالمحاصيل الزراعية بمختلف أنواعها حيث يحرص الأهالي على العناية بتلك المحاصيل لما تعود عليهم بالخير الوفير.

وقال محمد بن خميس السديري أحد أهالي قرية «فلج السديريين»: إن من أبرز المحاصيل الزراعية التي تزرع في القرية (الثوم، والبصل، والقمح، والغشمر، والذرة) إلى جانب عدد من أنواع النخيل المختلفة كـالقسويح، والبرشي، والنغال، والفرض، والخلاص، والجبري، والخصاب إضافة إلى زراعة عدد من أشجار الفاكهة أهمها «الموز» كما يزرع الأهالي «الحمضيات» و«البقوليات المختلفة».

وقد استمدت القرية اسمها من فلجها الذي يروي تلك المحاصيل الزراعية وهو من الأفلاج «الغيلية» ولا ينضب حيث يبقى جاريًا على مدار العام، ففي وقت الخصب يكون جريانه قويًا ويتدفق بغزارة إلى مزارع البلدة، وكذلك في موسم الجفاف يجري ولكنه ليس بتلك القوة، وقد قامت الحكومة بصيانته وإعادة شقه ليكون مرتفعًا عن الوادي وليجري بانسيابية في السواقي المؤدية إلى مزارع القرية.

وتتم عملية تقسيم مياه فلج القرية عبر نظام فريد يعرف بـ«الأثر» وهو نظام قديم ومعتمد في العديد من أفلاج السلطنة، وتوجد تسع بادات مفردها (بادة) لتوزيع مياه الفلج في سواقي البلدة وتسمى بأسماء معينة، وتتغير أدوار سقي المزارع من وقت لآخر قد يأتي صباحًا أو ظهرًا أو ليلًا.

وأوضح السديري أن قرية «فلج السديريين» تتميز باعتدال جوها، وجمال طبيعتها، واخضرار مزارعها، فوجود المياه الجارية التي لا تفارق سواقي البلدة وضواحيها باستمرار وجريان الفلج المنساب بين الواحات الزراعية تعمل على تلطيف أجواء البلدة خاصة في الفترة الصباحية حيث تشعر بنسمات الهواء الباردة، مما جعل منها أحد أهم مقومات الجذب السياحي في الولاية سواء للسياح القادمين من داخل الولاية أو من خارجها.

وتحتوي قرية «فلج السديريين» على عدد من الآثار القديمة منها منطقة «كثاب الزراعية» التي ما زالت آثارها موجودة حتى الآن، وبرج أثري قديم موجودة بقاياه في أعلى قمة جبل يطل على القرية، كما توجد آثار لحصن قديم خاص لأهل القرية في المنطقة القريبة من الجامع.

الجدير بالذكر أن القرية شهدت نهضة تنموية في مختلف المجالات حيث ترتبط بطريق معبد من مركز الولاية، كما تنتشر البيوت الحديثة في القرية التي ترتبط بشبكة من الطرق الداخلية مع وجود ممشى على مدخل الولاية، وتوجد بها مدرستان إحداهما على مدخل القرية وهي للذكور وأخرى خاصة للإناث.

ومن العادات المعروفة والجميلة التي ما زالت تمارس بين أهالي القرية حتى يومنا هذا عادة التواصل الاجتماعي في مختلف المناسبات الاجتماعية كالأعراس والأعياد وهي من المظاهر الاجتماعية الأصيلة التي يحرص جميع أهالي القرية على المشاركة فيها فضلًا عن المناسبات التي يُدعى إليها ضيوف البلدة حيث يقوم الجميع بدعوته لتناول القهوة العمانية خاصة من قبل الجيران القريبين من الشخص الذي تمت زيارته. وتزخر قرية «فلج السديريين» بعدد من المجالس العامة التي تقام فيها مختلف المناسبات الاجتماعية وتمثل نقطة التقاء وتجمع لجميع أهالي القرية.