humdah
humdah
أعمدة

صح و خطأ

07 أبريل 2019
07 أبريل 2019

حمدة بنت سعيد الشامسية -

[email protected] -

واحد من الأخطاء التي وقعت فيها شخصيا عندما بدأت رحلة تطوير الذات، واكتشاف تقنيات التنمية البشرية هو أنني أردت من كل من حولي تجربتها، وتولد لدي يقين بأنني قادرة على تغير من حولي كما تغيرت، وكنت أستغرب كيف أن الناس لم تكن قادرة على رؤية هذه المعجزة الماثلة في تطبيق القوانين الكونية هذه لتحقيق النتائج التي وصلت لها، ردة فعل من حولي كانت مختلفة ومتباينة إلى حد كبير بين التجاهل والمقاومة والامتثال لنصائحي التي لا تنتهي، كنت ما أن آخذ مجلسي في أي تجمع حتى أبدأ في تقمص دور توني روبنز، وأدعو لإيقاظ العملاق النائم في أعماق جُلاّسي، كانت نظرة الانبهار التي كنت أراها في عيون البعض تجعلني لا ألاحظ نظرات الملل والاستنكار والرفض عند البعض الآخر.

لكن مع الأيام ومع التقدم في رحلة الوعي أدركت بأنه وإن كانت النصيحة ونشر العلم واجبة، إلا أنه يتوجب أن لا أترك الحماس يأخذني بهذا القدر الذي يجعلني أفرض التغيير على من حولي، رغم حسن النوايا التي كانت توجه تصرفاتي، إلا أن حسن النوايا لا يكفي دائما، ورغم أنني كنت على الدوام أردد بأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم إلا أنني لم أكن أطبق هذا القانون كما ينبغي، فقد كنت أحاول فرض التغيير على من حولي خاصة أفراد أسرتي والمقربين مني، ممن لم أرتض سلوكياتهم و طريقة حياتهم، أردت الجميع أن يرى الحياة كما كنت أراها، أردت الجميع أن يحقق النجاحات التي كنت أحققها في كل مجالات حياتي.

غفلت بأن الله سبحانه وتعالى قد نبه نبي الإنسانية بأن لا يكره الناس حتى على الإيمان، وأن لا إكراه في الدين، (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ (21) لسْتَ عَلَيْهِم بِمُسيْطِرٍ) ، لأن لكل منا رحلته الخاصة، والدروس التي يحتاج أن يتعلمها والتي قد تختلف كثيرا عن رحلتي، وفقا للمرحلة التي يقف عندها كل منا في مستوى الوعي.

بدأت أتجاهل كثير من السلوكيات التي كنت أصنفها على أنها خاطئة، وأبذل قصارى جهدي في الاكتفاء بمراقبتها بحيادية شديدة، وتذكير نفسي على الدوام بأن الصورة قد تكون مختلفة من الزاوية التي ينظر منها الطرف الآخر، وليس كل ما يصلح لي يصلح للآخرين، فشخصياتهم تختلف باختلاف البيئة والتربية والتجارب التي مروا بها، وباختلافها تختلف الدروس التي يتوجب أن يتعلموها، فاكتفيت بممارسة حياتي كما أراها وقررت ترك مساحة لمن حولي لممارسة حياتهم كما يرون حتى وإن كان ما أرى من تصرفات خاطئا وقد يقودهم إلى نتائج غير مرضية في بعض الأحيان، علي أن أحترم قراراتهم.