1183572
1183572
صحافة

همدلي: السيول الطبيعية والسيول الاجتماعية

07 أبريل 2019
07 أبريل 2019

تحت هذا العنوان نشرت صحيفة «همدلي» مقالاً فقالت:

تعرضت الكثير من مدن وقرى إيران خلال الأسبوعين الأخيرين إلى سيول وفيضانات غير مسبوقة أدت إلى إلحاق خسائر بشرية وأضرار مادية كبيرة، ما تسبب للكثير من الأسر الإيرانية بآلام وأحزان وفواجع مرعبة في وقت كانت هذه الأسر تحتفل أو تعد نفسها للاحتفال بعيد النوروز بمناسبة العام الهجري الشمسي الجديد.

وقالت الصحيفة إن التعامل مع الفيضانات ينبغي أن يكون على أساس الاستفادة من الكميات الهائلة من المياه التي تصاحبها لأغراض مفيدة كإنتاج المزيد من الطاقة الكهربائية وتوفير ما تحتاجه الأراضي الزراعية من هذه المياه وغيرها من الاستخدامات التي تصب في مصلحة البلد بشكل عام. وأكدت الصحيفة أن السيول والفيضانات ما كانت لتحدث لولا وجود نقص كبير في البنى التحتية والاستعدادات الأخرى المطلوبة لوقف تدفق المياه نحو المدن والقرى خصوصاً في المناطق التي كان من المتوقع أن تهطل فيها الأمطار بشكل غزير. ولفتت الصحيفة إلى أن الكثير من المناطق التي تعرضت لانجرافات أرضية مدمرة جرّاء السيول والفيضانات شهدت في أوقات سابقة قلع وتدمير الغابات والأشجار الضخمة التي كانت تمثل ركائز طبيعية لمنع انجراف التربة من جانب، وصدّ الموجات العاتية من العواصف والرياح القوية التي تتزامن في أحايين كثيرة مع وقوع السيول والفيضانات من جانب آخر. وشدّدت الصحيفة على أهمية التعامل مع الطبيعة وفقاً لضوابط ومقررات تمنع أو تحدّ من حصول الكوارث وذلك وفقاً لبرامج إستراتيجية تأخذ بنظر الاعتبار ضرورة الاعتماد على التخصصات والخبرات العلمية في هذا المضمار والإسراع بتهيئة وسائل ومعدات متطورة قادرة على مواجهة هذا النوع من التحديات. كما ألمحت الصحيفة إلى أن بعض المستثمرين في مجالات البناء وتخطيط المدن وإنشاء القرى لم يراعوا المصالح العامّة وانشغلوا بتحقيق أهدافهم الاقتصادية نتيجة وجود أخطاء في القوانين التي سمحت لهم بممارسة هذه النشاطات دون دراية وبعيداً عن الجهات الرسمية ذات العلاقة في هذا المجال. واعتبرت الصحيفة الفيضانات الأخيرة بأنها بمثابة جرس إنذار للمسؤولين ولعامّة الشعب لزيادة الحيطة والحذر والتعامل بحكمة مع الطبيعة والكوارث التي تنجم عن العوامل الخارجة عن إرادة الإنسان في هذا الميدان، وعدم إلقاء اللوم على جهة معينة دون غيرها ورفع مستوى التنسيق والتعاون بين كافّة الأطراف الحكومية ومختلف الشرائح الاجتماعية لمواجهة تداعيات هذه الكوارث.