أفكار وآراء

أهمية استغلال الحدائق والمتنزهات والمحميات

06 أبريل 2019
06 أبريل 2019

سالم بن سيف العبدلي -

المتنزهات والحدائق العامة تعتبر متنفسا للجميع وفي المدن العصرية تعد هذه الحدائق معلما من معالمها الرئيسة ففي المدن الكبيرة هناك حدائق يصل أعمارها إلى مئات السنين كحدائق بابل المعلقة في العراق وحديقة الهايد بارك في لندن وحدائق شيراز في إيران وحديقة الجيزة والقناطر الخيرية في مصر وفي ماليزيا هناك حدائق عامة جميلة جدا أنشأت منذ عشرات السنين، وهذه الحدائق تعتبر ذات جذب سياحي ويتم المحافظة عليها واستغلالها لإقامة الفعاليات والبرامج الترفيهية الموسمية والبعض منها تقام بها أنشطة مستمرة على مدار العام.

وعندنا في السلطنة على الرغم من ندرة المتنزهات والحدائق العامة وأماكن الترفيه إلا أنها للأسف الشديد غير مستغلة الاستغلال الأمثل بل إن البعض منها تراجعت من حيث أدائها والخدمات التي كانت تقدمها كحديقة النسيم في منطقة الرميس والتي أنشأت في الثمانينات من القرن الماضي وأتذكر قبل سنوات كتبت مقالا حول تلك الحديقة بالذات وكان تحت عنوان «حديقة النسيم تستغيث» وقد لاقى الموضوع ردود أفعال كثيرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتي كانت متاحة في ذلك الوقت «كسبلة عمان» فقد كانت تلكم الحديقة متنفسا لجميع العوائل والأسر والأطفال فكانت تحتضن في جنباتها العديد من الفعاليات وألعاب التسلية للأطفال وقطارا يدور حول الحديقة أما اليوم فاختفت أغلب تلك المعالم وأصبحت تقتصر على عدد من الأشجار التي قاومت كل الظروف.

وإذا ما استثنينا مهرجان مسقط والذي يقام سنويا في تلك الحديقة وحديقة العامرات أو متنزه العامرات كما يطلق عليه الآن فإن الحديقة غير مستغلة الاستغلال الأمثل، أما متنزه حدائق الصحوة فرغم تخطيطه الجميل والمنظم إلا انه ينقصه العديد من الاحتياجات كالألعاب الكهربائية وأماكن الشوي وحتى المصلى للرجال والنساء لا يتوفر فيه وهذا ما يثير الاستغراب.

جميع النوافير والشلالات التي صممت بطريقة جميلة وأضافت الى متنزه حدائق الصحوة رونقا وجمالا أصبحت الآن معطلة ولا تعمل وتعرضت للتخريب والعبث والإهمال بسبب عدم الصيانة وعندما شاهدنا القبة الموجودة في منتصف المتنزه عند الافتتاح كنا نظن أنها لمسجد إلا أننا تفاجأنا بأن ذلك المبنى ظل حتى الآن مغلقا دون معرفة الأسباب ولأي غرض أقيم.

حديقة القرم الطبيعية والتي تعتبر من أوائل الحدائق التي تم تأهيلها وافتتاحها للجمهور والتي تمتاز بموقعها الاستراتيجي في قلب العاصمة مسقط وأيضا توفر عدد من الأشجار الجميلة كأشجار الظل والنخيل والتي تأخذ أشكالا مميزة إضافة الى البحيرة التي تتوسط الحديقة والشلال الجميل الذي تنساب المياه منه وظل محافظا على جريانه ويُرى من الشارع الرئيسي إلا ان هذه الحديقة أيضا لم يتم استغلالها الاستغلال الجيد من ناحية اقتصادية ولم يتم صيانتها وتأهيلها.

الوضع في متنزهات الوادي الكبير والعامرات وكلبوه ليس بأفضل عن غيرها من المتنزهات الأخرى هذا هو الحال في حدائق ومتنزهات العاصمة مسقط والحال في المحافظات الأخرى ليس بأفضل من ذلك فأغلب الحدائق هناك عبارة عن مسطح اخضر مع عدد من أشجار الظل ولا توجد أنشطة ولا فعاليات مستمرة إلا ما ندر.

من الأماكن التي يرتادها السياح من داخل وخارج السلطنة الجبل الأخضر وجبل شمس حيث يلاحظ أثناء الإجازات طوابير من السيارات تتجه نحو تلك الأماكن والبعض منها قادمة خصيصا من خارج السلطنة للتخييم وزيارة هذه المواقع إلا أنها أيضا غير مؤهلة للسائح المحلي والوافد فما زالت تحتاج الى إضافة أماكن مناسبة للتخييم وللجلوس وإضافة مرافق وخدمات عامة كأماكن للصلاة وغيرها من المرافق الضرورية للسائح.

من هنا ينبغي استغلال هذه الحدائق والمتنزهات الاستغلال الأمثل وعلى القطاع الخاص أن يبادر الى ذلك على أن يقوم بتوفير الاحتياجات الأساسية والضرورية كمواقع الترفيه للكبار والصغار والخدمات الأساسية، وعندها يمكن فرض رسوم دخول على تلك المواقع، والسائح إذا ما وجد الخدمات والتسهيلات المناسبة مستعد أن يدفع دون تذمر وكما هو ملاحظ في محافظة مسقط فإن اغلب رواد المتنزهات هم من الأجانب المقيمين خاصة أثناء إجازة نهاية الأسبوع تجدهم منتشرين هم وعوائلهم في الحدائق فلماذا لا يتم فرض رسوم دخول ولو بسيطة عليهم.

أما بالنسبة للجبل الأخضر وجبل شمس وبعض الجبال والكهوف في محافظة ظفار وبعض المحافظات في شمال السلطنة والتي يمكن اعتبارها محميات طبيعية فكان ينبغي فرض رسوم على السيارات الداخلة الى هذه الأماكن مثلا خمسة ريالات بالنسبة للوافد وريال بالنسبة للمواطن وهذا معمول به في العديد من دول العالم عند الدخول الحدائق والمتنزهات والمحميات والأماكن ذات الخصوصية.