1181128
1181128
العرب والعالم

الحكومة البريطانية تضاعف الجهود لاستمالة حزب العمال «لصفها»

04 أبريل 2019
04 أبريل 2019

بعد تصويت البرلمان على مشروع قرار لتفادي الخروج «دون اتفاق» -

لندن - (أ ف ب): ضاعفت الحكومة البريطانية من مساعيها امس لاستمالة حزب العمال المعارض لصفها في محاولة أخيرة لتفادي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق الأسبوع المقبل.

وتأتي المباحثات الجديدة غداة تصويت البرلمان على مشروع قرار لتفادي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق في 12 أبريل.

ومع نفاد الخيارات، غيّرت رئيسة الوزراء تيريزا ماي استراتيجيتها ودعت زعيم حزب العمال جيريمي كوربن لعقد مباحثات أمس الأول للتوصل لتسوية لتفادي بريكست دون اتفاق من الاتحاد الأوروبي في غضون أربعة أيام.

وتبذل ماي جهوداً كثيفة بحثا عن أصوات تمكنها من تمرير اتفاقها الذي توصلت إليه مع الاتحاد الأوروبي من خلال البرلمان في محاولة رابعة.

وقال المتحدث باسم الحكومة إنّه سيكون هناك «نقاشات مكثفة على مدار اليوم»، مشيرا إلى «خطورة» الموقف.

وتحل مهلة لبريكست في 12 أبريل ولا يزال الموقف المعارض لخطة ماي كبيرا بشكل واضح.

ورفض البرلمان البريطاني ثلاث مرات الاتفاق الذي توصلت إليه ماي مع دول الاتحاد الأوروبي الـ27 الأخرى، وبدأت بروكسل تبدي نفاد صبرها.

وكان من المقرر أن تخرج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي في التاسع والعشرين من مارس. إلا أن ماي حصلت خلال قمة أوروبية عقدت في 21 و22 مارس على إرجاء حتى الثاني عشر من أبريل في حال لم يتم إقرار اتفاق الطلاق، وحتى الثاني والعشرين من مايو في حال تمت الموافقة على الاتفاق في مجلس العموم.

وعلى الطاولة خيار يرغمها على القبول بتمديد أكبر يمنح بريطانيا مزيدا من الوقت لإعادة التفكير في بريكست وحتى تغيير قرارها بمغادرة التكتل.

والثاني هو السماح لبريطانيا بمغادرة الاتحاد من دون اتفاق في 12 أبريل على أمل أن تكون الفوضى الاقتصادية المتوقعة قصيرة الأجل.

وأنهت ماي على نحو درامي سعيها لإقناع نواب حزبها وحليفها الأيرلندي الشمالي بالتحول فجأة صوب حزب العمال المعارض.

والتقت ماي كوربن امس الأول لمدة 100 دقيقة في لقاء وصفه الطرفان بانه «ودي» لكن لم يتضمن مناقشة كل شيء.

ورحب كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي في ملف بريكست ميشال بارنييه بالتعاون الحزبي لتجاوز الأزمة. وكتب على تويتر «حان وقت اتخاذ القرار».

لكن قرار ماي الاستماع لطلبات كوربن بخصوص تحالف أوثق مع الاتحاد الأوروبي بعد بريكست بما في ذلك الاستمرار في الاتحاد الجمركي أغضب اليمين البريطاني وأسفر عن استقالة وزيرين من الصف الثاني.

ودافع وزير كبير في الحكومة عن موقف ماي، مشيرا إلى أنه ليس لديها خيارات أخرى.

وأفاد الوزير الذي فضل عدم كشف هويته موقع بوليتكيو الإخباري «الأمر بسيط للغاية... ليس هناك مكان آخر تذهب إليه. لقد فعلت ما عليها فعله وكانت مستعدة لتحمل الانتقادات».

وأكد أعضاء آخرون مؤيدون للاتحاد الأوروبي في حكومتها أن الوقت حان للتوصل للتخلي عن بعض المواقف السياسية لمصلحة التوصل لحل آمن لأكبر أزمة سياسية في بريطانيا منذ عقود.

وقال وزير المالية إنّ «كلا الحزبين عليه أن يقدم تنازلا. الطرفان سيتألمان»، في تصريح لمحطة «آي تي في».

ولدى ماي وكوربن رؤى متباينة بخصوص مكانة بريطانيا في أوروبا وقد أظهر كلاهما القليل من الرغبة في التنازل عن قناعاته في الماضي، وقال كوربن مساء امس الأول إنه لم يجد «تغييرا كما توقع» لدى ماي.

وذكرت صحيفة «ذا تايمز» نقلا عن مصادر حكومية لم تسمها أن مكتب ماي يرجح فشل المباحثات.

وعارضت ماي طويلا فكرة البقاء في الاتحاد الجمركي الأوروبي إذ أنها تمنع بريطانيا من توقيع اتفاقات تجارية مستقلة مع دول مثل الصين والولايات المتحدة.

ويواجه كوربن ضغوطا من التيار المؤيد لأوروبا في حزب العمال للدفع من أجل إجراء استفتاء ثان بين اتفاق ماي وخيار البقاء في الاتحاد الأوروبي.

وامتنع كوربن حتى الآن عن دعم فكرة إجراء استفتاء ثان وذلك جزئياً بسبب موقفه المشكك في الاتحاد الأوروبي.

ونقلت صحيفة ميرور المؤيدة لحزب العمال أنّ ماي وكوربن سيتركان فريقيهما يتفاوضان قبل اتخاذ قرار إجراء لقاء جديد بينهما.