oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

العبر والاستلهامات الرائعة

02 أبريل 2019
02 أبريل 2019

تشكل المناسبات الدينية وقفة تأمل ومراجعة مع الذات بما تحمله من معان ودلالات تتطلب حفزها والانطلاق منها استلهاما نحو فهم الواقع وتعديله ومعالجة الكثير من القضايا باتجاه آفاق المستقبل الأفضل، وليس إلا مناسبة الإسراء والمعراج التي نحتفل بها هذه الأيام إلا واحدة من هذه المناسبات الدينية عميقة المعاني بحيث يمكن أن نخرج من خلال سردها المتواصل والمستعاد مع وقفات القراءة والتأمل بالعديد من العبر والاستلهامات الرائعة.

وقد احتفلت السلطنة ممثلة في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية أمس بهذه الحادثة الخالدة، وجاءت الاحتفالية لتوضح المعاني المتعلقة بالإسراء والمعراج من حيث الإشارة إلى أهمية الاستفادة من مثل هذه الحوادث وربطها بحاضر الأمة من حيث أهمية الإدراك بحجم التسارع في عالم اليوم وأن حركة العلم والتاريخ ليست إلا غيضا من فيض قصاد المعجزات الإلهية والنور الكوني الذي ترسله مثل هذه الحادثة العظيمة في التاريخ الإنساني.

ولابد من الإدراك أن تطور البشرية ودخولها عصر المعرفة والعلوم والانفتاح في كافة المسارات يعني ما يعني من المعاني المستمدة من وراء اليقين بقوة العلم وقدرته على تغيير حياة الإنسان، لكن يجب أن نعرف أيضا ونمتلئ باليقين الكبير بضرورة الارتباط والربط بين المعاني الروحية للحياة الإنسانية والأبعاد المادية، ما بين حضارة الإيمان والعلم، حيث تتلاقى التصورات والمعارف وتكون قصة هذا الكون الكبير ومعجزات الله فيه، ويكون للإنسان أن يتدرب على القراءة والتعلم المستمر من كافة ما يحيط به من معطيات بحيث يكون هو ذلك الباحث المجد بلا كلل ولا ملل عن الجديد والمثمر والإنساني والمفيد في حياته.

إن طريق الرسالة والإيمان بالهدف لأي إنسان إذا كان قد تسلح بالمعرفة والقوة النفسية والاستعداد على مجابهة التحديات، لاشك أن هذا المسار سوف يصل إلى غايته وبعون الخالق الذي يقف بجانب عباده الذين يتسلحون بالإيمان والعمل، ومن هذا الإطار الجلي فإن كل إنسان مطالب بأن يجعل لحياته معنى من خلال إرادة العمل والهدف والغاية ومن ثم فإن الله سوف يعينه في الدرب، حتى لو مرّ ببعض الظروف أو التحديات فسوف تشرق له شمس الانتصار والحقيقة التي تروي الظمأ وتضيء الدرب إلى الآفاق المنشودة.

فالحياة الإنسانية هي محطات من العمل والاجتهاد، حيث يتقلب الإنسان بين الضعف والهوان والقوة، وبين الانتصار والهزيمة، لكنه يظل قويا بإراداته وشجاعا بمثابرته؛ في قدرته على التحدي والتمسك باليقين الذي يملأ القلب ويسير به إلى الانتصار وإشباع العزائم الحية، فالمحن والقسوة والمكابدات تعيد بناء النفوس وتقودها إلى العمل والهدف والغايات النبيلة ولا تخضم إلا من رصيد الضعفاء، طالما كان هناك سلاح اليقين والإيمان والاستناد إلى قوة الجبار العلي.

في هذه المناسبة الجليلة نرفع أسمى تهنئة وأعطرها للمقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - داعين الله تعالى أن ينعم عليه بالصحة الدائمة وأن يلبسه أثواب العافية، وأن ينعم على الجميع في عمان العزيزة وأن تدوم نعمة الأمن والسلم والأمان.