محترمون

آن بنت سعيد الكندية -

Twitter: @AnnAlkindi -

محترمون أولئك الكادحون الذين لا يرضون إلا أن يأكلوا بعرق جبينهم. محترمون أولئك «المنتجون» في أعمالهم الذين لا يرضون بتضييع وقتهم وأوقات غيرهم. مدركون هم أن الأمم التي لا تقدر قيمة الوقت لن يقدرها الزمن. كم هي القصص التي تصادفني لنساء ورجال شقوا بشغفهم طريقهم محققين أحلامهم، مُلهمين بإنجازاتهم. كلمتان اعتبرهما أساس النجاح الثقة بالنفس والجنون. فما أن تسمع كلمة مجنون ألا وهي مفتاح نجاحك لأنها تعني الشيء الجديد الذي لا يجرأون على تحقيقه.

الكدح هو عنوان حياتهم وهو سبب سعادتهم فليس لديهم وقت للاكتئاب والكآبة. مشغولون بجعل أحلامهم واقعا، لا وقت لديهم للغيرة والحسد والغيبة والنميمة. هم إيجابيون فلا يرون إلا الطاقات الكامنة في غيرهم فكل يرى الناس من منظوره. ستقرأ كتبا كثيرة وفيديوهات عديدة لتحفيز الذات والإلهام لا شيء يُلهمك يا عزيزي إلا الميدان اصنع نفسك بنفسك. ثقتك بنفسك لا تتعزز إلا بعد ان تشمر عن ساعديك تأكل من كدك، تلك هي السعادة والبركة. لا تنقلب حياتك رأسا على عقب بالأحلام والتمني بل باتخاذك أولى الخطوات نحو التغيير.

تخيل معي إحساسك عندما تمشي حلمك واقعا وقد تحققت أحلامك فتحت مكتبك أو مقهاك أو صالونك أو مطعمك أو معهدك أو مدرستك أو حتى جامعتك لما لا فليكن حلمك كبيرا. ليس لهذا الشعور وصف حين تسعى سعيا نحو تحقيق أحلامك لتراها تتجسد واقعا يوما بعد يوما. تنام وابتسامة الرضا عن النفس تعلو وجهك تصحوا بلا منبه فالشغف منبهك. لم يكن النجاح يوما لمن وضع الربح وحده مقصده، فما المال إلا نتيجة، نتيجة الاستثمار في الشغف. استثمر في شغفك ليكن لك ديمومة النجاح في كل محطاتك.

المحترمون لا يسرقون أعمالك لا يرتزقون على إنجاز غيرهم. هم لا يحسون بالراحة إلا عندما يرون نتائج جهدهم غير مبالين بالمراقبين من بعيد غير مبالين بالمشككين غير مبالين بالمحبطين غير مبالين بالمنهزمين، يتركون لهم التساؤل ويمضون هم في تحقيق النتائج. المحترمون لا يحللون لأنفسهم الاستثناءات يتبعون الأنظمة والقوانين يقفون في الطابور لا يعتبرون الهبات الامتيازية حقا.

لا تمتلك إلا أن تقف احتراما للمحترمين فالاعتماد على النفس فضيلة تقوم عليها المجتمعات أما تلك التي تنتظر المعونات والعطايا يتركها التاريخ خلفه. المحترمون يتنفسون الفجر عملا، نهارهم وليلهم تخطيط وتنفيذ ليوم كادح. المحترمون عهودهم موثوقة وكلمتهم ميثاق. حين يكون المحترمون هم مقياس المكانة في المجتمع لا المال والجاه والمنصب والسيارة والماركة تتسيد العلم والأخلاق. هل صادفت هؤلاء المحترمين في حياتك؟، وهل أنت منهم؟.