oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

حـزمة ذكـية باتجاه عصـر جـديد

20 مارس 2019
20 مارس 2019

المدن الذكية، الثورة الصناعية الرابعة، والطابعات ثلاثية الأبعاد والعمارة الخضراء وغيرها من اللافتات التي حملها معرض الاتصالات وتقنية المعلومات «كومكس 2019» والمؤتمر المصاحب له الذي اختتم أمس الأول بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، تضعنا كل هذه المفاهيم والتصورات والأفكار، أمام مشهدٍ كثيفٍ من التطورات التقنية والذكية في عالم اليوم، الذي لا يمكن لأي قطاع فيه أن يتقدم للأمام دون الأخذ بهذه الجوانب الحيوية باعتبارها أدوات ترقية الحياة الإنسانية وعمارة الكوكب، مع الوضع في الاعتبار للجوانب الأخلاقية والتنظيمات والقوانين المتعلقة بها.

كانت مشاركة الجهات الحكومية والخاصة جلية في المعرض والمؤتمر، لكن ما هو أبعد من مجرد المشاركة، الآفاق التي حملتها حزمة من المشروعات والبرامج التي تضطلع بها المؤسسات لأجل بناء غدٍ أفضل في مجال التقنيات الحيوية وتفعيل الجوانب الإلكترونية وربط مجمل حراك التنمية الشاملة بموضوعات التقانة والذكاء الاصطناعي الذي سيشكل عصب المستقبل القريب.

بالتالي فالحديث عن الثورة الصناعية الرابعة وما يتعلق بها من استعدادات وأسس يجب وضعها، وترتيبات في كافة الأصعدة، يعتبر كل ذلك من الأبجديات التي تسعى إليها الاستراتيجيات من حيث تعزيز المفاهيم والتطبيق، وهو ما سيقود إلى جيل جديد من الصناعات والنظم التجارية والاقتصاد الأكثر حداثة الذي يصب في خانة التنويع ويخدم تشكيل أوعية جديدة لآفاق تنموية أرحب تندمج في صميم لغة العصر الحديث.

إن ربط المناهج التعليمية والتأهيل والتدريب بشكل عام في كافة الحقول، بهذا الأفق المستقبلي بل الذي دخل عمليًا حيز الراهن، يعتبر من النقاط التي يجب الاهتمام به وتعضيدها بشكل مستمر ومضاعفة الجهود في هذا الباب المركزي في النظرة الاستشرافية للمشروعات المتنوعة في الدولة، كذلك العمل على تغيير أنماط الوعي الاجتماعي لتكون فاعلة وقادرة على المساهمة فعليًا في هذا الشكل المستجد من الحياة، الذي سوف يصبح واقعًا لا بد من التعاطي معه والتماهي فيه بقوة من حيث الأثر والتأثير والقدرة على استخلاص النتائج العملية على أرض الواقع الميداني.

كذلك لا بد من النظر إلى الدور التكاملي الذي يجب أن تقوم به الشركات والمؤسسات في دعم مجمل العملية، من خلال مشروعات الدعم الاجتماعي الفاعلة التي تصب في تنمية الأجيال الجديدة لتخوض غمار التجربة الحديثة في التفكير الجديد والإبداع، وذلك بتوليد بيئات لها القدرة على شحذ الخيال باتجاه فاعلية الابتكار وحفز الأذهان لتقفز من حيز مجرد التقليد إلى المغامرة بالاختراع والاستكشاف وبناء الأنظمة الجديدة للوعي في هذه المساحات الشاسعة ومفتوحة السماوات من حيث الرحابة والقدرة على احتواء كل فرد جاد يرغب في أن يطور قدراته ويكون له قصب السبق في المساهمة في المستقبل الأفضل.