oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

إسهام في صناعة الثقافة المعاصرة

19 مارس 2019
19 مارس 2019

اختتمت السلطنة مشاركتها المهمة والناجحة كضيف خاص في فعاليات معرض باريس الدولي للكتاب في دورته الـ39 والذي أقيم في العاصمة الفرنسية ـ باريس خلال الفترة من 14 إلى 18 مارس الجاري، تلك المشاركة التي ألقت الضوء على الثقافة العمانية والعربية بشكل عام ووضعتها في دائرة الاهتمام الأوروبي والعالمي، لاسيما أن معرض باريس الدولي للكتاب يعتبر من الأحداث الثقافية والمعرفية الكبرى على مستوى العالم.

والحديث عن الفوائد المتحققة لا يمكن حصره في كلمة أو كلمتين إذ إن بعض هذه المتحصلات لا يمكن أن نراها في الوقت الراهن، في حين ستبدو بعض الفوائد جلية أمامنا من خلال التفاعل الكبير والإيجابي للأوساط الثقافية والمجتمع السياسي والمعرفي في باريس، تلك المدينة التي عرفت كعاصمة للثقافة والفنون منذ قرون. ولا شك أن هذا التواجد والحضور العماني يعكس بجلاء أمرين مهمين:

أولا: عمق الثقافة العُمانية وثراؤها المؤكد عبر الأزمنة والحقب التاريخية، وأن هذا الشيء يتعزز الآن ويضاف إليه في جهود الأجيال الجديدة.

ثانيا: يشير هذا الحضور إلى ما تم إنجازه في عهد النهضة المباركة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه- وما يوليه جلالته من اهتمام وتوجيه سديد لرفعة الإنسان العماني عبر مظلة الثقافة والعلم والمعرفة، وهو المشوار الذي قطع أشواطا ملموسة وعميقة من خلال ما تحقق من نقلة نوعية في كافة مستويات الحياة والوعي الثقافي والحضاري في العقود الماضية منذ عام 1970م وإلى اليوم.

إن تلمّس ورسم خرائط واضحة وموضوعية للإبداع العُماني عبر كافة صوره وأطيافه وأشكاله وانعكاساته على الحياة الإنسانية على المستوى المحلي والعالم سواء في المدى التاريخ أو الراهن يتطلب مراجعات ودراسات في هذا الإطار، تكشف المزيد من عناصر هذا الثراء وتستخرج كنوزه التي لا حصر لها، ومن شأن ذلك أن يصقل تجربة الثقافة العُمانية ويربط بها الأجيال الصاعدة بشكل خاص.

إن الحديث عن مشاركة السلطنة في معرض باريس الدولي للكتاب تتجاوز مجرد المعنى والدلالة المباشرة لترسم صورة أكثر وضوحًا عن ما تعنيه المضامين الحضارية والنقلات النوعية التي تعيشها السلطنة في ظل الراهن من تطور مرئي، كان هو الشاهد والحامل لمتون الثقافة ورونقها وتأصيلها ومراجعتها حداثيا بحيث تشارك في المعنى الإنساني وجوهر الحضارة العالمية اليوم.

ويأخذ الحديث عن الثقافة والعلم والمعرفة نفسه بجوار التأكيد المستمر على عمليات التنوير والاستنارة والمضي في هذا الجوانب، بما يعزز الإبداع والابتكار وغيرها من المعاني الإبداعية التي تقود إلى التحاور والتعايش مع عالم اليوم، بل يذهب الطموح إلى أكثر من مجرد ذلك؛ إلى أن تصبح عُمان رافدًا مركزيًا وجوهريًا في صلب صناعة الثقافة المعاصرة، وما تعكسه تجربة باريس يمثل ملمحًا لإمكانيات هائلة وثراء زاخر يمكن الاستناد إليه لعكس تجربة إنسانية وحضارية مشرقة وفاعلة على مدى العصور.