1164161
1164161
المنوعات

رحلة للتعرف على كنوز التراث الفكري العماني في معرض نفائس المخطوطات

18 مارس 2019
18 مارس 2019

عبر محطاته الأربع ولمدة عام كامل -

مخطوطات في الطب والفلك والفقه .. ومصاحف وخطب تعود لمئات السنين -

تغطية- شذى البلوشية -

افتتح صباح أمس معرض نفائس المخطوطات العمانية الذي تقيمه وزارة التراث والثقافة، تحت رعاية صاحب السمو السيد فاتك بن فهر آل سعيد الأمين العام للوزارة، بحضور مجموعة من المهتمين والباحثين في المجال.

المعرض الذي يستمر لعام كامل يحتضنه متحف السيد فيصل بن علي بالوزارة، ويفتح أبوابه للزوار من مختلف الأعمار للتعرف عن كثب لأبرز وأميز المخطوطات العمانية، والدخول بين أروقة المعرض لاكتشاف الكنوز الثمينة، وتـأتي إقامته في متحف صاحب السمو السيد فيصل بن علي آل سعيد تخليدا وتكريما لجهود سموه المبذولة في خدمة التراث والتاريخ العماني، وحفظ التراث الفكري حين كان وزيرا للتراث والثقافة.

مئات السنين، حيث يبرز المعرض أقدم مخطوطة معروفة في عمان، تحتوي على مجموعة سير وجوابات متناثرة تم نسخها سنة 531هـ، كما يحوي المعرض بين جنباته مصحفا مخطوطا نسخه خميس بن سليمان بن سعيد الحارثي بتاريخ 16 من ذي الحجة 1186هـ، ويتسم بزخرفة صفحته الاستهلالية وفي آخره زخرفة هندسية على هيئة دوائر وأطر مستطيلة ملونة بالأحمر والأسود وتميز المصحف بكتابة مطالع السور وعدد آياتها ومكان نزولها مكية أو مدنية بخط نسخي داخل إطار باللون الأحمر.

كما يتضمن المعرض أحد كنوز التراث الفكري العماني، وهذا الكنز عبارة عن مخطوطة مطولة بقياس 6 أمتار، كتب عليها خطبة العيدين «الفطر والأضحى» على شريط من الورق «مطوية» تتميز بخط نسخي جميل يرجع إلى القرن «11هـ»، وقسمت على أربعة أنهار، نهرين بالمداد الأسود، وهما خطبة العيدين، ونهرين بالمداد الأحمر وهما الزخرفة المحيطة.

وتتنوع الكنوز الفكرية التي يحويها المعرض في مجالاته المختلفة، حيث تضمن أيضا بين أروقته مخطوطات في علم الفلك، أبرزها «مجموع في الفلك» يحوي رسومات فلكية بديعة ورسما لطلوع القمر ومغيبه، وآخر لمعرفة جهات القبلة وغيرها من الرسومات المتقنة المتعددة الألوان والأشكال الهندسية، كما يوجد ضمن الكنوز في المعرض مخطوطة في الفقه «الحل والإصابة» من تأليف محمد بن وصاف النزوي «ق 6هـ» شرح فيه مخطوط الدعائم للعلامة أحمد بن سليمان ابن النضر، وتتميز بجمال خطها الذي يمزج بين المشرقي والمغربي، تم نسخه بتاريخ 6 محرم 600هـ، على يد محمد بن عمر بن الحسن المنحي.

ومن ضمن المعروضات كذلك أدوات الكتابة قديما، والمستخدمة في كتابة المخطوطات، وأبرز الأدوات المقلمة وهي المكان الذي توضع وتحفظ فيه الأقلام المستخدمة للخط وتكون على شكل دائري أو مربع وفي بعض الأحيان تكون مزخرفة أو عادية، ومن مهامها الأساسية الحفاظ على الأقلام وجمعها في مكان واحد، بالإضافة إلى أهم أدوات الكتابة وهو القلم الذي عرف في القدم باختلاف المادة المصنوع منها، فكانت أقلام السعف والعاج والقصب والريشة المعدنية.

وتعرض كذلك الأدوات التي يتم الكتابة عليها، أو ما يسمى بأوعية الكتابة كالورق والأخشاب والحجارة، وأكتاف وعظام الحيوانات، كما عرضت المواد المستخدمة كمداد كالدخان والعفص والرماد والحناء واللبن والرز وغيرها، ومن ضمن الأدوات اللازمة للكتابة المحبرة وهي عبارة عن قارورة من الخزف أو الخشب وبعضها من الفخار أو الزجاج وازدادت تألقا في العصور المتقدمة فأصبحت صناعتها من الفضة والذهب، وهي الأداة التي توضع فيها الأحبار.

ويحوي المعرض مجموعة أركان مختلفة، حيث يضم إلى جانب ركن المخطوطات النادرة، ركنا خاصا لتصوير المخطوطات يضم الأجهزة المستخدمة في تصوير المخطوطات وحفظه بالنسخ رقميا، وركنا آخر يختص بالترميم، ويحتوي هذا الركن على الأدوات المستخدمة في ترميم المخطوطات وشرح مبسط لعملية الترميم والتجليد.

بالإضافة إلى الركن الأساسي للمعرض الذي يضم أقدم المطبوعات الموجودة في الوزارة لما قبل 100 عام، وأماكن طباعتها خارج السلطنة مثل «لندن، دمشق، زنجبار، اليابان»، بالإضافة إلى مطبوعات الوزارة منذ تأسيسها، وركن متخصص بأبرز وأندر المخطوطات المحفوظة بدار المخطوطات، كما يوجد ركن لأدوات الكتابة القديمة التي كانت تستخدم لكتابة المخطوطات.

وضم حفل الافتتاح كلمة ألقاها حمود بن عبدالله الراشدي مدير دائرة المخطوطات، وكلمة الراعي الحصري للمعرض، بالإضافة إلى عرض مرئي لفيلم المخطوطات الوثائقي الذي يعرض في ركن السينما ، بالإضافة إلى تكريم الرعاة، وتقديم هدية تذكارية لراعي المناسبة.

يقام المعرض بتعاون مشترك بين وزارة التراث والثقافة ومؤسستي ذاكرة عمان وبيت الترميم من أجل إشراك الجهات المهتمة بالمخطوطات لإبراز الوجه الحضاري العماني، كما تأتي إقامة المعرض بدعم شركة أوكسيدنتال عُمان في إطار اتفاقية الشراكة التي وقعتها مع الوزارة وللتعاون المشترك في إقامة معرض نفائس المخطوطات.

تجدر الإشارة إلى أن المعرض يستمر في فتح أبوابه للزوار لعام كامل، متنقلا في جولة لعدة محطات، حيث يبدأ بمحافظة مسقط في متحف السيد فيصل بن علي بوزارة التراث لمدة 3 أشهر، ثم ينتقل إلى محافظة ظفار، ليتزامن مع موسم السياحة في خريف صلالة، وبعد ثلاثة أشهر أخرى ينتقل إلى محافظة الداخلية، ليكون في مرحلته قبل الأخيرة في المركز الثقافي بمدينة نزوى، ويعود في نهاية الجولة إلى محافظة مسقط مجددا ليستمر في الأشهر الثلاثة الأخيرة له، ويكون ختامه في الثامن عشر من مارس من العام المقبل 2020، وسيكون مفتوحا لجميع الفئات والأعمار لزيارته والتعرف عن قرب لكنوز التراث الفكري العماني.

تأتي أهمية إقامة المعرض نتيجة حرص الوزارة لصون وحفظ المخطوطات العمانية والمحافظة على إحياء التراث الفكري من خلال طباعة المخطوطات بشكل علمي ودقيق في شتى فنون العلم والمعرفة، حيث يحوي المعرض مخطوطات لم تنشر في السابق.