أفكار وآراء

«اصرف ما في الجيب» أوْ «خبّئ قرشك الأبيض ليومك الأسود»؟ (2-2)

16 مارس 2019
16 مارس 2019

سالم بن سيف العبدلي/ كاتب ومحلل اقتصادي -

هناك مؤشرات مهمة خرج بها الاستطلاع الذي أجراه المركز الوطني للإحصاء والمعلومات في شهر نوفمبر من العام الماضي حول الادخار وطرق الاستثمار نستكمل استعراض تلك المؤشرات في هذه الوقفة للفائدة، حيث أظهر الاستطلاع 58% من العاملين في القطاع الحكومي يدخرون أموالهم عن طريق الاشتراك في الجمعيات في حين أن 56% من العاملين في القطاع الخاص والعائلي يحتفظون بأموالهم في حسابات بنكية ورغم ان الجمعيات الأهلية تراجعت إلا انه يبدو انه ما زال البعض يتعامل من معها، حيث كان الاشتراك في الجمعيات هي الطريقة الأكثر استخداما للأفراد الذين يقل دخلهم الشهري عن 600 ريال عماني في حين 66% من الذين يزيد دخلهم الشهري عن 600 ريال عماني يدخرون أموالهم في حسابات بنكية.

وعن الأسباب التي تدفع للادخار تشير نتائج الاستطلاع إلى أن 64% من العمانيين يدخرون جزءا من دخلهم تحسبا للظروف الطارئة ولتأمين مستقبلهم و17% من الأفراد يدخرون من أجل بناء أو شراء أو تأثيث منزل أو لشراء أراض و11% من العمانيين يدخرون من أجل الاستثمار أو عمل مشروع خاص ويلاحظ هنا أن نسبة من يدخرون من أجل الاستثمار أو عمل مشروع خاص قليلة جدا وهذا يؤكد لنا بأن هناك أوليات أخرى مهمة أدت الى ان تكون من أولياتهم.

وعن أفضل طرق استثمار الأموال للحصول على أفضل عائد تشير نتائج الاستطلاع إلى أن نصف العمانيين يفضلون الاستثمار في العقارات وأكثر من ثلث العمانيين يفضلون الاستثمار في مشروع خاص أو التجارة (36%) و2% فقط يفضلون الاستثمار في الأسهم والأوراق المالية وهذا المؤشر يظهر لنا بأن الاستثمار في الأسهم والأوراق المالية متدن جدا ربما بسبب عدم الثقة في هذا الوعاء او قد يكون نتيجة لردة الفعل من الأزمة المالية التي حصلت قبل عقدين من الزمان.

وتزيد نسبة الذكور الذين يفضلون الاستثمار في العقارات عن الإناث (54 %و45 % على الترتيب)، في حين تزيد نسبة الإناث اللاتي يفضلن الاستثمار في مشروع خاص أو تجارة عن الذكور، وتشير النتائج أيضا على أن 54% من العمانيين في الفئة العمرية من 30 ـ 49 سنة يرون أن الاستثمار في العقارات هو أفضل طرق الاستثمار، في حين 39% من الأفراد في الفئة العمرية من 18 ـ 29 سنة يرون أن الاستثمار في مشروع خاص هو أفضل طرق الاستثمار.

وعن طرق الاستثمار المستخدمة فعليا توضح نتائج الاستطلاع أن أكثر الطرق استخداما هي الاستثمار في مشروع خاص بنسبة 32%، يليها شراء العقارات بنسبة 19% أما أقل طرق الاستثمار استخداما هي شراء الأسهم أو الأوراق المالية بنسبة 3%.

وتزيد نسبة الذكور الذين يستثمرون أموالهم في مشاريع خاصة عن الإناث (34% مقابل 27%). كما أن 28% العمانيين الحاصلين على تعليم جامعي فأعلى يستثمرون أموالهم في العقارات مقابل 15% للأفراد الحاصلين على تعليم اقل من دبلوم التعليم العام ، ويستثمر 11% من الأفراد في عمر من 18 ـ 29 سنة عن طريق إيداعها في البنوك مقابل 5% للأفراد في عمر 30 ـ 49 سنة و6% في سن 50 سنة فأكثر.

وأظهرت النتائج أن 77% من المستثمرين راضون بدرجة أو بأخرى عن قيمة العائد من استثماراتهم وفي المقابل 18% من المستثمرين غير راضين عن قيمة العائد ، كما أن أعلى نسب الرضا عن قيمة عائد الاستثمار هي الأفراد الذين يستثمرون أموالهم في البنوك بنسبة 81% يليها نسبة الرضا عن الاستثمار في العقارات بنسبة 80 % أما أقل نسبة الرضا فهي للأفراد الذين يستثمرون في شراء الذهب وبيعه بقيمة أعلى (77%).

كما صرح نصف الأفراد الذين استثمروا أموالهم بأنهم لم يواجهوا أية مشاكل في الاستثمار. و16% من الأفراد ذكروا بأنهم واجهوا مشكلة تأخير وتعقيد المعاملات وذكر 11% من المستثمرين بأن رأس المال لديهم غير كاف ، وفيما يخص الرضا عن فرص ومناخ الاستثمار في السلطنة فإن 64% من الأفراد راضون بدرجة أو بأخرى عن فرص ومناخ الأعمال في السلطنة في المقابل ربع الأفراد تقريبا غير راضين عن مناخ الأعمال في السلطنة (26%) ، كما تبين أن 18% من العمانيين فقط يقومون دائما بتدوين وتسجيل ما يتعلق بالدخل والإنفاق في حين أن 23% من العمانيين يقومون بذلك أحيانا.

وتتصدر المواقع المتخصصة على الإنترنت والتواصل مع المختصين بمجال الاستثمار (26 % لكل منها) مصادر المعلومات التي يستخدمها المواطنون في مجالات الادخار والإنفاق و7% فقط من العمانيين يعرفون أن الهيئة العامة لسوق المال هي الجهة المعنية بحماية وتوعية المستثمرين في الأسهم والأوراق المالية في السلطنة وأخيرا نقول أن جميع هذه المؤشرات والأرقام التفصيلية الدقيقة مهمة للغاية ويمكن أن يبني عليها قرارات وإجراءات تساهم في تعزيز بعض نقاط القوة ومعالجة نقاط الضعف وإن كانت قد تكون غير ممثلة لكل المواطنين .