1155695
1155695
مرايا

زوينة السليمانية: «الطـريق إلى المدرســة» تجـــــربة شيقة للطلاب في بداية رحلتهم التعليمية

13 مارس 2019
13 مارس 2019

جمعـــت فيـــه خبرتهــــــا العملية والتربوية -

كتبت- مروه حسن -

دشنت مؤخرا الكاتبة العمانية ومديرة مؤسسة الأوائل التعليمية زوينة بنت سالم السليمانية بمعرض الكتاب بمسقط 2019 الطبعة الثانية من كتابها (الطريق إلى المدرسة)، وهي طبعة مطورة ومنقحة من الطبعة الأولى التي صدرت عام 2008، والتي حققت نجاحا ورواجا بين الأسر والطلبة، وتناولت أبرز الطرق التي يجب اتباعها لتكيف طلاب الصف الأول مع البيئة المدرسية، وقد استقبل المؤلفة خلال الفترة نفسها محمد بن عبدالله الفرعي رئيس مكتب وزيرة التربية والتعليم بديوان عام الوزارة، حيث أهدت الوزارة النسخة التذكارية للكتاب ودرع كتابها لمعالي وزيرة التربية والتعليم.

وذكرت السليمانية أن هذا الكتاب يقدم تجربة شيقة للطلاب الذين ينتقلون من مرحلة التعليم ما قبل المدرسي إلى مرحلة المدرسة حيث الالتحاق بالصف الأول الأساسي، وما سيواجه الطلاب في هذه المرحلة الجديدة، وكيفية التعامل مع المسؤوليات الجديدة في حياتهم والتي قد تشكل تحديا صعبا، وتتلخص مهمة هذا الكتاب في تسهيل الانتقال بين المرحلتين، وتعزيز قدرة الطالب على التكيف مع متطلبات التعليم المدرسي في وقت قصير، وذلك من خلال مجموعة مسلية من الدروس والأنشطة التي تشتمل على الخبرات الاجتماعية والوجدانية ومهارات الاتصال، والمفردات الأكاديمية الجديدة في سياق تفاعلي ومسلٍّ للطلاب، ويشمل دليلا مبسطا للأهل كنموذج استرشادي للتعامل مع هذه الفترة البالغة الأهمية.

وأضافت قائلة: هذا الكتاب يقدم عونا لولي الأمر والطالب من أجل معرفة نظام المدرسة ومرافقها، وأكثر الأمور أهمية في بيئة المدرسة، وتقديم إجابات لمعظم التساؤلات المهمة للجوانب المتعلقة بنظام المدرسة ومرافقها وأنشطتها المتوقعة خلال العام الدراسي، وتحيد التوقعات، وإرساء قواعد السلوك الإيجابي المطلوب من الطفل لكي يحقق أهداف العملية التعليمية ويسهل عملية اندماج الطفل مع البيئة المدرسية، كما اشتمل الكتاب على قائمة مبسطة لكلمات اللغة العربية والإنجليزية التي سيستخدمها الطالب كثيرا في بداية العام، ووضع الكتاب آلية مناسبة للمعلمات وولي الأمر لكيفية استخدام الكتاب والاستفادة منه.

دور الأسرة

وعن دور الأسرة وخاصة الوالدين في مدى قبول الطالب الجديد لهذه المرحلة المهمة في حياته تقول الكاتبة زوينة السليمانية: الانتقال من مرحلة ما قبل المدرسة إلى مرحلة المدرسة بالالتحاق بالصف الأول، هو أمر بالغ الأهمية بالنسبة للأطفال، حيث سيواجهون فيه ولأول مرة مسؤوليات جديدة في حياتهم قد تشكل تحديا صعبا لهم، فانتقالهم من الحضانة أو البيئة الأسرية إلى الصف الأول من المدرسة الابتدائية يؤدي إلى إحداث تغييرات كبيرة في حياتهم، حيث تتغير طريقة حياتهم بشكل كامل، مما ينطوي أيضاً على تغيير في وتيرة روتينهم اليومي.

وأضافت: الطلاب قد يواجهون بعض المصاعب في تحقيق التكيف المدرسي في الوقت المناسب، كون المدرسة تعتبر بيئة غير مألوفة بالنسبة لهم، ويختلف فيها النظام والقواعد وطرق التدريس والتعلم والروتين اليومي عن الروتين الذي جربوه في الروضة أو يعيشوه في المنزل.

وعليه فإن المشاكل التي قد تنشأ عن عدم قدرة الأطفال على التكيف، لها آثار كبيرة على تعليم الطالب وقدراته على تحقيق المتوقع منه، وهناك حاجة كبيرة إلى التعاون بين المدارس والآباء، لضمان انتقال أكثر مرونة، حيث إن مشاكل التكيف، قد تسبب فشل الأطفال في إعطاء صورة حقيقية عن شخصيتهم وتحقيق الأداء الذي يتوافق مع قدراتهم.

وتلعب الأسرة دورا كبيرا في قدرة أبنائهم على التكيف مع البيئة المدرسية من خلال بعض الأمور البسيطة التي يمكن لكل أب وأم مراعاتها في البيت، مثل تحبيب الطفل لجو المدرسة بطريقة مناسبة، لرغباتهم واحتياجاتهم الطفولية، وزرع ثقته في المدرسة بعدم التحدث أمامه في أي موضوع قد يثير شكه في جدوى المدرسة، وتوضيح الأحداث التي سيمر بها الطالب خلال يومه في المدرسة، حتى لا يخيفه التغير المفاجئ في عاداته الصباحية، وعدم اللجوء إلى تهديد الطفل بالحرمان من أي شيء إذا لم يبدِ رغبة في الذهاب للمدرسة، وتجدر الإشارة هنا إلى أن الطفل يعتقد أحيانا انه سوف يسكن في المدرسة وأن الوالدين قد تخليا عنه فينبغي توضيح هذا الجانب له، حيث يستحسن مرافقة الطفل لوالديه عند تسجيله في المدرسة حتى يشعر بألفة تجاه المكان والوجوه عند دوامه في اليوم الأول.

وعليه، ونظرا للأهمية التي يلعبها البيت في تعزيز قدرة الأطفال على التكيف مع البيئة المدرسية، ومساعدتهم على مواجهة التحديات الجديدة للالتحاق بالمدرسة بنجاح، تأتي الحاجة إلى وجود دليل يرشد الأهل والمعلمين في كيفية دعم قدرة الطالب على التكيف مع بيئته المدرسية الجديدة من ناحية، ومن ناحية أخرى يساعد على تحسين مهارات الإدراك والتنظيم الذاتي للأطفال.

الخبرة العملية

وعن أهم الوسائل والمصادر التي ساعدتها في إخراج المعلومات والنصائح التي قدمت في هذا الكتاب ليتم إخراجه بهذا الشكل، ذكرت السليمانية أن أهم مصدر لهذا الكتاب كانت الخبرة العملية أولا والمراجع العلمية ثانيا، حيث أنني من خلال العمل في الحقل التربوي لاحظت ما يواجهه الأطفال من صعوبات في التكيف خلال الفترة الأولى من التحاقهم بالصف الأول، وتأثير ذلك على مدى تقبله للمدرسة، ومستوى التحصيل لاحقا ، حيث يترك الأطفال ورائهم خبرات ما قبل المدرسة ويبدأون في تطوير مهارات أكاديمية جديدة. لذا يجب أن يتكيف الطفل مع الظروف الجديدة، ويجب أن يعتاد على بيئة جديدة ويتعين عليه أن يتبنى أنماطًا سلوكية جديدة وتبني أدوار اجتماعية مختلفة، وإدراك مفاهيم جديدة، ومن خلال الملاحظة، تم حصر أهم تلك المهارات الاجتماعية والنفسية والخبرات الإدراكية التي يحتاج الطالب إلى معرفتها، ثم وضع الأنشطة التعلمية، والدليل الإرشادي.

ولقد راعيت في الكتاب بعض الجوانب المهمة، متمثلة في تقديم الإرشادات للمربي، ووضع الدروس في قالب شيق وصور ممتعة، واختيار أهم المهارات التي يحتاج الطفل الى معرفتها خلال الشهر الأول من تواجده في المدرسة مثل مفهوم الحصة الدراسية، والصف والمرافق والموظفين، وتحية العلم، والأمن والسلامة المدرسية، والقواعد الصفية، وغيرها من الخبرات المهمة.