1157152
1157152
مرايا

محمد ضيا: «نهج النصر» - فيلم وثائقي يجسد مخاطر الواقع من خلال فن التوازن

13 مارس 2019
13 مارس 2019

اللعبة جعلته يستطيع الربط بين الواقع والحلم -

حاورته- ضحى عبدالرؤوف المل -

استطاعت المخرجة «فريدريك كورناير ليسارد» مع لاعب السيرك التونسي «محمد ضيا» إخراج فيلمها الوثائقي «نهج النصر» الذي وضعنا أمام لعبة فن التوازن، والتحديات التي تفرضها الحياة على أبناء المجتمعات الشعبية ضمن الفن الوثائقي، ليجمع لاعب السيرك والفنان محمد لحظات حياتية مر بها قبل أن يصل إلى خشبة السيرك العالمي، ويؤدي أمام الجمهور أصعب الألعاب التي تحتاج إلى الكثير من التوازن والإدراك والفن أيضا، فهو استطاع منح المشاهد بساطة فنية من حيث قدرته على تذليل الصعاب، ومنح النفس دائما انطلاقة جديدة نجح فيها لاعب السيرك والفنان محمد ضيا، خاصة وأننا أمام لاعب سيرك عربي ابتكر تمريناته منذ الطفولة بأبسط الأشياء من حوله، واتقن لعبة التوازن في الأحياء الشعبية قبل أن يصل إلى مدرسة السيرك، ويسافر منها إلى الخارج، ليقف أمام جمهوره عالميا، بثقة وشغف كما وقف أمام الكاميرا السينمائية في فيلمه الوثائقي «نهج النصر»، ومع الفنان محمد ضيا أجرينا هذا الحوار.

- فيلم وثائقي عن فن بدأ في الأحياء الشعبية وتتطور على خشبة المسرح ما الذي تريد قوله؟

أريد القول إن السيرك لا يتناغم إلا في أجواء مخصصة، لذلك إن فقد السيرك مكانه المخصص فإنه لا يصل إلى المتلقي كما يجب.

- ألا تظن أن نهج النصر مارسته المخرجة في فيلمها كما مارسته انت وسيمارسه آخرين؟

المدرسة لا يتخرج منها لاعب السيرك، والفيلم الوثائقي موجه نحوي كواحد من الأفراد وأصدقائي كانوا معي في فيلم نهج النص. والمخرجة فريدريك كورناير ليسارد تؤمن بمسيرتها الفنية، كما نؤمن جميعًا أن الحياة هي لعبة توازن ومشهد حياة.

- فن الليونة أو تحديات الفشل أو الخروج من قمقم ضيق الى ساحات أوسع ماذا تقول؟

أي إنسان يستطيع الخروج من القمقم طالما الرؤية واضحة لديه، ويفهم ما الذي يريده وإلى أين سيصل، ويذلل الصعوبات ويعتبر أي ملاحظة كتشجيع، ويتحدى الصعوبات ليستطيع إيصال صوته حيث يريد وأهمية القرارات التي يتخذها.

- الحارات الشعبية هي ملعب الأطفال في كثير من البلدان المتقدمة النامية، ما الجديد في تحدياتك محمد ضيا؟ ولماذا لعبة التوازن، وما الذي تعنيه لك؟

لعبة التوازن بالنسبة لي هي الحياة، واهم حدث في حياتي هو معرفتي بالمدرسة الوطنية لفنون السيرك، والتي توظفت فيها لاستعرض من خلالها موهبتي على خشبة مسرح، فطورتها وسافرت للخارج للقيام بعروضات، وهي اختبار لي شخصيا لأرى التوازن الخاص فيها، ومن خلالها استطعت الربط أو التوازن بين الواقع والحلم.

- ما الذي يميز فن السيرك عن الحياة اليومية والمخاطر تكاد نفسها؟

الفيلم يجسد مخاطر رمزية السيرك في الحارة الشعبية ضمن الأطفال وهو بمثابة المخاطر الحقيقية في الحياة بشكل عام، والسيرك لا يخلو من المخاطر، لكن الحياة بحد ذاتها لا تخلو من المخاطر أيضا، ونحن أحببنا تجسيد مخاطر الواقع من خلال الفيلم الوثائقي الخاص بفن التوازن أو السيرك، وهو عالم كبير بلا لغة ولا يتشابه مع كرة القدم، لكن شعبيته قليلة.

- إلى أي مدى يحتاج لاعب السيرك إلى متفرج كما يحتاجه أيضا المخرج، وأين النقطة المشتركة بين محمد ضيا ومخرجة فيلم نهج النصر؟

النقطة المشتركة بيني وبين المخرجة هو أنها كانت لاعبة في فن سيرك، وانتقلت للإخراج وفن التصوير ومن ثم عادت إلى فن السيرك، لان السيرك يرمز للعدة أشياء منها الحرية، والتعبير الجسماني، وأي إنسان ممكن أن يكون ممثلا أو رياضيا أو مهندسا، وهذا لا يفرق بين المجتمعات أو الحارات الشعبية أو الأرستقراطية، على عكس معظم النجوم يخرجون من جميع الأحياء، والسيرك حضوره عام ولا يفرق بين هذا أو ذاك.