abdullah
abdullah
أعمدة

رماد: الإكتفاء

06 مارس 2019
06 مارس 2019

عبدالله بن محمد المعمري -

[email protected] -

للحياة محطات، لا يمكن أن نتوقف عند أي محطة منها، ذلك أن طريق العبور يُجبرنا على التنقل من محطة إلى أخرى، حتى نصل إلى المحطة الأخيرة «محطة الرحيل» بلا عودة.

وبينما نحن نعبر الطرقات، متنقلين بين محطة وأخرى في هذه الحياة، نشعر بالاكتفاء، من كل شيء قد نعيشه في محطة ما ويتكرر في المحطة التي تليها، وإلى ما لانهاية. شعور يصبح معه كل شيء باهتا، بلا قيمة، لا نكترث له، حدث أو لم يحدث، فيدفعنا إلى الضجر من هذه الحياة، والتشكي منها، ومن كل شيء فيها.

الاكتفاء يتطلب قرارات ربما بعضها مصيري، لكنه يجعل من الحياة ذات قيمة، بعكس إذا ما رافقنا من محطة إلى أخرى، وولد معه شعور أكثر مرارة منه، وهو شعور الملل، والسير بوتيرة واحدة في انتظار النهاية، أو كما يسميه البعض «الروتين القاتل». لذا فاتحاذ القرار في الوقت المناسب ربما يغير الكثير من مسار الحياة، ويجعل التنقل بين محطات الحياة أكثر متعة وفائدة، ويزيد من جمالية الحياة ورونقها.

الاكتفاء يحتاج إلى صرخة نابعة من الأعماق، توجه النفس نحو التغيير للأفضل، وترك التكرار القاتل للوقت، الهادم للحظات ربما تكون أجمل إن حدث الاكتفاء وتم تجاوزه بكل ما هو جديد ومفيد في محطات الحياة، وبدافعية أكثر قبولا لدى الذات لتعيش هانئة مطمئنة ومستقرة.

لذا، إذا ما شعرت بالاكتفاء، فعليك أن تبدأ في شيء جديد، وتترك ما اكتفيت منه، ولا تجبر النفس على العيش فيه، فعجلة الحياة تمضي، تدور بلا توقف، فتمسك بالحياة بلا اكتفاء، وعش جمالية ما تريد، فالدنيا فانية، وكلنا ذات يوم راحلون.