1145078
1145078
المنوعات

«أطفالنا وإعلام المستقبل» تختتم أعمالها بنماذج حية من الإعلام الموجه للطفل

27 فبراير 2019
27 فبراير 2019

بمشاركة شريحة من الأطفال يقدمون تجاربهم -

كتبت: خلود الفزارية -

اختتمت صباح أمس أعمال ندوة «أطفالنا وإعلام المستقبل» التي نظمتها وزارة الإعلام بالتعاون مع «اليونيسيف» تحت رعاية صاحبة السمو السيدة الدكتورة منى بنت فهد بن محمود آل سعيد مساعدة رئيس جامعة السلطان قابوس للتعاون الدولي وبحضور معالي الدكتور عبد المنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام في مكتبة الأطفال بالقرم تزامنا مع فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب في نسخته 24، بحضور عدد من طلاب المدارس والمهتمين بقضايا وأنشطة الطفل.

مجلة «كونا الصغير»

وجاءت ورقة الدكتور طارق البكري الذي تطرق فيها إلى تجربة المؤسسات الإعلامية من جريدة الأنباء الكويتية ومجلة «كونا الصغير» نموذجا، حيث قدم نبذة حول تجربته في مجال «المؤسسات الإعلامية ودورها في إصدار صحافة متخصصة للطفل»، مبينا فكرته حول مشروع «جريدة يومية للطفل العربي»، مرورا بمشروع «نحو جامعة عربية لدراسة الطفولة»، متطرقا إلى خطوات الكتابة للطفل من خلال تجربة امتدت إلى ربع قرن من الزمان وصولا إلى مجلة «كونا الصغير».

وأوضح البكري أن تجربته الفعلية في إعلام الطفل بدأت في عام 1993م، وكانت رئيسة تحرير جريدة الأنباء الكويتية لاحظت اهتمامه بالطفل وتم تكليفه بإعداد صفحة يومية جديدة للأطفال بعنوان «ممنوع على الكبار»، وصفحتين كاملتين أسبوعيا في صباح يوم الخميس، واستمرت التجربة 5 سنوات كتب فيها قصة قصيرة إلى جانب مشاركات الأطفال وأفكار متنوعة، كما أعد صفحة «مدرستي» التي تدور رحاها في رحاب مدارس الكويت، إضافة إلى صفحة أسبوعية خاصة بأنشطة الأطفال المتنوعة. ويضيف البكري: على الكاتب والإعلامي أن يحث الخطى لمواكبة خيال الطفل الواسع، وتثمين العمل المقدم له، وتنشيطه بما يتناغم مع العصر ويتواءم مع محفزات البحث والتقصي والإبداع، مبينا أن محفزات الطفل أضحت كثيرة لكن تبقى القراءة الورقية خاصة ومنها الكتاب والصحافة هي الأولى لأن الطفل القارئ أعمق دراية من الطفل غير القارئ.

وانتقل البكري بعدها إلى النص الطفولي حيث أوضح أن النص يحتاج إلى كاتب خاص يمتلك حسا طفوليا ونفسا طفولية متقدة، يعيش فيها الكاتب الطفولة بتفاصيلها، حيث أن البعض قد لا ينجح في الكتابة فيها لأنها صنعة ماهر محترف، كما نوه على فكرة إصدار جريدة يومية للطفل العربي التي لم تتحقق إلى الآن، داعيا إلى تخصيص جامعة عربية لدراسة الطفولة زمنها كلية للدراسات الإعلامية المتخصصة. بعدها قدم البكري نبذة عن مجلة «كونا الصغير» التي انطلقت عام 2014م، ووزعت أكثر من نصف مليون نسخة مجانا، مبينا أن المجلة تصدر فصليا عن وكالة الأنباء الكويتية «كونا» منذ نحو 4 سنوات، واستطاعت خلال هذه المدة الوجيزة أن تستقطب اهتمام الأطفال والكبار على السواء، وأحدثت اختلافا في مفهوم إعلام الطفل، خاصة مع ضعف القراءة وانتشار الوسائط التقنية الجاذبة التي احتلت حيزا من حياة الطفل. ويضيف أن الوكالة تطبع 40 ألف نسخة فصليا وهي موجهة لشريحة كبيرة من فئة الأطفال، وتوزع مجانا داخل الكويت.

واختتم ورقته بالتأكيد على أن خلال ما يتم نشره في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي اتضحت أهمية المجلة وتأثيرها المباشر على الأطفال، ويلاحظ مدى الاهتمام الذي حظيت به المجلة من خلال إقبال الأطفال والتواصل معهم.

نماذج لقنوات الأطفال

وفي ورقتها التي حملت عنوان «بدائل ونماذج في صناعة المحتوى الثقافي للطفل» أشارت أمامة اللواتية إلى عدد من القنوات والمؤسسات التي تعنى بثقافة الطفل، حيث لفتت إلى غياب أية قناة خاصة بالأطفال أو برامج ذات جودة في صناعة المحتوى الثقافي على المستوى المحلي، مع غياب هيئة أو دار وطنية متخصصة في صناعة كتاب الطفل في الجوانب الثقافية والعلمية المختلفة، وطرحت عددا من التساؤلات حول توظيف وسائل التواصل الاجتماعي وإنتاج متخصص لهذه المرحلة. وناقشت أدوات البث الفضائي الموجه للطفل حيث أشارت إلى أن القنوات الفضائية تطورت من 404 قنوات عام 2006-2007 إلى 1122 قناة (151 قناة عمومية منها 8 قنوات أجنبية، و963 قناة خاصة) عام 2016 حسب التقرير السنوي للبث الفضائي العربي الصادر عن اتحاد إذاعات الدول العربية، أما قنوات الأطفال فعددها 42، 2 منها عمومية وهي: ( قناة أجيال التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون السعودية، وقناة ماجد التابعة لشركة أبوظبي للإعلام) و 40 قناة خاصة. مبينة أن العديد من القنوات لم تحدد الفئة الموجه لها الرسالة الإعلامية وإنما جعلتها رسالة موجهة للطفل العربي بصفة عامة، بينما أدرجت قنوات أخرى الفئات العمرية، ومن حيث الأنواع البرامجية تتميز الشبكات البرامجية في أغلب القنوات باعتمادها الرسوم المتحركة والأناشيد والقوالب التلفزيونية الجاهزة مع ظهور موجة من البرامج التلفزيونية الهجينة والتي يضم جانبا من المسابقات بين المواهب مواد درامية ومواد وثائقية وحديث استعراضي ومتابعة حية لحياة النجوم، بعضها غربية بالكامل، وأخرى كرتون ياباني مدبلج في الغالب، وثالث منوعات سطحية، ورابعة ذات مهنية عالية، وخامسة محافظة (مشفرة) لكنها متواضعة فنيا ومهنيا.

وانتقلت أمامة اللواتية بعدها إلى دور النشر في السلطنة حيث توقفت عند دار الغشام وهي متخصصة في النشر بشكل عام ولديها إصدارات في أدب الطفل، ودار مياسين المتخصصة في أدب الطفل، ومركز العيسري المتخصص في المنتجات المتعلقة بالطفل ومنها المجلات والكتب، و مكتبة البطريق المتخصصة في أدب الطفل المترجم للقصص العالمية التي تقع ضمن الملكية العامة فقط، بالإضافة إلى دار الوراق متخصصة في النشر بشكل عام وبدأت بالاهتمام بأدب الطفل، كما نوهت على ضرورة التركيز على صناعة المحتوى الثقافي والعلمي عبر صناعة برامج متخصصة ذات جودة، وتأسيس دار وطنية متخصصة في صناعة كتاب الطفل في الجوانب الثقافية والعلمية المختلفة تستهدف الكاتب والمحرر والرسام والمصمم العماني، والتركيز على الفئات المهمشة في المجتمع مثل فئة الاحتياجات الخاصة (برامج وكتب متخصصة) في مخاطبتهم، إلى جانب البحث في إنتاج متخصص ومبتكر يستهدف مراحل محددة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

تجربة مجلة مرشد

من جانبه ناقش حمود الطوقي في ورقته « دور مجلات الأطفال في غرس ثقافة الانتماء الفكرية والثقافية»، وأشار إلى أن مجلة مرشد هي أول مجلة أطفال عمانية بتصريح من وزارة الإعلام، تم تدشينها رسمياً في معرض مسقط الدولي للكتاب في عام 2016م، رسالتها غرس ثقافة المواطنة والانتماء للأطفال وتقديم الفائدة والمتعة، ورؤيتها أنها بهويتها العمانية تكون صديقة كل طفل عربي.

وأوضح الطوقي أنه بعد دراسة مكثفة استمرت لمدة عامين لإصدار مجلة مرشد تم اختيار اسم مرشد وهو الشخصية الرئيسية للمجلة وذلك نسبةً إلى الإمام ناصر بن مرشد اليعربي مؤسس دولة اليعاربة في عُمان والذي ساهم في طرد البرتغاليين من سلطنة عمان وفي عهده اشتهرت عمان بقوة أسطولها البحري، موضحا أن المتصفح للمجلة يلاحظ بأن الهوية العمانية بارزة جداً من خلال مواضيعها ورسوماتها وهذا أهم ما يميز المجلة العمانية حيث أصبح الطفل العماني الآن يفتخر بأن هناك مجلة تنقل هويته وثقافته إلى أقرانه من الدول العربية الأخرى، كما تطرق إلى أهم أبواب المجلة التي تحمل مضامين لغرس الانتماء والمواطنة. وبين الطوقي أن مرشد هو طفل عماني يعيش مغامرات مختلفة مع عدد من الشخصيات العمانية المشهورة سواء كانت في مجال الدين أو الفلك أو الطب أو اللغة أو التاريخ عبر سلسلة قصصية مصورة تنشر في كل عدد من أعداد المجلة، أما أهم الشخصيات العمانية التي تمت الكتابة عنها في باب مغامرات مرشد فهي: البحّار أحمد بن ماجد، والمهلب بن أبي صفرة، والطبيب ابن عميرة الهاشمي، والعلاَّمة العماني عُمر بن مسعود المنذري، فضلا عن الخليل بن أحمد الفراهيدي، والإمام نور الدين السالمي، والإمام ناصر بن مرشد التي تحمل المجلة اسمه، مضيفا: نظراً لأهمية الحكايات الشعبية في إثراء خيال الطفل وربطه ببيئته فقد خصصت مجلة مرشد باب بعنوان حكاية جدتي شيخة.

وتطرق الطوقي إلى نموذج من حكاية جدتي شيخة، كما نشرت مجلة مرشد عدد من الحلقات المتنوعة عن الألعاب الشعبية للأطفال يتعرف الأطفال من خلال هذه الصفحات على طريقة اللعبة وشروطها وأيضاً تقوم المجلة بتعريف الأطفال عن بعض الفنون التقليدية مثل فن التهلولة، و«الرحالة الصغير» وهو عبارة عن تقارير يعدّها الأطفال عن رحلاتهم داخل السلطنة يبينوا من خلالها أهم المعالم السياحية وفي منتصف العام تم تطوير الباب ليكون بشكل حلقة قصصية مصورة بعنوان معاذ والمنطاد العجيب، ومازن المستثمر الصغير وهي سلسلة قصصية عن طفل اسمه مازن في كل عدد يأتي بأفكار تشجع الأطفال ليصبحوا رواد أعمال، بالإضافة إلى باب أصدقاء مرشد حول العالم ويقدم رسائل يستقبلها مرشد من أصدقاءه من مختلف دول العالم بهدف تعريف الأطفال عن معالم وثقافة الدول الأخرى من خلال تلك الرسائل، وباب طفولتي أمانة وهو باب توعوي يقدم على شكل مشاهد قصصية مبسطة بهدف حماية الأطفال من مخاطر الابتزاز والتحرش والتنمر تقوم بإعداد الكاتبة وفاء الشامسية، وباب سفراء مرشد وهم مجموعة من الأطفال المتميزين يقوموا بإعداد بعض صفحات المجلة، وأخيرا باب كابتن مناعة الذي يوضح أن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء، وترجمت مجلة مرشد هذه العبارة على شكل سلسلة قصصية مصورة بطلها الطفل ماهر وما يتناوله من غذاء يوضح للأطفال عبر مشاهد أخرى كيف يتفاعل كابتن مناعة مع ذلك الغذاء.

مشاركة الأطفال

أما ورقة «مشاركة الطفل في صناعة المحتوى الخاص به»، فقد بينت أنه من خلال قنوات اليوتيوب والقنوات الموجهة للطفل يشار بأن الأطفال يعملون في محتوى مُراقب في ظل ظروف مقوننة ومحسوبة الزمن والجهد بحسب سنهم وقدراتهم، ويحسب للطفل حقه الأدبي والمادي في العمل، ولكن في الواقع فالأطفال يعملون بلا رقابة على المحتوى ولا على ظروف العمل. وتم التشجيع على مشاركة الطفل في صناعة المحتوى الخاص به وبأقرانه ولكن بشروط وقوانين تحفظ كرامته وحقوقه المادية والقانونية والإنسانية والأدبية، لأنه سيجد في ذلك المتعة للطفل المشارك والمتلقي، والتعلم من طفل لطفل بالتأثير، واكتشاف المواهب و دعمها وتطويرها، وتحفيز الطفل المتلقي على الاكتشاف والبحث عن شغفه إضافة إلى غرس القيم عن طريق تقليد القدوة المتماثلة في العمر، مع التركيز على أن غياب تصنيف المحتوى والعمل دون شروط أو رقابة أو حقوق يعرض الأطفال إلى الاستغلال بكل أشكاله، وفقدان الثقة بالنفس، والتنمر الإلكتروني، ناهيك عن التوتر والقلق، والإدمان. وخلصت المشاركة إلى بعض التوصيات تطرقت فيها إلى ضرورة وضع قوانين حماية للأطفال تطبقها المؤسسات الإعلامية الخاصة والعامة التي قد يعمل من خلالها الأطفال في إنتاج المحتوى بحيث تحفظ حقوقهم المادية والإنسانية والمعنوية، ووضع قوانين حماية تضمن ظروف عمل تراعي سن واحتياجات الأطفال الذين يعملون في صناعة المحتوى، وإدخال مفهوم التربية الإعلامية على المدارس الابتدائية والمتوسطة، وإدخال متطلب الإعلام الرقمي للأطفال كمتطلب في كليات الإعلام، بالإضافة إلى توعية الأهل إلى ضرورة مشاركة الأطفال ومحاورتهم فيما يشاهدون ويتعرضون له من محتوى سواء من خلال الإعلام التقليدي أو الجديد، وتدريب الكوادر الإعلامية العاملة مع الأطفال على الطرق الفضلى للتعامل مع الأطفال المشاركين في صناعة المحتوى، وتوعية الأهل على ضرورة استخدام وسائل الحماية للأطفال الأصغر سناً من منصات التواصل وتطبيقات الألعاب، وتوعية الأطفال من خلال حملات إعلانية موجهة أو لقاءات مدرسية مبرمجة ضمن منهاج حواري ممتع عن محاسن ومساوئ استعمال المنصات والتطبيقات.