1078238
1078238
المنوعات

جمعية الكتاب والأدباء تناقش العلاقة مع الآخر بين «التعايش والانغلاق»

17 ديسمبر 2018
17 ديسمبر 2018

استضافت لجنة الفكر بالجمعية العمانية للكتاب والأدباء أمس الأول الشيخ حسن أحمد الخشن أستاذ الدراسات العليا في مادتي الفقه والأصول في المعهد الشرعي الإسلامي في بيروت للحديث عن العلاقة مع الآخرين بين التعايش والانغلاق.

وطرح الخشن في المحاضرة تساؤلات حول ما تبقى من تعايش بين الشعوب والأفراد في ظل التقاتل الذي تمر به الأمة في مختلف أحوالها وظروفها الحالية، وما تقوم به العصبيات المقيتة في العوالم المتداخلة التي تفسد أحلام هذه الأمة، ولكنه في المقابل نفى فكرة اليأس مشددًا على أنه لن ينال من الإنسان المسلم المتمسك بدينه والعارف بربه، موضحًا أن الأمل الذي يواجه اليأس لابد أن يكون مقرونًا بالعمل والجد والاجتهاد والعزيمة للتغلب على حيثيات هذا الواقع المتراجع والمتردي.

وذهب الشيخ حسن الخشن للقول إن التعايش ثقافة راسخة في دواخلنا ليتحول بعد ذلك إلى منهج نؤمن به، ودعامة تواكب تطلعاتنا في ذات الوقت، وأشار إلى أمر التفكيك المرتبط بالواقع الحالي كون أن العقول أصابها الكثير من التحجر والتكلس والجمود وتحتاج إلى من يحركها من خلال إعادة البناء من جديد، ولا بد من إتاحة الفرصة للعقل ليأخذ حقه في التفكير والتدبر في الشؤون المتراجعة.

كما تطرق الخشن إلى العقد التي تراهن بقوة على الحضور في ظل هذا التراجع والتكلس بما في ذلك تخوين الآخر وربما تكفيره التي خرجت من الفرق الهالكة التي لا تريد السلام للأمة وتدعو إلى الفرقة وعدم التواصل بين المجتمعات.

ورأى الخشن أن احتكار الجنة على بشر دون غيرهم وفق ما تراه بعض الفرق، وتكفير الآخر وجعل النار موعده اتهام باطل وسمج، خاصة في لحظة هدر دمه وعرضه. أما العقدة الأخرى التي تحدث حولها الخشن فهي العقدة الفقهية، المتمثلة في نشر الشقاق، فهي تبيح لعن الإنسان وسبه وشتمه، وتنزع عنه الحرمة القانونية والأخلاقية. وأشار إلى أن هناك تراثا من الفقه الذي أنبنى على القطيعة المقيتة، علما أنها لا تغدو كونها مجرد آراء نظرية لا تعتمد على دليل مقنع، ولا تمت بصلة إلى إسلام التعايش والتراحم والتواد بين الأمة، ناهيك عن تأسيس نظرة تصادمية مع الآخر.

وهناك عقدة ثالثة أخرى وهي العقدة التاريخية، فالأمة اليوم تقدس تاريخها وشخوصها، بكل الأحداث التي مرت بها، حتى ترغب بالسكون في هذا التاريخ، وهذا التقديس بحد ذاته يحول دون العمل على قراءة التاريخ وتفكيك أحداثه بصورة نقدية تغربل حيثياته وتمييز الغث من السمين، على الرغم من الاعتزاز به، خاصة وإن به الكثير من عناصر القوة. وأشار الخشن في مجمل حديثه إلى أن للسلطة دورا كبيرا في جعل للعقل منطقه والأخذ بما يقدمه وشدد على التعايش بين الأمة والجماعات على أساس الرفق بينهما.