oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

آفاق جديدة وملهمة في حفز الشباب

15 ديسمبر 2018
15 ديسمبر 2018

عُمان بلد فتي فالشباب فيه يمثلون نسبة كبيرة ويعول عليهم دور كبير في بناء المستقبل وتحريك سفن الابتكار والإضافات الرحبة على كافة الأصعدة.

ولن يحصل هذا إلا بعد أن يكون كل شاب قد وعى دوره الحقيقي الذي يجب أن يضطلع به في إطار الكل، وحيث يبدأ الفعل الإيجابي من الفرد إلى المجموع ويتنزل كذلك من الكل إلى الفرد والعكس صحيح، فهي عملية تكاملية وشاملة تصب في إطار التنمية المستدامة التي تسعى السلطنة إلى إنجازها في كافة مجالات الحياة الإنسانية الحديثة.

في هذا الإطار فإنه من الجدير التوقف مع المائة فكرة المتأهلة في المرحلة الثانية من مسار الشباب، ضمن البرنامج الوطني لتنمية مهارات الشباب، بالإشارة إلى الحفل الذي أقيم بهذا الخصوص مساء أمس السبت في ختام «سباق الأفكار التقنية لشباب عمان».

إن هذه التجربة المثمرة تكشف عن آفاق جديدة وملهمة في حفز الشباب نحو المساهمة الفاعلة والمستمرة في العمل الوطني عبر الابتكار والعمل الحديث القائم على توظيف تقنيات هذا العصر الجديد والاستفادة من كافة خواصه وتجاربه وأسسه المستحدثة.

وإذا كان هناك أكثر من 600 شاب وشابة من مختلف محافظات السلطنة تنافسوا في هذا المشروع الكبير، فإنه بالتأكيد إنما يدل ذلك على روح الشباب المتوثبة التي ترغب في رؤية الحياة الأفضل والقائمة على التجديد والإخلاص والعطاء، وهي الأمور التي تركز عليها دائما قيم الحياة المتجددة في سبيل أن يكون الإنسان فاعلا بحق في المجتمع المحلي والإنساني عالميا.

إن الشباب عبر فاعليته يقدم نماذج تدل على الرغبة في بناء الوطن وفق ما هو مستجد وحديث وفي الوقت نفسه يتقاطع مع الحاجات المحلية والقيم التراثية والأصيلة لهذا البلد. وهذا هو عمق فهم الحداثة في كونها تلك المواءمة المطلوبة بين الأمس واليوم، بين الحاضر والغد ورغبة الكائن البشري في أن يقرأ التاريخ والماضي بشكل جيد لأجل صناعة المستقبل. ولعل إدماج هذا في مفاهيم الجيل الجديد للحياة يشكل نقطة ارتكازية لابد منها تمكن من المضي دائما نحو مزيد من الآفاق المطلوبة.

يعيش العالم اليوم مرحلة حساسة ومهمة تتجلى فيها تقاطعات ثورة المعلومات مع التقنيات الحديثة مع الابتكار، وكل ذلك يمثل سبلا لابد من ارتيادها في رحلة البناء والنماء المستقبلي، كما أنه لابد من العمل بكل حيوية على تمكين جيل الشباب من المساهمة الاستراتيجية بتصورات غاية في التأثير والفاعلية في كافة الأصعدة، وذلك من خلال التأهيل والتدريب والتزود بالمعارف العصرية في ظل ما يسمى بالثورة الصناعية الرابعة وغيرها من المصطلحات، في حين ما سيبقى هو ما وراء المصطلح من القيمة الأساسية والفلسفة وراء الإنجاز ذاته، بحيث يكون المسار منفتحا دائما إلى الأفق الجديد الذي يستوعب الثقافة الإنسانية المتطورة والحلول التي تماشي طبيعة حياة سريعة التحولات وغيرها من الأمور التي يجب أن توضع في الاعتبار في هذا المنحى.