1073726
1073726
المنوعات

رؤية هيئة الوثائق والمحفوظات في التعامل مع الوثائق تحفز المواطنين على المبادرة

12 ديسمبر 2018
12 ديسمبر 2018

أبناء مسندم يقبلون بفخر على تسجيل وثائقهم التاريخية لتعزيز ذخيرة ذاكرة عمان - 

خصب-‏‏ عبدالله الخايفي وأحمد الشحي:-  

استقطب المعرض الوثائقي الثامن المصاحب لندوة «مسندم في ذاكرة التاريخ العماني» بولاية خصب اهتمام المواطنين من أبناء محافظة مسندم الذين أقبلوا بشغف كبير على الاطلاع على دور المحافظة في التاريخ العماني وموروثات أجدادهم ومنجزاتهم على مر الأزمنة والعصور.
وشكلت الفعالية العلمية والتاريخية التي تحتضنها مسندم ودعوة هيئة الوثائق والمحفوظات للمواطنين لتسجيل وثائقهم دافعًا كبيرًا وتحفيزًا لهم فأقبلوا يحملون مجموعات من الوثائق والمحفوظات وتقديمها وتسجيلها لدى الهيئة بفخر وسعادة.
ودفعت الرؤية الواضحة للهيئة في تعاملها مع الوثائق والمحفوظات المواطنين إلى المبادرة بتسجيل وثائقهم ورغبتهم في إتاحتها للباحثين والجمهور للاطلاع عليها ونشر الوعي والمعرفة لأجيال الخاصر والمستقبل. وأقبل عدد من المواطنين من ولايات المحافظة على مقر المعرض وقاموا بتسجيل وثائقهم مباشرة مع المختصين بالهيئة.
المواطن هشام بن عيسى الدلالي الشحي حضر مبادرا بسعادة كبيرة لتسجيل مجموعة متنوعة من الوثائق التي يحتفظ بها مؤكدًا على أهمية أن تكون الوثائق والمخطوطات التاريخية في متناول المواطنين للاطلاع عليها وإتاحتها للراغبين في البحث ومعرفة تاريخ محافظة مسندم ودور أبنائها في تاريخ عمان.
وقال: سعدنا بتنظيم هذه الندوة العلمية الأولى من نوعها في مسندم وبهذه الأهمية والكم الهائل من المعلومات التي قدمها الباحثون.

وأضاف: نأمل أن تكون الفعاليات المقبلة أوسع ولفترة أطول وبشكل متكرر فأبناء مسندم متعطشون لهذه الندوات العلمية والمعارض التاريخية.

وقال: إن الرؤية أصبحت واضحة بشأن عمل هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية ومحفزة للمبادرة من قبل المواطنين لتسجيل وثائقهم ودافعا أكبر لأبناء مسندم لتقديم ما لديهم من كنوز تاريخية عن المحافظة معتبرا هذه المبادرات واجبا من أجل الوطن.

وبدوره بادر المواطن محمد بن علي بن حسن الكمزاري لتقديم وتسجيل مجموعة من الوثائق برغبة كبيرة معربا عن سروره بالندوة والمعرض الوثائقي. وقال إنه شغوف بالتاريخ والتراث منذ الصغر ويهتم بالبحث وجمع الوثائق والمخطوطات، ويعمل على الالتقاء بكبار السن والاستماع إليهم واستقاء التاريخ منهم، ويقوم بتسجيله في أشرطة سمعية أيضا.

كما يشارك في المعارض الوثائقية ويقدم ما لديه من إرث تاريخي ولديه معروضات في قلعة الكمازرة. وقال الكمزاري: إنه سجل أمس لدى الهيئة مجموعة من الوثائق التاريخية القديمة مؤكدًا على أهمية التوثيق والمحافظة على الإرث والتاريخ وتقديمه لأجيال الحاضر والمستقبل.

من جانبه، قال المواطن يوسف بن علي الكمزاري الذي قدم إلى معرض الوثائق، وسجل مجموعة متنوعة من الوثائق التاريخية أن مبادرته واجب وطني لإبراز التاريخ وجعله متاحا أمام المجتمع العماني.

وبادر يوسف بتسجيل وثائق بعضها يعود إلى أكثر من ١٨٠٠ عام قبل الميلاد كان يحتفظ بها. وقال: إن هناك مواطنين آخرين يمتلكون وثائق تاريخية قديمة وهذه الندوة والمعرض ودعوة الهيئة ستكون دافعا لهم لتسجيل ما يحتفظون به من تاريخ محافظة مسندم وتاريخ عمان.. وأضاف: سوف نسعى إلى تحفيزهم على المبادرة لتسجيل تلك الوثائق وجعلها في متناول المواطنين والباحثين للاطلاع والمعرفة. وواصل المعرض الوثائقي أمس فتح أبوابه للجمهور واستقبل أفواجا متعددة من المواطنين والباحثين والطلاب.

الدراسات الجيولوجية غير متاحة

وقالت المهندسة نورة الشحية من خصب ومختصة في الجيولوجيا: إن المعلومات التي قدمتها الندوة والمعرض كانت فريدة من نوعها ولأول مرة تطلع عليها وشكلت قيمة علمية وتاريخية. وأكدت الشحية الحاجة إلى الأدلة والإثباتات ومعرفة مصادر المعلومات لافتة إلى أن الندوة والمعرض أثريا هذا الجانب.

وقالت: إن البحث في التاريخ والتوثيق يحتاج إلى جهد مضاعف لسبر أغوار مكنونات مسندم. وقالت نورة المتخصصة في الجيولوجيا: منذ دراستي للجيولوجيا فإن المعلومات المهمة المسجلة عن مسندم جيولوجيا لم تتجاوز الثمانينات، وربما تكون موجودة، ولكن لم نطلع عليها فلا توجد دراسات عن علوم الأرض مؤكدة على أهمية توفر دراسات جيولوجية متخصصة.

خبرة الأهالي

وأوضحت أن هناك الكثير من النقوش الصخرية في محافظة مسندم وتوجد في أماكن جبلية يصعب الوصول إليها وتحتاج إلى جهد كبير والاستعانة بخبرة الأهالي للوصول إليها مشيرة إلى جهود تبذلها وزارة التراث والثقافة في هذا الجانب. وأكدت الشحية على أهمية وجود متحف أو مكتبة مركزية في المحافظة ولمختلف المحافظات تضم هذه الإصدارات والوثائق والمخطوطات لنشر الوعي الكامل عن تاريخ عمان وإتاحتها للباحثين وطلاب العلم والمواطنين عموما.

متحف أو مكتبة

وفي ركن آخر من المعرض، أكد أمير بن أحمد الشحي مدير الشؤون الرياضية بمسندم على أهمية التوثيق ودعا إلى إنشاء مرفق كمتحف أو مكتبة في مسندم تضم الأحداث التاريخية بالمحافظة لاطلاع المواطنين بتاريخ مسندم منذ أقدم العصور وصولا إلى الحياة في العهد الزاهر لجلالة السلطان المعظم، حفظه الله ورعاه.

وقال أتمنى من جميع الجهات أن تعيد توثيق الأحداث بشكل أكبر والتكثيف من هذه الفعاليات مشيرًا إلى أن هذا العمل يحتاج إلى جهد كبير؛ لأن هناك الكثير من الصور والأحداث غير موثقة وغير مذكورة من خلال الندوة والمعرض وأضاف: لابد أن نستبق الزمن لأن كبار السن معدودين وذاكرتهم ينبغي الاستفادة منها فمن المهم الالتقاء بهم ذكورا وإناثا سواء أهل البحر أو الجبل والبدو والحضر فهؤلاء لديهم تاريخ وإرث كبير غير موثق.

وأضاف: التاريخ والإرث اليوم له حضوره فمن ليس له ماض ليس له حاضر. وأعرب الشحي عن تقديره للقائمين على الندوة والمعرض وتسخير هذه الإمكانيات وتقديما للجمهور.

بدوره أعرب عبدالله بن أحمد بن سالمين السحي صاحب معرض تاريخي تراثي عن سعادته بإقامة الندوة وقال: إنها كشفت عن حقائق لم نكن على دراية بها، وقد حوت أطروحاتها على معلومات قيمة نرغب في معرفة المزيد من التفاصيل عنها وإتاحة مصادرها أمام المواطنين للاطلاع عليها. وأضاف: أتمنى الاستمرار في إقامة مثل هذه الندوات القيمة كونها تعزز عمق التاريخ خاصة للأجيال المقبلة وأن تتنقل من محافظة إلى أخرى لتشمل أرجاء عمان.

وقال هارون بن محمود الزدجالي أخصائي معارض وثائقية: إن المعرض الوثائقي شهد منذ افتتاحه إقبالا كبيرا من مختلف أطياف المجتمع، حيث عبر طلبة المدارس عن إعجابهم بما شاهدوه من مظاهر الحضارة والثقافة العمانية ليكون لهم نبراسًا يهتدون به في حاضرهم ومستقبلهم.

وأوضح أن ركن عمان عبر التاريخ حظي باهتمام الزوار لاحتوائه على تفاصيل بداية تاريخ التوثيق ومواقع استيطان الإنسان القديم لعمان.

وقال: إن زوار المعرض من أبناء المحافظة ناشدوا بأهمية تكثيف إقامة مثل هذه المعارض والفعاليات لما لها من أهمية بالغة في إثراء وتعزيز الحراك الثقافي في المنطقة. وشهد المعرض أمس حضورًا مستمرًا من الزوار الذين تفاعلوا مع محتوياته ودارت حوارات علمية وتاريخية حول الوثائق والمخطوطات التي يضمها وعبروا عن رغبتهم في تكثيف مثل هذه الفعاليات وتكرارها وإضافة المزيد منها. كما طالبوا بمزيد من الجهد لتتبع كثير من الأحداث التي لم تحظ بالتوثيق وأكدوا على أهمية الاستمرار في البحث التاريخي لكثير من الجوانب الغائبة والمفقودة والعمل على حصرها وتوثيقها.

ويواصل المعرض الوثائقي لمسندم اليوم استقبال زواره بقاعة فندق خصب في يومه الأخير على فترتين صباحية ومسائية كما يفتح أبوابه لاستقبال وتسجيل المزيد من الوثائق التي يرغب المواطنون في تقديمها لهيئة الوثائق والمحفوظات.