إيران : تفجير جابهار والدروس المستخلصة

تحت هذا العنوان نشرت صحيفة “إيران” مقالاً فقالت:

يمكن قراءة أبعاد التفجير الانتحاري الذي استهدف مركزاً للشرطة في مدينة جابهار جنوب شرق إيران والذي تسبب بمقتل وجرح الكثير من الأشخاص من خلال ملاحظة عدّة عوامل بينها أنّ التفجير حصل في منطقة يغلب عليها التنوع القومي والمذهبي وذلك من أجل إثارة النعرات الطائفية والقومية في تلك المنطقة ، بالإضافة إلى أن مدينة جابهار تمثل مركزاً تجارياً واقتصادياً مهماً لما تتمتع به من موقع استراتيجي مهم باعتبارها تملك ميناءً كبيراً يربط طرق المواصلات البحرية للكثير من الدول في المنطقة والعالم.

وأشارت الصحيفة إلى أن المناطق الجنوبية الشرقية من إيران شهدت العديد من العمليات الإرهابية خلال السنوات الماضية والتي استهدفت زعزعة الأمن والاستقرار في تلك المناطق، مشددة على ضرورة تعزيز الإجراءات الأمنية في هذه المناطق للحيلولة دون تكرار هذه الحوادث المؤسفة.

كما أكدت الصحيفة على أهمية تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة برمتها باعتبار أن توفير الأمن في كافّة الدول الإقليمية يعتمد بدرجة كبيرة على تعاون هذه الدول فيما بينها للتصدي لظاهرة التطرف وضرورة تجفيف منابع الإرهاب الذي أخذ ينتقل من بلد إلى آخر نتيجة ضعف التنسيق بين الدول المعنية بمحاربته من جهة، واستغلال الجماعات الإرهابية للثغرات التي يمكن النفاذ من خلالها لتنفيذ عملياتها لتحقيق أجندات سياسية وإعلامية وعسكرية بالتنسيق مع أطراف خارجية من جهة أخرى.

وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن التصدي للتطرف والإرهاب يتطلب إجراء منظومة متكاملة من الخطوات تشمل كافّة الجوانب الأمنية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية لأن الأطراف التي تسعى لشق وحدة الصف الوطني تسعى لاستغلال أي ثغرة في أي من الجوانب الآنفة الذكر خصوصاً في ظلّ الأزمات الأمنية التي تعاني منها المنطقة والتي تفاقمت نتيجة تقاطع المصالح واختلاف الرؤى الاستراتيجية بين الأطراف المتصارعة في أكثر من دولة. وخلصت الصحيفة إلى نتيجة مفادها بأن المساعي التي يراد منها تحقيق الأمن والاستقرار لجميع دول المنطقة بحاجة لتكاتف كافّة الجهود والإسراع باتخاذ إجراءات لتعزيز التنسيق الأمني مع البلدان المعنية للحيلولة دون تكرار الهجمات الإرهابية في المستقبل.