1059078
1059078
العرب والعالم

الاتحاد الأوروبي مستعد لشراكة «غير مسبوقة» مع لندن

29 نوفمبر 2018
29 نوفمبر 2018

تراجع هجرة مواطنيه لبريطانيا إلى أدنى مستوى -

بروكسل-لندن-(رويترز)-(أ ف ب): أعلن كبير المفاوضين الأوروبيين ميشال بارنييه أمس أن الاتحاد الأوروبي مستعد لـ«شراكة غير مسبوقة» مع بريطانيا بعد بريكست إذا التزم الطرفان بالتعهدات التي قطعت خلال مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد.

وقال خلال جلسة للبرلمان الأوروبي «الاتفاق المطروح هو الوحيد وأفضل الممكن» في إشارة إلى «معاهدة خروج» بريطانيا وإطار علاقتها المقبلة مع الاتحاد الأوروبي اللذين وافق عليهما الأحد القادة الأوروبيون خلال قمة استثنائية.

وعلى هذه الاتفاقات أن تنال موافقة البرلمان الأوروبي وخصوصا البرلمان البريطاني. وقال بارنييه «سأحترم فترة النقاشات البرلمانية الديمقراطية» مع أن الاتحاد الأوروبي حذر من أنه لن يكون هناك مفاوضات جديدة في حال رفضها البرلمان البريطاني».

وأعلن بارنييه أمام النواب الأوروبيين في بروكسل أن «مصلحتنا المتبادلة هي التوصل إلى شراكة طموحة» في العلاقة المقبلة إذا خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بشكل «منظم» أي في إطار اتفاق تم التفاوض بشأنه. وأشار بالذكر إلى «السلع والخدمات والرقمي والنقل والتنقل والأسواق العامة والطاقة والأمن الداخلي وبالطبع السياسة الخارجية لضمان استقرار قارتنا». وقال بارنييه «الشراكة مع بريطانيا ستكون غير مسبوقة بسبب حجم مواضيع التعاون» إذا ما احترمت بنود «الإعلان السياسي» حول العلاقات بعد بريكست. وأضاف «نظرا إلى الإرادة البريطانية بالخروج من الاتحاد الأوروبي والسوق الواحدة فلا يمكن أن يسود الجمود مستقبلا، وواجبنا هو أن نقول ذلك خصوصا للمؤسسات التي يجب أن تستعد».

من جهته رأى النائب الأوروبي البريطاني نايجل فراج الزعيم السابق لحزب استقلال المملكة المتحدة أن اتفاق بريكست «جيد للاتحاد الأوروبي».

وتابع «لبريطانيا أعتقد أنه أسوأ اتفاق في التاريخ كما قال ترامب» متوقعا ألا يصادق عليه البرلمان البريطاني، ورغم مفاوضات بريكست أكد بارنييه الخميس مجددا «احترامه» لبريطانيا.

وقال: «بريطانيا بلد عظيم بفضل ثقافتها وتاريخها وتضامنها خصوصا في المراحل المأساوية التي مرت بها أوروبا في القرن العشرين وتضامنها التام واقتصادها ونوعية دبلوماسيتها».

من جانب آخر أظهرت بيانات رسمية أمس أن صافي هجرة مواطني الاتحاد الأوروبي إلى بريطانيا تراجع إلى أدنى مستوى له منذ قرابة ست سنوات خلال عام حتى يونيو الماضي ليستمر نهج التراجع منذ صوتت بريطانيا لصالح الانسحاب من التكتل في 2016.

وقال مكتب الإحصاءات الوطنية: إن عدد مواطني الاتحاد الذين انتقلوا إلى بريطانيا تراجع إلى 74 ألفا خلال تلك الفترة، وهو الأدنى منذ أواخر 2012 ويمثل انخفاضا نسبته 28 في المائة مقارنة بالعام السابق. وتراجع صافي هجرة مواطني الاتحاد الأوروبي إلى بريطانيا بشكل ملحوظ منذ اختار الناخبون الانسحاب من التكتل في استفتاء أجري في يونيو 2016. وكان كثير منهم مدفوعين بالرغبة في خفض الهجرة.

وقال ماثيو فيل مدير السياسات في اتحاد الصناعات البريطانية: «تسلط هذه الإحصاءات الأخيرة الضوء على استمرار نهج تراجع صافي الهجرة من الاتحاد الأوروبي وسط تزايد نقص المهارات على كل المستويات في المملكة المتحدة».

وأظهر تحليل لسيناريوهات مختلفة للانسحاب من الاتحاد الأوروبي نشرته الحكومة أمس الأول أن خسائر النمو الاقتصادي ستتفاقم بشكل كبير إذا وصل صافي هجرة مواطني الاتحاد إلى صفر.

وأظهرت البيانات تراجعا صافيا في الهجرة من الدول الثماني في شرق أوروبا التي انضمت للتكتل في 2004، وهي التي انتقل مئات الآلاف من مواطنيها إلى بريطانيا خلال العقد الأخير. لكن عشرات الآلاف من المهاجرين لا يزالون يفدون من أفقر بلدين بالاتحاد الأوروبي، وهما رومانيا وبلغاريا، اللتان لم يستطع مواطنوهما العمل في بريطانيا بشكل مشروع وبلا قيود إلا منذ عام 2014.