1054737
1054737
الاقتصادية

مشروعات مستلزمات التشييد والبناء .. قطاع واعد لرواد الأعمال العمانيين

26 نوفمبر 2018
26 نوفمبر 2018

ذات جدوى اقتصادية كبيرة وتواجه حدة المنافسة الأجنبية -

استطلاع: رحمة الكلبانية -

يعد قطاع مستلزمات البناء والتشييد من القطاعات الواعدة في السلطنة التي تلبي الطلب المتزايد لمشروعات التطوير العقاري ومدها بكافة مستلزمات التشطيب النهائي للوحدات السكنية، كما أن عملهم يعتمد اعتمادا كليا على المقاولين العاملين في قطاع التشييد والبناء، وقد أجمع مجموعة من رواد الأعمال العمانيين في لقاءات مع (عمان الاقتصادي) على الجدوى الاقتصادية الكبيرة التي توفرها مشروعات توفير مستلزمات البناء والتشييد، باعتباره قطاعا واسعا ونشطا ومستمرا نظرًا لحاجة الأفراد والمؤسسات الحكومية والخاصة للبناء وللصيانة الدورية لتلك المباني.

وقال المشاركون في الاستطلاع: إن دراسة حاجة السوق المحلية بالإضافة إلى الإصرار والمثابرة والعمل على كسب ثقة الزبائن تعد أهم مفاتيح النجاح في هذا القطاع والسبيل الوحيد للاستمرار في ظل المنافسة الأجنبية الواسعة التي يشهدها.

وأوصى رواد الأعمال المقبلون على الاستثمار في قطاع البناء بضرورة التخصص والتركيز على مجال بعينه يجعله متفردا عن منافسيه في السوق المحلية.

وأوصى سيف الهادي، صاحب شركة الجرانيت والرخام الممتاز الجهات الحكومية بتسهيل دخول العمانيين إلى قطاع توفير مستلزمات البناء والتشييد من خلال تقديم التسهيلات والدعم المعنوي وعدم التركيز بشكل كبير على المخالفات والتجاوزات البسيطة التي قد تصدر عنهم خاصة في بداياتهم.

منافسة أجنبية عالية

بالرغم من السنوات الطويلة التي قضاها سيف الهادي في توفير الرخام العماني والعالمي والممتدة إلى 20 عاما إلا أنه ما زال يشكو من حدة المنافسة الأجنبية خاصة في المناقصات أو عند التقدم للدخول في المشروعات الحكومية أو حتى الخاصة.

وأشار الهادي إلى ضعف إقبال الزبائن العمانيين على التعامل والشراء من الموظفين العمانيين وتفضيلهم للعمال الأجانب، مشيرا إلى أن من معيقات التعمين في مجال توفير مستلزمات البناء، هو تردد المواطنين من التعامل مع المشروعات العمانية أو التردد على محلاتهم وتفضيلهم للعامل الأجنبي لأسباب غير واضحة بالنسبة لي، في حين أن العماني من وجهة نظري يستطيع أن يفيد المشتري بشكل أكبر نظرًا للخبرة التي يمتلكها وسلاسة التواصل بينهم.

وأكد الهادي على الجدوى الاقتصادية العالية التي يقدمها القطاع للمستثمرين به نظرًا لاستمرار الحاجة للبناء والصيانة وقال: إن العمل يحتاج للصبر والجهد والمثابرة وقد قام رائد الأعمال سيف الهادي بتدريب وتأهيل مجموعة من الشباب العماني من خلال تزويدهم بالمعلومات والمهارات اللازمة التي تمكنهم من إقامة مشروعات خاصة بهم، وقال: هناك مجموعة من الشباب استطاعوا النجاح وبدء مشروعات ناجحة وخاصة بهم، في حين تكاسل البعض الآخر ولم يستطيعوا أن يكملوا الطريق بسبب قلة الصبر.

التخصص والتفرد

وأشار سالم السيابي، صاحب شركة نماء لحواجز الدرج التركية إلى أن التخصص والتفرد في مجال بعينه هو أحد أهم عوامل النجاح في قطاع البناء والتشييد، حيث يتخصص السيابي في استيراد حواجز الدرج التركية المزخرفة والمميزة مما جعله متفردًا في مجاله وسرعان ما أكسبه ذلك شهرة ورواجا بين الزبائن.

ويقول السيابي: نوفر في فروعنا المتوزعة في كل من سمائل وبركاء وصلالة مواد بناء مختلفة ولكن تخصصنا في استيراد حواجز الدرج التركية كان أحد أسباب نجاح المشروع.

هذا وشدد السيابي على أهمية أن يقوم صاحب العمل بترؤس عمله والإشراف عليه بنفسه لضمان جودته، كما أوصى رواد الأعمال بتسخير مشروعاتهم لخدمة المجتمع من خلال توفير فرص عمل لأبناء وطنهم.

منتجات مبتكرة

وعلى سبيل التفرد والاختلاف وعرض ما هو جديد يقوم رائد الأعمال العماني عادل الزيدي باستيراد الطابوق الأبيض وتوفيره للسوق العماني، حيث يتميز هذا النوع من الطابوق بقدرته على عزل الحرارة والصوت ومقاومة الحرائق حتى أربع ساعات كما يتميز بخفة وزنه مما يسهل استخدامه.

وقال الزيدي: إنه لم يواجه أي مشكلات أو معيقات تذكر فيما يتعلق بتخليص الإجراءات وتخليص المعاملات، ولكنه في البداية واجه منافسة عالية سرعان ما استطاع تجاوزها من خلال بناء علاقات متينة مبنية على الثقة مع الزبائن.

ويطمح رائد الأعمال عادل أن يؤسس خلال السنوات القادمة مصنعا للطابوق الأبيض في السلطنة يغنيه عن عناء استيراده من الخارج.

صناعات محلية

واعتبر محمد الخلاسي، صاحب شركة مسقط لصناعة السخانات دراسة الجدوى وحاجات السوق المحلية من أهم عوامل النجاح لأي مشروع، مؤكدا على الجدوى الاقتصادية العالية التي من الممكن أن يجنيها المستثمرون إذا ما بدأوا مشروعاتهم بالشكل الصحيح. وتنتج شركة الخلاسي من مصنعها في الرسيل ما يقارب 15 إلى 20 ألف سخان سنويا وفقًا للمعايير العالمية.

وحول المنافسة العالية التي تواجهه قال الخلاسي: نواجه منافسة من قبل الشركات العالمية نظرًا لأسعارها المنخفضة، وللأسف الزبائن يلتفتون أكثر لشراء الأجهزة الأقل سعرا بغض النظر عن جودتها أو المشكلات أو الحرائق التي قد تسببها لعدم ملاءمتها للمعايير اللازمة.

من الصين

وانطلاقا من رغبتهم في تسهيل ربط المقاولين والعاملين في القطاع مع المصانع الصينية، أسس مجموعة من الرواد العمانيين مجموعة أورنج لاستيراد مستلزمات البناء والبيوت والحدائق.

ومنذ أكثر من 10 أعوام استطاعت المجموعة أن تكسب ثقة زبائنها أو توسع وجودها في كل من السلطنة والكويت والصين.

تقول زهرة الخروصية، إحدى العاملات بالمجموعة: إن إقبال المستثمرين العمانيين على قطاع البناء والتشييد في ازدياد ويتضح ذلك من خلال الاتفاقيات والزيارات الكثيفة لمصانع وموردي مستلزمات البناء في الصين.

منصة إلكترونية موحدة للقطاع

بهدف تسهيل الوصول لشركات ومحلات بيع مستلزمات البناء والتشييد في السلطنة، قام شاب عماني بتصميم تطبيق هواتف ذكي يتيح لمستخدميه الوصول لمنافذ بيع واستيراد مستلزمات البناء الأقرب لمواقعهم باستخدام تقنية تحديد المواقع وحسب فئات مصنفة، ويخدم التطبيق الشركات العمانية في المقام الأول والتي تمثل 60% من الشركات المسجلة.

يقول أحمد الحسني: جاءت فكرة تصميم التطبيق رغبة مني بتوفير الوقت والجهد الذي يبذله الناس للوصول إلى الشركات والمحلات في مواقعها المتوفرة واستعراض جميع المتوفر ومقارنة الأسعار دون الحاجة لمغادرة منازلهم.

وأضاف: يعد هذا التطبيق مثاليا لكبار السن وغير القادرين على التنقل.